أكد وزير الداخلية الباكستانى عبد الرحمن مالك أمس عدم علمه بالخطة الأمريكية لاغتيال زعيم القاعدة أسامة بن لادن إلا بعد مرور 15 دقيقة من بدء العملية. فيما جددت أحزاب المعارضة الباكستانية انتقادها لزعماء البلاد بشأن عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أراضيها دون علمها. وقال مالك خلال مقابلة مع قناة "العربية"، من غير المنطقي أن تحمي الحكومة الباكستانية بن لادن وهو متورط في اغتيال بي نظير بوتو رئيسة الحكومة السابقة.مضيفا أن الحكومة تجري حاليا تحقيقات كاملة حول الهجوم الأمريكي على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، رافضا الكشف عن تفاصيلها. ويستمر مسلسل الكشف عن تفاصيل جديدة حول عملية مقتل بن لادن ، وأخرها ما يتعلق بالمروحيات التى تم استخدامها حيث يهتم الخبراء العسكريين بسر المروحية المتخفية "ستيلث" التي استخدمت في عملية "جيرونيمو" لقتل بن لادن ، وتتميز هذه المروحية بخصائص فريدة من نوعها فهي مزودة بكاتم للصوت وبجهاز رصد دقيق، وتستعصى على الرادار، بالإضافة إلى سرعتها الهائلة في التوجه وإصابة الهدف. يذكر ان القوات الأمريكية داهمت فجر يوم الاثنين الماضى مقر إقامة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فى منطقة "أبوت آباد" بباكستان وقتلته مما اثار جدل واسع وخلافات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوباكستان. من جهتها ، جددت أحزاب المعارضة الباكستانية أمس انتقادها لزعماء البلاد بشأن عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أراضيها دون علمها، مما يزيد من عبء الضغوط التي تتعرض لها الحكومة من جانب واشنطن بشأن اختباء بن لادن قرب العاصمة إسلام آباد قبل مقتله.وكانت أحزاب المعارضة الرئيسية قد صعدت من دعوتها لرئيس البلاد آصف علي زرداري ورئيس وزرائه للاستقالة بسبب انتهاك السيادة من قبل القوات الأمريكية التي تسللت من أفغانستان لتقتحم المجمع الذي اختبأ فيه بن لادن. وقال مسؤول بالرابطة الإسلامية (المعارضة) التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق نواز شريف "نريد استقالات لا تفسيرات غير مقنعة".فيما هاجم عمران خان -وهو نجم الكريكيت السابق ويرأس حزبا قوميا صغيرا صاعدا- الرئيس زرداري والحكومة بسبب "سياساتهما القائمة على الأكاذيب والدعاية" وفق قوله. وكانت الحكومة قد رحبت بمقتل بن لادن كخطوة على طريق "محاربة التشدد" لكنها قالت في الوقت نفسه إن الغارة على المجمع تنطوي على انتهاك لسيادتها. و وفقا للمصادر الاعلامية ، فان الأمر الأكثر استفزازا للمعارضين الباكستانيين في الداخل هو الإهانة التي تتمثل في قيام مروحيات أمريكية بنقل قوات كوماندوز خاصة من أفغانستان إلى باكستان دون إخطار حكومة إسلام آباد مسبقا. وأدى اكتشاف إقامة بن لادن على مقربة من أكبر أكاديمية عسكرية في باكستان إلى اتهام إسلام آباد بالفشل الاستخباراتي أو بالتواطؤ لتوفير ملاذ آمن لزعيم تنظيم القاعدة.على الصعيد نفسه، زادت الضغوط على حكومة إسلام آباد مع إعلان وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أمس أنه يدعم تصريحات أوباما. وفي ظل هذا التوتر، لقي رئيس الوزراء أول بيان له بهذا الصدد أمام البرلمان أمس ، بعد أن حمّل من قبل مسؤولية إفلات بن لادن من الاعتقال لما يقرب من عشر سنوات على ما أسماه "فشل مخابراتي على مستوى العالم"