احتضن المركز الثقافي "البشير الإبراهيمي" ببلدية حامة بوزيان بقسنطينة، صباح أمس، ندوة تاريخية بمناسبة الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 ومؤتمر الصومام 1956، حيث أكد أغلب المتدخلين من مجاهدين وشهود عيان أن أحداث الشمال القسنطيني التي قادها الشهيد زيغود يوسف كانت منعرجا حاسما في مسار الثورة التحريرية المظفرة. وقد حملت حسب المتدخلين هجومات 20 أوت 1955 العديد من الأهداف وعلى رأسها إعطاء دفع قوي للثورة، ونقلها إلى الشمال القسنطيني وفك الحصار على منطقة الأوراس وتأكيد شعبيتها وشموليتها واستمراريتها بالإضافة إلى إخراج الأحزاب السياسية من صمتها والقضاء على مشروع الحاكم العام جاك سوستيل الذي أراد القضاء على الثورة وعزلها عن الشعب من خلال فصل الدين عن الدولة وتنظيم التعليم العربي وإصلاح الجهاز الإداري في الولاية العامة وصلاح نظام البلديات وفتح الوظائف العامة أمام المسلمين ورفع عدد الوظائف بنسبة 50 %، وتخصيص 15 مليار فرنك فرنسي لدعم الصناعة بالجزائر وإحداث صندوق القروض لصالح الفلاحين وتأكيد فرنسية الجزائر والقضاء على الثائرين في خطوة لابعاد الثورة عن الشعب. ولكن البطل زيغود يوسف عن طريق الهجمات التي شنها أبرز تضامن الثورة مع ملك المغرب محمد الخامس الذي نفي إلى المهجر وأجهض مشروع فرنسا الاستعمارية التي ردت بوحشية كبيرة راح ضحيتها حوالي 12 ألف جزائري من المدنيين جزء كبير منهم بملعب "فيليب فيل" بسكيكدة. ومهدت هذه الأحداث التي كسرت شوكة وأسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر حسب المجاهدين المشاركين في الندوة، لمؤتمر الصومام سنة 1956 الذي أعاد الثورة إلى قوتها وساهم بشكل كبيرة في هيكلة جيش التحرير على المستوى العسكري والسياسي. وقد عرفت الاحتفالية تكريم عدد من المجاهدين وأسر الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل حرية الجزائر، كما عرفت تدشين مركب رياضي جواري بحي بكيرة ومقر للحالة المدينة بنفس الحي بعد قراءة فاتحة الكتاب على الأرواح الطاهرة بمقبرة الشهداء بحامة بوزيان.