اعتبر المجاهدان عبد الوهاب عبيد المدعو بن يمينة، وسبع محمد، هجومات الشمال القسنطيني استمدت من التخطيط الإداري والعسكري والسياسي الفذ لمؤتمر الصومام، بقيادة الشهيد البطل زيغود يوسف خلفا لقائد الناحية التاريخية الثانية، ديدوش مراد، وليس انتفاضة شعبية، رغم التفاف كل فئات الشعب البسيط حولها، فيما أكدا أن مفاعل ديمونة الصهيوني حقيقة حيث تمَّ تجريب أسلحته بمساعدة فرنسا للموساد بصحراء الجزائر. و خلال ندوة تاريخية نظمت أمس بمركز الإعلام الإقليمي بقسنطينة، التابع للناحية العسكرية الخامسة، بحضور العقيد المدير الجهوي للإيصال والإعلام والتوجيه، تحت عنوان "هجومات الشمال القسنطيني: التحضير والتنفيذ"، قدَّم المجاهد بن يمينة، شهادة حيَّة عن هذا الموعد الذي جاء بقرارت حكيمة لقادة الثورة، أهمها فك خناق الناحية التاريخية الأولى وإسقاط القناع عن الأسطورة الكاذبة القائلة بقوة جيوش فرنسا المستعمرة، وإفشال مخطط جاك سوستيل، و كذلك نقل الثورة من الجبال والمشاتي المعزولة إلى المدن والقرى الكبرى، ومزارع المعمرين، إلى جانب تفجير العديد من مراكز الشرطة والدرك الفرنسية، ما فتح المجال أمام انضمام عامة الشعب واحتضان الثورة مجددا. وردَّ المجاهد على فرضية أحد الأساتذة الحاضرين عن إمكانية اعتبار هجومات الشَّمال القسنطيني في 20 أوت 1955 انتفاضة شعبية، حيث أجاب بأنَّ الثورة ككل انتفاضة للشعب وبالشعب، ويكفي الرجوع لبيان أول نوفمبر لمعرفة ذلك، حيث قال إنها تمت بتنظيم وتأطير وتنفيذ قيادة الثورة المجيدة وعلى رأسها البطل الشهيد زيغوت يوسف، وقياديي جبهة وجيش التحرير الوطني. أما المجاهد سبع محمد، فجاءت مداخلته استكمالا لحديث زميل دربه بالكفاح المسلح المشروع ضد المستعمر، عن قضية الوشايات ومحاولات اختراق الثورة، خاصة بمدينة قسنطينة، مؤكدا أن اليهود كانوا عيونا وجواسيس لفرنسا داخل صفوف الشعب، خاصة بعدما استفادوا من تعديل قوانين الاستعمار بخصوص الأعداء، واعتبارهم سندا قويًّا، مشيرا إلى قضية المغني "ريمون" وعمله تحت إمرة الموساد الصهيوني، حيث نظمت رحلات لصالح أبناء اليهود إلى فرنسا، لكنها كانت ذريعة للمغادرة إلى الأراضي المحتلة بفلسطين، مضيفا أن مفاعل ديومنة النووي جاء بمساعدة فرنسا، و بأن التجارب النووية بالصحراء جنوبالجزائر أجريت في إطار تجريب النووي الصهيوني على أراضينا، بمباركة فرنسية. كما طرحت إحدى الطالبات سؤالا حول رأي الملك محمد الخامس ودعمه للثورة، ليردَّ أستاذ محاضر في التاريخ بالقول أن موقف الملك كان واضحا بدعم الجزائر وثورتها، وإنشاء قاعدة دعم غرب القارة الأفريقية بالسلاح، بل ووجود مصانع أسلحة بالمغرب، فيما تطرق الدكتور بورغدة إلى أرشيف الثورة المحصل من المجاهدين والشهداء، خاصة، والجزائر عموما، مؤكدا أهمية الحفاظ عليه وتدوينه حتى لا يندثر، مؤكدا وجود أرشيف بمكتبة مركز الإعلام الإقليمي وكذا الولاية، يحتوي كنوزا نادرة، إلى جانب ذلك المهرب من قبل الاستعمار والموجود حاليا بمكتبة باريس.