ربيقة يشارك في تنصيب قائد جيش نيكاراغوا    القانون الأساسي لموظفي التربية    نثمن الانجازات التي تجسدت في مسار الجزائر الجديدة    جائزة التميّز للجزائر    شبكة وطنية لمنتجي قطع غيار السيارات    تعديل في نظام تعويض أسعار القهوة الخضراء المستوردة    اقتناء "فيات دوبلو بانوراما" يكون عبر الموقع الإلكتروني    اجتماعٌ تنسيقي بين وزير السكن ووزير الفلاحة والتنمية الريفية    رهينة إسرائيلي يقبل رأس مقاتلين من كتائب القسام    معركة فوغالة كانت بمثابة القيامة على جنود العجوز فرنسا    بوغالي يلتقي اليماحي    جنازة نصر الله.. اليوم    كل خطوة تخطوها الجزائر اليوم تقربها من ساحة البلدان الناشئة    اتحاد التجار يطلق مبادرة لتخفيض أسعار المنتجات الغذائية    باتنة: الدرك الوطني بوادي الشعبة توقيف عصابة تنقيب عن الآثار    هناك جرائد ستختفي قريبا ..؟!    هذا جديد مشروع فيلم الأمير    سايحي يتوقع تقليص حالات العلاج بالخارج    السيدة بهجة العمالي تشارك بجنوب إفريقيا في الاجتماع المشترك لمكتب البرلمان الإفريقي    تعزيز المطارات بأنظمة رقابة رقمية    الإجراءات الجمركية مطبّقة على جميع الرحلات    تكنولوجيا جديدة لتقريب الطلبة من المحيط الاقتصادي    استفادة 4910 امرأة ريفية من تكوين في الصناعة التقليدية    عشرات الأسرى من ذوي المحكوميات العالية يرون النّور    رئيس مجلس الشيوخ المكسيكي يجدّد دعمه للجمهورية الصحراوية    احتجاجات تعمّ عدة مدن مغربية    اعتماد 4 سماسرة للتأمين    المجاهد قوجيل يحاضر بكلية الحقوق    وفد من المجلس الشعبي الوطني يزور صربيا    دراجات/الجائزة الدولية الكبرى لمدينة الجزائر: ياسين حمزة (مدار برو سيكيلنغ) يفوز بنسخة-2025    مستفيدون يُجرون تعديلات على سكنات تسلَّموها حديثاً    مبادرات مشتركة لوقف إرهاب الطرق    مدرب مرسيليا الفرنسي يوجه رسالة قوية لأمين غويري    نادي ليل يراهن على بن طالب    استعمال الذكاء الاصطناعي في التربية والتعليم    تراث مطرَّز بالذهب وسرديات مصوَّرة من الفنون والتقاليد    رضاونة يجدّد دعوة ترسيم "الأيام العربية للمسرح"    مولودية الجزائر تطعن في قرار لجنة الانضباط    المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية يؤكد رفضه التام والكامل لكل أشكال التهجير للشعب الفلسطيني    العاب القوى/الملتقى الدولي داخل القاعة في أركنساس - 400 متر: رقم قياسي وطني جديد للجزائري معتز سيكو    الأولمبياد الوطني للحساب الذهني بأولاد جلال: تتويج زينب عايش من ولاية المسيلة بالمرتبة الأولى في فئة الأكابر    رئيس الجمهورية يدشن بتيبازة مصنع تحلية مياه البحر "فوكة 2"    كرة القدم/رابطة 1 موبيليس (الجولة 17): نادي بارادو - مولودية الجزائر: "العميد" لتعميق الفارق في الصدارة    عرض النسخة الأولى من المرجع الوطني لحوكمة البيانات    صِدام جزائري في كأس الكاف    هلاك 4 أشخاص وإصابة 228 آخرين في حوادث المرور خلال 24 ساعة    صحة: المجهودات التي تبذلها الدولة تسمح بتقليص الحالات التي يتم نقلها للعلاج بالخارج    أنشطة فنية وفكرية ومعارض بالعاصمة في فبراير احتفاء باليوم الوطني للقصبة    ترسيم مهرجان "إيمدغاسن" السينمائي الدولي بباتنة بموجب قرار وزاري    تسخير مراكز للتكوين و التدريب لفائدة المواطنين المعنيين بموسم حج 2025    اختيار الجزائر كنقطة اتصال في مجال تسجيل المنتجات الصيدلانية على مستوى منطقة شمال إفريقيا    مبارتان للخضر في مارس    حج 2025: إطلاق عملية فتح الحسابات الإلكترونية على البوابة الجزائرية للحج وتطبيق ركب الحجيج    هكذا تدرّب نفسك على الصبر وكظم الغيظ وكف الأذى    الاستغفار أمر إلهي وأصل أسباب المغفرة    هكذا يمكنك استغلال ما تبقى من شعبان    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رياض بودبوز يفتح قلبه للنصر
