طوفان بشري يتدفق على الجوهرة السياحية حمام دباغ بعد ركود دام أسبوعا تعرضت الجوهرة السياحية حمام دباغ بقالمة أول أمس إلى طوفان بشري كبير ظل يتدفق من مختلف ولايات الوطن منذ ساعات الصباح الأولى و بدون انقطاع حتى المساء و عاشت المدينة يوما استثنائيا جمع الآلاف من السياح بفضاء طبيعي ساحر عجزت طرقاته عن التحمل و هياكله عن استيعاب الزوار الذين عادوا لاستكشاف سحر الطبيعة و عجائب الشلال الشهير و أسطورة العرائس الضاربة في أعماق التاريخ و حضارة الرومان و البحيرات الجوفية و المنابع الحارة التي ضلت تتدفق بقوة منذ آلاف السنين. و قد تأخر موسم الربيع أو عيد الجوهرة السياحية كما يسميه أهالي المنطقة هذه السنة عن موعده بسبب تقليص العطلة المدرسية إلى أسبوع واحد لكن هذا التأخر لم يؤثر على أعداد السياح الذين عادوا بقوة يوم الجمعة و شكلوا واحدة من اكبر التجمعات السياحية بالجزائر ، وقالت مصادر بان ما لا يقل عن 20 ألف سائح يكونون قد دخلوا المدينة يوم الجمعة و هو ثاني رقم للسياح يسجل حتى الآن بعد الرقم القياسي المسجل السنة الماضية و الذي بلغ نحو 30 ألف سائح في يوم واحد. و جاء زوار المدينة من كل ولايات الوطن تقريبا حتى من أقصى الغرب و الجنوب في شكل رحلات جماعية منظمة و تنقلات فردية للأشخاص و العائلات ، ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى امتلأت كل الفضاءات الطبيعية و اختنقت الطرقات و أصيبت حركة السير بالشلل عدة مرات و خاصة على الطريق المؤدي إلى مركب السياحي و طريق الشلال و المدخل الشمالي و الجسر القديم و محيط محمية العرائس و تشبعت كل الحظائر وسادت الفوضى في كل مكان حتى وصل الأمر إلى حد التوتر و العراك بين السائقين العالقين على ممرات ضيقة تجاوزها الزمن و لم تعد قادرة على التحمل أكثر. و بالرغم من وضع مخطط أمني خاص بربيع الجوهرة السياحية و انتشار شرطة المرور عبر الطرقات غير أن حركة السير قد شلت عدة مرات و ظل السياح عالقين عدة ساعات و ازداد الوضع تعقيدا بعد منتصف النهار و استمر الخناق حتى غابت الشمس و حل الظلام. و ظلت أمواج بشرية كبيرة تتنقل راجلة من موقع إلى آخر للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة و يعد الشلال الشهير الأكثر استقطابا للسياح الذين لا يترددون في ملامسة الأعمدة الكلسية ذات الألوان المتعددة و استنشاق البخار الساخن المتدفق من المنابع الحارة و اخذ صور تذكارية جميلة أمام واحدة من أجمل المعالم السياحية النادرة في الجزائر. و تأتي محمية العرائس الأسطورية في المرتبة الثانية من حيث عدد الزوار ثم المركب السياحي و الجسر القديم و البحيرة الجوفية بن عصمان و سد بوحمدان الكبير و فضاءات الألعاب و الخيمة الكبيرة لتي تحتضن معرضا تجاريا بمناسبة موسم الربيع. و تعتزم سلطات ولاية قالمة إطلاق مشاريع كبرى لحل مشاكل الجوهرة السياحية لتي تتفاقم من سنة لأخرى و خاصة في الجانب المتعلق بشبكة الطرقات حيث ينتظر بناء طريق مزدوج يربط المدينة بالوطني 20 و شق طريق آخر من وسط المدينة إلى ضاحية فج الريح و تعبيد طريق البياضة و توسيعه بالإضافة إلى مشاريع استثمارية أخرى لبناء منتجعات و فنادق سياحية راقية على ضفاف وادي بوحمدان و في منطقة التوسع السياحي التي تحولت إلى نقطة سوداء حيث تعثرت أغلب المشاريع الفندقية المسجلة بها. و ظل سكان مدينة حمام دباغ يطالبون ببناء محولات و جسور عملاقة و شق طرقات جديدة و إنجاز حزام مزدوج يحيط بالأحياء السكنية و يربطها بالفضاءات السياحية غير أن هذه المطالب لم تحقق حتى الآن بالرغم من تزايد أعداد السياح من سنة لأخرى و ارتفاع الكثافة السكانية بالمدينة التي تحولت إلى قطب سياحي وطني يستقطب آلاف السياح من داخل و خارج الوطن.