تراجع كبير للسياح في أول يوم لتظاهرة ربيع الشلال مني قطاع السياحة بقالمة أمس الجمعة بخسارة كبيرة بعد تراجع عدد السياح بشكل غير مسبوق في أول يوم من تظاهرة ربيع الشلال التي تبدأ كل سنة مع عطلة الربيع و تمتد إلى بداية الصيف. و استقبلت الجوهرة السياحية حمام دباغ عددا قليلا من السياح أمس الجمعة و بدت أغلب الفضاءات السياحية الطبيعية فارغة موحشة بعد أن ظلت سنوات طويلة عرضة لطوفان بشري لم تتسع له طرقاتها و فضاءاتها الطبيعية الجميلة. و قد أصيب تجار المدينة و سكانها بصدمة كبيرة و هم يستقبلون اعدادا قليلة من السياح القادمين من ولايات مجاورة لا يملؤون حتى ساحة الشلال الشهير التي بدت أمس موحشة في عز الربيع، فيها بعض السياح فقط يلتقطون صورا تذكارية امام المعلم السياحي الجميل ثم يغادرون المكان مسرعين إلى موقع آخر بعد شعورهم بفراغ رهيب. محمية العرائس الأسطورية التي كانت قبلة لآلاف السياح و فضاء للمعارض السياحية و منصات الألعاب و الفرق الموسيقية بدت هي الأخرى فارغة بلا حراك و حيوية و حولها مطاعم و مقاهي أعدت المشروبات و الطعام الكثير و بقيت تنتظر قدوم الزوار الذين كانوا يتزاحمون على الأبواب و الممرات و الطرقات و المنابع المائية الساخنة في المواسم الماضية. و قال تاجر للنصر التي قامت بجولة إلى الفضاءات السياحية بالمدينة " هذا أمر غريب لم يحدث من قبل، نخشى أن يكون هذا أسوأ موسم سياحي، نأمل في تحسن الوضع خلال الأيام القادمة، ربما نواجه خسائر كبيرة بسبب تراجع السياح، لا نعرف لماذا هذا التراجع، ربما بسبب غلق المحطات المعدنية و تشديد الرقابة على ساحة الشلال و منع التجارة فيها، ربما هذا هو السبب لكني لست مقتنعا بهذا ربما هناك أسباب أخرى لا نعرفها". و بقي صاحب محطة معدنية مغلقة ينظر إلى بعض السياح و هم يعودون خائبين بعد وصولهم إلى الباب المغلق بصفيحة من الالومينيوم و شباك معدني و عليه ورقة فيها اعتذار للزبائن، تقول بأن الحمام المعدني في حالة صيانة و سيعود إلى النشاط قريبا. و اغلقت سلطات قالمة محطتين معدنيتين و منعت المعرض التجاري التقليدي بساحة الشلال و شددت الرقابة على المصورين و باعة الهدايا التذكارية و أمرت بمطاردتهم خارج المعلم السياحي الذي يكاد يتحول إلى فضاء مغلق و موحش أيضا كما رأينا صباح الجمعة في أول من أيام عطلة الربيع التي ينتظرها سكان المدينة كل سنة لتنشيط الحركة التجارية و السياحية بالمنطقة. و يعتقد سكان المدنية بأن منع معرض الحرف و الصناعات التقليدية و الهدايا التذكارية بساحة الشلال و غلق المحطتين المعدنيتين بداعي نقص النظافة ربما تكون من بين أسباب تراجع السياح في أول يوم من تظاهرة ربيع الشلال التي صنعت الحدث سنوات ماضية بعد أن وصل عدد السياح إلى أكثر من 30 ألف زائر في اليوم الواحد. و مازال سكان قالمة يتذكرون تلك الأيام التي شلت فيها حركة السير من بلدية هواري بومدين إلى مجاز عمار و بني عدي و السد و عين الرقبة حيث لم تتسع الجوهرة السياحية آنذاك للطوفان البشري الهائل الذي يكاد يتحول إلى مجرد ذكري جميلة ربما لن تعود من جديد إذا لم يسارع المشرفون على قطاع السياحة بالولاية إلى دراسة أسباب تراجع السياح و إعادة النظر في قرارات غلق الحمامات المعدنية و التضييق على نشاط باعة الهدايا و التحف التقليدية و إقامة المعارض و جلب الفرق الفنية و إطلاق حملة ترويج للمنتوج السياحي المحلي لاستقطاب السياح و حثهم على العودة من جديد.