أغلق قرار لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة الباكستانية في عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد في الثاني من ماي الماضي، الباب أمام أي عملية إبعاد أو تسليم لأفراد عائلة أسامة بن لادن والذين تم احتجازهم عقب العملية، وتعتزم اللجنة التحقيق مع زوجات بن لادن لمعرفة تفاصيل الحادثة قبل رفع تقريرها للحكومة التي من المفترض بعد ذلك أن تعرضه على البرلمان. ووفق ما تناقلته وسائل الإعلام عن تصريحات لمسؤولين باكستانيين عقب عملية اغتيال بن لادن فإن أفراد عائلة بن لادن الذين تم اعتقالهم في داخل المنزل الذي تمت فيه عملية الاغتيال، هم ستة عشر فردا بينهم زوجاته وأبناؤه وأحفاده، غير أنه لا يوجد ما يؤكد أن زوجات بن لادن الثلاث كن في المبنى لحظة وقوع الهجوم، ومن المؤكد فقط وجود زوجته اليمنية أمل السادة، والتي أصيبت في رجلها عندما حاولت دفع القوات الخاصة التي اقتحمت المكان، غير أنه من الصعب التأكد من أن زوجتيه أم خالد وأم حمزة كانتا في المكان . ويأتي التشكيك في حقيقة وجود الزوجات الثلاث في المكان وقت الحادث من كون إحداهن وهي أم حمزة كانت قد توجهت إلى إيران عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وفي حال وجودها فعلا في المنزل لحظة وقوع الهجوم فإن هذا يعني أنها انتقلت من إيران إلى باكستان والتحقت بزوجها قبل عام تقريبا فقط، أما زوجتاه اليمنية أمل والسعودية أم خالد فقد كانتا معه. كما يعتقد أن زوجة نجله خالد، والذي قتل في العملية مع والده، كانت في المكان أيضا، ويعتقد أنها باكستانية وشقيقة الباكستانييْن اللذين كانا يسكنان مع بن لادن وأمنا له المكان ، وربما تكون هي السيدة الوحيدة التي قتلت في العملية، حيث إن جثة سيدة كانت في المكان، وكان يعتقد سابقا أنها إحدى زوجات بن لادن، لكن تم لاحقا نفي ذلك من قبل الولاياتالمتحدة. وتسعى عائلة الزوجة الصغرى لبن لادن أمل السادة عبر السفارة اليمنية في باكستان إلى الإفراج عن ابنتهم ونقلها لليمن، لكن قرار اللجنة المكلفة بالتحقيق في الحادثة أوقف كل هذه الجهود. حيث تبحث اللجنة عن إجابات حول حقيقة إقامة بن لادن خمس سنوات ونصف في مدينة أبوت آباد. وقد سمحت باكستان لمحققين من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالتحقيق مع زوجات بن لادن، غير أنها وصفت سلوك زوجات بن لادن خلال التحقيق بأنه كان عدائيا. وستجد باكستان نفسها في وضع حرج مرة أخرى عقب انتهاء اللجنة من التحقيق مع أفراد عائلة بن لادن، حيث تبدو الدول التي ينتمي إليها أفراد عائلة بن لادن غير متحمسة للمطالبة بتسليمهم، فيما تحاول الولاياتالمتحدة تسليم أفراد العائلة إليها، حيث لم تتمكن من نقلهم تلك الليلة إليها، لأنها فقدت إحدى مروحياتها خلال العملية. أما الأمر الجدير بالانتباه فهو أن صمت القاعدة وعدم حديثها عن عائلة بن لادن سوى ما جاء من المطالبة بحسن معاملة أفرادها في البيان الأول الذي أكد مقتل بن لادن، يثير تساؤلات وشكوكا حول كون القاعدة ربما تعمل بصمت من أجل تأمين الإفراج عن عائلة زعيمها السابق عبر عمليات خطف أو هجمات للضغط على باكستان للإفراج عنهم.