ميّزت أشغال المؤتمر الدولي حول الجراحة بالمنظار لجميع التخصصات الذي احتضنته المؤسسة الاستشفائية «أول نوفمبر» بوهران مؤخرا، إجراء عملية جراحية مباشرة من قاعة العمليات تتعلق بعلاج السمنة بتقنية المنظار المتطورة دون شق البطن، وعن طريق الفتحات الطبيعية، تحت إشراف طاقم طبي جراحي جزائري أجنبي. يسمح هذا النوع من الجراحة، حسب الطبيب اللبناني المختص علي فرقان، من مستشفى الإمارات للمريض، بتصغير المعدة دون أن تفقد الفيتامينات والمعادن الموجودة بها، عن طريق استئصال جزء منها، ويستطيع المريض أن يستعيد عافيته بعد أيام ويعود إلى حياته الطبيعية دون مضاعفات. كما نوه الدكتور علي فرقان بالمستوى المتطور الذي وصلت إليه الجراحة في الجزائر، بالاعتماد على الكفاءات الجزائرية التي تملك سمعة طبية على المستويين العربي والعالمي، لاسيما لبعض أنواع الجراحة الصعبة، منها علاج السمنة المتوفرة لدى المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بوهران، التي احتضنت هذا اللقاء الطبي الهام، وهو ما مكنها من التكفل الجيد بالمرضي وتقليص فاتورة العلاج بالخارج التي تكلف ميزانية ضخمة. وقد عرض المشاركون في الفعالية الطبية العديد من التقنيات المتطورة والرائدة عالميا في مجال علاج الأمراض المستعصية، على غرار السرطانات، حسبما أكده البروفسور معمر زياد، ويتعلق الأمر بتقنية الجراحة عن بعد بواسطة الرجل الآلي، وهي التقنية التي تعتبر طفرة في عالم الجراحة على المستوى العالم، حيث تتجاوز نسبة الشفاء عن طريقها ب25 بالمائة، رغم تنقل الخلايا السرطانية إلى مناطق أخرى من جسم المريض، مثل سرطان الكبد. يعرف هذا المؤتمر الطبي الذي سيختتم اليوم مشاركة قياسية للأطباء والمختصين في الجراحة بالمنظار ب120 جراحا قدموا من 18 بلدا أوروبيا، على غرار فرنسا، إسبانيا، إيطاليا وتركيا، إضافة إلى مصر، لبنان، سوريا، إيران، المغرب وتونس، حيث ناقش المشاركون موضوعين تمحورا حول «علم الأمراض الصفراوية التي تعالج عن طريق الجراحة المصغرة» و«سرطان الجهاز الهضمي، مع علاجات مبتكرة عن طريق المعدات والجراحة مع جمع العلاج الكيميائي المقوى والعلاج المستهدف». كما نظمت على هامش الفعالية الطبية ورشات تكوينية لفائدة الجراحين في مجال الجراحة بالمنظار للجهاز الهضمي تجرى على حيوان، قصد تقريبهم من هذا النوع من التدخل الجراحي، حسبما أكده البروفسور بوبكر المشرف على تنظيم الملتقى الطبي.