“أفناك الصحراء"، " الكنغر الاسترالي "، " السمبا"، " البن البرازيلي" و " فريق التانغو" و غيرها من الأسماء و الألقاب الغريبة التي تفضل الصحف ووسائل الإعلام استعمالها للإشارة للفرق المشاركة في المونديال لدرجة أنها تغطي في اغلب الأحيان على الاسم الصريح و الحقيقي لهذه الفرق خاصة على لسان المحللين و المعلقين الرياضيين . ألقاب و مسميات طريفة مستوحاة من طبيعة البلد ، حضارته و خصوصياته من رقصات و حيوانات تشتهر بها كل منطقة، كالأفناك الذي تعيش بكثرة في صحراء شمال أفريقيا التي أطلقت على المنتخب الوطني نسبة إلى صحراء الجزائر الشاسعة، التي استوحى منها لقب " محاربو الصحراء" ، أو الكونغورو كرمز لفريق أستراليا نسبة إلى الحيوان الأكثر انتشارا فيها ، أو رقصة السامبا و التانغو اللتان تشتهر بهما كل من البرازيل و الأرجنتين، و" الأسود الغير مروضة "نسبة لشعار الإتحاد الكاميروني، و الأفيال التي تشتهر بها الكوت ديفوار. أما هولندا التي لفتت انتباه كل الكاميرات التي كانت ترصد ملاعب جنوب إفريقيا بمشجعاتها البرتقاليات الأكثر إغراءا في كل المونديال فتلقب بالمنتخب البرتقالي نسبة لطواحين هولندا البرتقالية . و كلها ألقاب و مسميات جديدة تصنع عناوين الصحف الأولى التي تستقطب متتبعي و مهووسي كرة القدم ، خاصة و أن بعض هذه العبارات تتمتع بقوة كبيرة لاسيما عندما تأتي في شكل عناوين صحفية تهكمية مثل : " المكنة الألمانية تحد من تطلعات الكنغر الأسترالي " ، " رونالدو يتذمر من عنف الأفيال" أو " الديوك في المواجهة الأولى" و " التانغو في مواجهة محارب التايغوك" أو " محاربو الصحراء يخسرون المعركة" و أوصاف أخرى هي أقرب لأوصاف الاحتفال منها عن الرياضة ك " الرقصة الأولى للسامبا" بالإضافة إلى أوصاف تتغنى بألوان الأعلام الوطنية للفرق أو الألوان التي يشتهرون بها كألقاب " النسور الخضر " و " النجوم السود" و " الفريق البرتقالي " و " الآزوري" .و قد يتوسع المعلقون الرياضيين إلى أبعد من ذلك، ليقوموا بوصف المنتخب برموز دالة على حضارة البلد، ثقافتها و ميزاتها الطبيعية و الفنية و التاريخية و توظيفها أثناء التعليق لإثراء مادتهم الإعلامية و إضفاء بعض التنوع عليها التي تبرز أيضا ثقافته العامة عن جغرافية البلد و تاريخه بعيدا عن الثقافة الرياضية المحدودة في المستطيل الأخضر ، مما يجعل التعليق ممتعا و مفيدا كحصة تاريخ أو جغرافية منعشة غير مملة . و تساهم هذه الألقاب و المسميات المستوحاة من كل ما يتعلق بالفريق و البلد الذي يأتي منه ، بشكل كبير في تعزيز مشاعر الفخر و الاعتزاز بانتماءات الفريق العرقية و الوطنية خاصة بالنسبة للاعبين الذين تعودوا على اللعب ضمن نوادي أجنبية مختلفة بعيدة كل البعد عن عاداتهم و تقاليدهم الأصلية، كما هو الأمر مع منتخب الساموراي الياباني الذي تغزل المعلقون كثيرا في سيفهم المشهور تاريخيا و الذي سميت عليه حضارة بأكملها ، أو تشوليما بالنسبة لكوريا الشمالية و هو نوع من الأحصنة الخرافية في التاريخ القديم للبلاد.