نظمت جمعية التاج للصحة بمدينة قمار بولاية الوادي خلال الأيام الماضية قافلة صحية لفائدة البدو الرحل القاطنين في صحراء مدينتي المقرن وقمار، وذلك بغرض الكشف عنهم وتقديم العلاج لهم. فبعدهم عن المراكز الصحية والمستشفيات بمئات الكيلومترات يجعل الكثيرين منهم يعانون المرض في صمت خاصة النساء والأطفال الذين لا يملكون مالا ولا وسيلة للجوء إلى المشافي، لتظل المعاناة تحاصرهم كما تحاصرهم الرمال من كل النواحي. ولجأت الجمعية وككل مرة منذ تأسيسها سنة 2005 إلى تنظيم قافلة صحية بغرض الوصول الى هؤلاء لتقديم يد المساعة لهم، حيث عملت على تنظيم فرقة متكاملة من 04 أطباء عامين وطبيبين مختصين في طب الاطفال، اضافة إلى صيدلي، هذا الأخير الذي أعد قائمة الأدوية واشرف على صرف الأدوية للمرضى، كما اصطحبت الجمعية 08 أعضاء منظمين وفرت لهم 06 سيارات رباعية الدفع، حيث تنقلت القافلة عبر مناطق »عرصة عواوة« و»حمة حمد« و»بوشوكة«، و»العرصة المكسرة« وغيرها من المناطق التي تتوسط ولاية الوادي ومنطقة الفيض التابعة اقليميا إلى ولاية بسكرة وذلك على بعد نحو 140 كلم شمال شرقي مدينة قمار، أين تنقلت القافلة الصحية بين خيم البدو الذين ينتشرون في الصحراء مع العلم أن كل خيمة تبعد عن الخيمة الأخرى بمئات بل آلاف الأمتار، وهو ما تطلب من القافلة العمل على مدار ساعة كخلية نحل دون توقف منذ الساعات الأولى للصباح إلى غاية حلول الظلام، ولم تكتف الجعية بعمليات الفحص والتطبب فحسب بل لجأت إلى تزويد القافلة بكميات كبيرة من المؤن، منها الألبسة والأحذية ومواد التنظيف ومبيدات الحشرات، وكذا بعض المواد الغذائية وزعتها القافلة على سكان الصحراء الذين شملتهم العملية، وعن مجريات العلمية صرح رئيس الجمعية بأن هذه الاخيرة تعمل وبشكل مستمر على تنظيم مثل هذه الخرجات لفائدة الفقراء والمعوزين والبدو الرحل وسكان المناطق النائية، كما أشار المتحدث إلى أن الغرض من هذه الحملات هو مد يد المساعدة للعاجزين وغير القادرين على العلاج، موضحا أن الطاقم الطبي وأثناء عملية التشخيص للبدو وفي حال وجود حالات مستعصية أو خطيرة يقوم بأخذ كافة المعلومات الشخصية للمرضى ونوع المرض ليتم فيما بعد التكفل بهم من خلال نقلهم الى المستشفى وفحصهم بدقة وعلاجهم بشكل تام بما في ذلك إخضاعهم لعمليات جراحية مجانية، وعملت الجمعية على تنظيم يوم دراسي لفائدة 25 شابا حول الاسعافات الاولية والتمريض، وذلك بهدف نشر الثقافة الصحية بين أفراد المجتمع. للإشارة جمعية التاج للصحة تعد من أبرز وأنشط الجمعيات في المجال الصحي على مستوى الولاية، حيث عملت ومنذ تأسيسها على القيام بالعديد من المبادرات التي ظلت راسخة في أذهان المسؤولين المحليين قبل المواطنين العاديين ومن بين إنجازات الجمعية إجراء عمليات جراحية لقرابة 100 شخص مصابين بأمراض العيون، كما نظمت العديد من عمليات التبرع بالدم، كما أجرت الجمعية فحوصات على عيون تلاميذ بعدد من البلديات، ومنحت نظرات طبية لمن يعانون نقصا في النظر، كما فتحت فضاء »السمع« الخاص بالأطفال الصم والذي يشمل توفير اجهزة وامكانات جد متطورة، وذلك بغرض تأهيل الاطفال الذين يعانون من مشاكل السمع وتحضيرهم قبل الدخول الى المدارس لتوخي الوقوع في مشكل تخلفهم عن أقرانهم في التحصيل العلمي بسبب الإعاقة.