ارسال " مستشفى متنقل" إلى قرية الشارع الحدودية نظمت الجمعية الخيرية " التاج للصحة " بوادي سوف مؤخرا ، مبادرة تركت أثرا بليغ الأثر والتقدير لدى سكان قرية الشارع ببلدية بن قشة الحدودية بعاصمة الواحات ، وتتمثل المبادرة في ارسال قافلة طبية جوارية . جمعية التاج للصحة الواقع مقرها ببلدية قمار ، تكون مبادرتها هذه ، الثالثة للسنة الجارية لصالح سكان قرية الشارع النائية والواقعة على الشريط الحدودي مع تونس وتبعد عن عاصمة الولاية الوادي ب 155 كلم.. السكان انبهروا أكثر من حجم الطاقم المجنّد والوسائل التي وفرتها الجمعية بغرض تقديم المساعدة الطبية لهم . حيث أكد سكان الشارع أن من بينهم من لم ير في حياته مصحة أو مستشفى على أرض الواقع ليروا اليوم وبأم أعينهم مستشفى متنقلا ومتعدد الاختصاصات، يتنقل إليهم رغم الظروف الطبيعية الصعبة والبعد ، بدلا من أن يذهبوا إليه. كما أنهم لم يدخلوا صيدلية في السابق كون ان أقرب صيدلية لقريتهم تبعد عنهم ب 70 كلم وهي تلك التي تقع ببلدية نقرين بولاية تبسة لتفتح لهم الجمعية اليوم صيدلية في الهواء الطلق وفي وسط القرية ذاتها على حد تعبيرهم. الجمعية المذكورة جندت لهذه الحملة كل الوسائل والامكانيات التي من شأنها أن تنجح العملية بشكل تام حيث وفرت 07 اطباء عامين و12 طبيبا مختصا موزعين كالآتي 04 اخصائيين في طب الأطفال، 03 طب عيون، 01 مختص في علم التشريح ANAPAT ، 01 مختص في الأمراض المعدية، 02 اخصائيين في أمراض الجهاز الهضمي و01 مختص في الأشعة RADIOLOGUE ، إضافة إلى توفير 03 قابلات و02 صيادلة. أما من الجانب اللوجستيكي فقد سخرت الجمعية للحملة 19 سيارة لنقل الطاقم الطبي من بلدية قمار نحو قرية الشارع. كما وفرت سيارة اسعاف و30 عضوا مساعدا ومنظما متكونا من 14 رجلا و16 إمرأة، كما زوّدت الجمعية القافلة ب 267 صنفا من مختلف الأدوية . هذه الاخيرة التي تم الصرف منها ما قيمته 191060.22 دج لصالح المرضى من سكان القرية ومجانا بعد أن خضعوا للفحص من طرف الاطباء المختصين. وأوضح رئيس الجمعية أن الطاقم الطبي الذي تنقل ضمن القافلة منذ الساعة الرابعة فجرا " يوم القافلة " نحو قرية الشارع النائية تمكن من فحص 418 شخصا بين أطفال رضع ورجال ونساء..مؤكدا أن نساء القرية خضعن وإلى جانب الفحوصات العامة إلى فحص خاص بالكشف المبكر للسرطان . كما استفاد أزيد من 100 شخص تزيد أعمارهم عن ال 40 سنة من فحص الكشف المبكر لمرض الماء الأزرق GLAUCOME الذي يصيب العين .. وكشف ذات المتحدث أن الطاقم الطبي سجل إصابة بعض أفراد عائلة (الأم و أحد الأبناء) معوزة " عائلة عبيد صالح " بمرض السكري دون الاستفادة من الضمان الاجتماعي حيث طلبت منهم الجمعية تقديم ملف على مستوى مصلحة الشؤون الاجتماعية ببلدية بن قشة للتكفل بهم. جمعية التاج بدأت نشاطها الخيري في مجال الصحة منذ سنة 2005 حيث بدأت بفكرة متجددة بالمنطقة من طرف مجموعة من الأفراد لتتوسع وتكبر بسرعة كبيرة وتشمل المئات من المنخرطين ومن مختلف الشرائح : أطفالا وشبابا وبنات ورجالا ونساء وحتى شيوخا.. الذين يختلفون في طبيعة أعمالهم من بطال إلى عامل يومي إلى ماكثة بالبيت إلى موظف وصولا إلى الطبيب والمختص والنفساني والجراح وهو العمل الذي شهد بتكاتف هؤلاء نجاحا باهرا لا لشيء إلا لأنهم آمنوا بقيمة العمل الانساني ومساعدة المحتاجين.. لقد بذل كل منهم ما يستطيع من جهد وعطاء حتى أضحت الجمعية بمصاف المستشفى المتعدد الاختصاصات من جهة ، اضافة إلى قيامها بتنظيم المئات من العمليات الجراحية كتلك العمليات الجراحية التي استفاد منها العشرات من سكان الولاية المصابين بالماء الأزرق.. وكذا توزيع النظارات الطبية للعشرات من التلاميذ ذوي النظر الضعيف .. كما تعمل ذات الجمعية مرتين في كل سنة على الأقل على تنظيم حملات التبرع بالدم وهي الحملات التي كانت تكلل بالنجاح الباهر كل مرة لدرجة أنها أضحت الممول الأساسي والرئيسي والهام لبنك الدم بالمستشفى المركزي بالولاية ، ناهيك عن تمكن الجمعية من فتح مركز مختص لتاهيل الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النطق والسمع ..حيث يحتوي هذا المركز الفريد من نوعه على مستوى الولاية على أحدث الوسائل وادقها والتي استفادت منها الجمعية كمنحة من الاتحاد الاوروبي بعد الاطلاع على ثراء نشاطاتها التي أبهرت المسؤولين قبل المواطن العادي بل حتى قبل المرضى المستفيدين من مساعداتها.. والي الولاية ومدير بنك الدم أشادوا بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الجمعية وكذا قدرتها على جمع ما يغني مركز حقن الدم من توجيه نداءات للتبرع له أو من اللجوء إلى المراكز الأخرى المتواجدة على مستوى الولايات المجاورة لتزويده بالدم حيث أكد المسؤول عن المركز ان أكبر نسبة استفادة شهدها مركز حقن الدم لولاية الوادي ومنذ نشأته كان من طرف جمعية التاج للصحة التي استطاعت أن تزوده باكبر عدد من أكياس الدم في تاريخه وهي المجهودات الجبارة التي أدت بالمسؤولين المحليين على تكريم الجمعية في أكثر من مناسبة ومنحها شهادات اعتراف وتقدير لما قدمته من أعمال خيرية لصالح المرضى بمختلف المناطق لما حققته من تقدم كبير في مجال الصحة وكذا استطاعتها في جمع أكبر عدد من المنخرطين وبمختلف اعمارهم وأجناسهم ومشاربهم . وتمكنها من إعادة إحياء الثقافة الصحية والوعي الصحي في أوساط سكان مدينة قمار التي لم يضل منزل فيها تقريبا إلا وانخرط في الجمعية أو ساهم في تقديم مساعدات معنوية كانتأو مادية . الأامر الذي مكّن الجمعية من المواصلة والتطور والنمو بشكل متسارع لتعطي مثلا حقيقيا حول الجمعيات الناجحة في الجزائر بسواعد وافكار وعقول مواطنين عاديين رغم الصعوبات والعراقيل التي واجهتها في بداية الطريق لتصل إلى نهايته بإرادة جماعية وتكاتف الجميع لتضحى بذلك جمعية بمواصفات المستشفيات المحترفة قلبا وقالبا وفي وقت وجيز. نصيرة كير