عقب خسارة منتخبنا الوطني في أول مباراة له في المونديال انهال الشارع الغاضب بالانتقادات اللاذعة على المدرب سعدان و على اللاعبين خاصة غزال و حارس المرمى شاوشي الذي كانت له الحصة الكبرى من اللوم ، غير أن العديد من المناصرين انضموا لمنتقدي جابولاني كرة المونديال الرسمية الجديدة التي تتميز بخاصيات تجعل من مهمة الإمساك بها بالنسبة لحراس المرمى جد صعبة ،كما سبق وان صرح العديد منهم خلال التدريبات . و يرجح الكثيرون سبب دخول الهدف الوحيد في شباك صانع ملحمة أم درمان إلى انزلاق الكرة وعدم قدرة شاوشي للتصدي لها، و الذي كان حسب جمهوره نجم المباراة قبل الهدف القاتل، ليكون بذلك ثاني ضحية لهذه الكرة العنيدة إذ فشل قبله غرين حارس المرمى الإنجليزي في صدها في مباراة فريقه الأولى ، و كان من الواضح أن شاوشي و غرين كانا غير قادرين على الإمساك بها لتستكين في نهاية المطاف في شباكهما . الجمهور الجزائري الذي ألزمته خيبته الكبيرة في منتخبه الصمت بعد المباراة ، عبر عن غضبه و استيائه الكبير في الشوارع و المقاهي و الأماكن العامة بوضع اللوم على فلان أو فلان و الذي زادت الطين بلة حسب رأي الكثيرين هي الكرة الغريبة التي تدور في كل مباريات المونديال بشكل غير متوقع " من بين أسباب هزيمتنا في مباراة أول أمس ، هو تهور شاوشي و غزال و غرابة كرة جابولاني " كما قال أحد المناصرين أمس بعد استفاقته من صدمة الهزيمة. العديد من متتبعي الخضر، الذين سمعوا بانتقادات حراس المرمى قبيل المونديال للكرة الجديدة، تابعوا على صفحات الانترنت خصائصها و تعليقات حراس أكبر الأندية عليها ، حيث وجد فيها فرصة و لو يائسة لصب جام غضبهم و تبرير خسارة الخضر الفادحة . " كرة المباراة التي تشبه الكرة المطاطية، هو ما كان ينقصنا من أجل خسارة محققة بالإضافة إلى أخطاء شاوشي و غزال ! " كما يقول الحاج محمد تهكما ، أحد مناصري الخضر المتحمسين الذي ناقش على غرار كل الجزائرين أسباب خسارة المنتخب الوطني في أول مباراة له بعد أن أظهر اللاعبين في مستوى لا بأس به في الشوط الأول ، و على غرار اللاعب الأرجنتيني ميسي الذي قال أن " جابولاني معقدة و صعبة بالنسبة للحراس و اللاعبين" ، اشتكى كريم زياني أيضا أول أمس بشدة من " الكرة الطائرة " كما أطلق عليها البعض و حمّلها جزءا كبيرا من الخسارة الثقيلة للجزائر أمام منتخب سلوفينيا الشاب حيث قال مباشرة بعد خسارة الجزائر : " بمجرد لمسها تطير هذه الكرة كيلومترات في السماء ، هذه كارثة حقيقية ، لم يتمكن و لا مهاجم منذ البداية من التحكم في الكرة و توجيهها في الاتجاه المراد فالكرة تغير اتجاهها بدون توقف و من المستحيل اللعب بكرة مماثلة في المونديال ". كرة المونديال " جابولاني "و يعني اسمها الاحتفال بلغة الزولو و هي من صنع ماركة عالمية شهيرة "أديداس" الشركة التي تقدم الكرة الجديدة في كل من بطولات كأس العالم منذ عام 1970 ، و تعتبر كرة المونديال من بين احد الأشياء الأكثر انتقادا قبيل انطلاق فعاليات المنافسة الأضخم في العالم إذ أبدى الكثير من حراس المرمى المرموقين في العالم قلقهم من الكرة الجديدة مباشرة بعد أن عينت كرة جابولاني كرة رسمية لكأس العالم ، إذ و صفتها بعض الصحف الأوربية بكابوس" حراس المرمى ".جابولاني حسب ما أكدته الشركة المصنعة، صممت بأحدث التقنيات التكنولوجية إذ تم صنعها من نسيج " قريبن قروف " الذي يضمن تحكم عالي في الكرة في ظل كل الظروف الجوية مما يساعد الحراس على الإمساك بها بسهولة ، غير أن عدد كبير من حراس المرمى المشاركين في المونديال قالوا أنها " كرة معقدة و سريعة جدا و تصعب السيطرة عليها"، كما صرح الحارس البرازيلي جوليو سيزار أن جابولاني تشعره بالذعر ، و قال سيزار حارس انتر ميلانو الإيطالي الذي يعد أحد أفضل حراس العالم " إنها فظيعة و مخيفة " و شبهها بالكرات الرخيصة التي تشترى من الأسواق، و قال ويندل مدرب حراس مرمى البرازيل " أن جابولاني لا يمكن توقع مسارها عند التسديد من مسافة بعيدة" و صرح كاسياس أنه من المؤسف اللعب بكرة بمثل هذه المواصفات ، إذ و صفها بالخطيرة ليس فقط بالنسبة للحراس الذين سيصعب عليهم إمساكها بل أيضا بالنسبة للاعبين لأنها سريعة جدا، كما قال روميرو " أن الكرة قبل أن تكمل ارتفاعها تهبط و في الوقت الذي تمضي فيه ترتفع مجددا" . فيما سماها دريك لينوييبر باحث استرالي من جامعة آديلياد " بالكرة المفاجأة " و قال أن الحراس لا يمكنهم التنبؤ بالاتجاه الذي ستأتي منه لسبقها إليه و الإمساك بها لأنها تغير اتجاهها في آخر لحظة لأنها خفيفة جدا و طائرة ". جابولاني هي الكرة الرسمية التي ستحدد مصير كأس العالم و على الفرق الراغبة في التألق فيه و تحقيق نتائج إيجابية التأقلم معها و اللعب بذكاء كبير، فرغم أن العديد من نجوم الكرة العالمية من حراس و لاعبين أعربوا عن قلقهم من اللعب بها في المنافسات الحاسمة لكأس العالم غير أن الشركة المنتجة التي استماتت في تقديم إيجابيات "كرتها المستديرة مئة بالمئة" ، تبقى غير مكترثة للتلاعب الذي ستسببه الكرة في مصائر الفرق المشاركة .