نشر في النصر يوم 06 - 07 - 2010

لا أفكر في مغادرة سوشو وانتظرت دعوة سعدان منذ أن استدعى غزال
صايفي عبر عن نيته في الدخول في مباراة أمريكا وقال أنه سيصنع الفارق
حاوره : صالح فرطاس
أكد اللاعب الدولي الجزائري رياض بودبوز بأنه لم يفكر إطلاقا في تغيير الأجواء، و أن العرض الأولي الذي تلقاه من نادي باليرمو الإيطالي لم يتعد حدود المقترحات، ليجزم في هذا الصدد بأن مصيره يبقى بيد مسيري نادي سوشو الفرنسي و أن الحديث عن خوض مغامرة إحترافية في الدوري الإيطالي الممتاز سابق لأوانه. بودبوز و في حوار أجرته معه النصر أوضح بأنه لا يزال بصدد قضاء عطلته السنوية، بعد المشاركة مع المنتخب الوطني في المونديال، و أنه لم يكن ينتظر مثل هذه العروض في هذا الظرف، كونه يعطي الأولوية لنادي سوشو لمواصلة مشواره الكروي، كما عرج محدثنا على مشاركة الخضر في العرس الكروي العالمي، و إعتبر تواجده ضمن التعداد الذي مثل الكرة الجزائرية في المونديال إنجازا تاريخيا بالنسبة له، سيما و ان سنه لم يتجاوز العشرين ربيعا، و قد ركز إكتشاف الخضر في المونديال على حادثة اللقاء الأخير د الولايات المتحدة الأمريكية و أمور أخرى نقف عندها بالتفصيل في هذا الحوار.
في البداية ما مدى صحة الأخبار التي تم تداولها نهاية الأسبوع و التي تحدثت عن إمكانية إنتقالك إلى نادي باليرمو الإيطالي ؟
الحقيقة أنني بصدد قضاء عطلتي السنوية بدبي الإماراتية، و ليس لدي أي علم بالأخبار التي تداولتها كل الصحف بخصوص نوايا نادي باليرمو الإيطالي للإستفادة من خدماتي بداية من الموسم القادم، لأن الكرة في معسكر إدارة نادي سوشو الفرنسي و مصيري ليس بيدي، كوني مرتبط بعقد مع هذا الفريق فضلا عن أنني مرتاح في سوشو، و لا اعتقد بان الظرف مناسب لتغيير الوجهة، إلا إذا قررت اللجنة المسيرة للنادي إعارتي أو بيع عقدي، و في هذه الحالة ستأخذ المعطيات مجرى آخر، رغم أنني اعتبر هذا الطرح جد مستبعد لأن المكتب المسير أو الطاقم الفني لم يتحدث معي إطلاقا بشان هذه القضية، و عودتي إلى فرنسا مقررة نهاية الأسبوع الجاري للشروع في التحضير للموسم القادم.
لكن ألا ترى بأن اللعب في الكالشيو الإيطالي سيعبد الطريق أمامك للنجومية و تقمص ألوان أكبر النوادي في القارة الأوروبية ؟
شخصيا أعتبر حديثا من هذا القبيل أمر سابق لأوانه، لأن نادي باليرمو الذي أدرج إسمي ضمن قائمة العناصر المقترحة لتدعيم تعداده لم يتقدم بأي عرض رسمي، و بالتالي فإنني أفضل عدم تركيز إهتمامي في الوقت الراهن على هذه القضية التي لم تتعد تطوراتها أعمدة الجرائد و الصحف، رغم أن الإنتقال للعب في الدوري الإيطالي يبقى بمثابة الحلم الذي يراود أي لاعب، لكن " كل شيء بالمكتوب "، و أنا حاليا مرتاح في نادي سوشو و غير متحمس لتقمص ألوان فريق آخر، رغم أنني وضعت البطولة الإنجليزية ضمن أولوياتي المستقبلية في مشواري الإحترافي، لكنني أفضل أن تسير الأمور مرحلة بمرحلة، و عندما أكون جاهزا لخوض مغامرة في أينادي أوروبي فإن إدارة نادي سوشو لن تتردد في دراسة العرض بجدية.
عرض باليرمو يعد بمثابة صفحة جديدة بالنسبة لبودبوز و مستقبله الإحترافي. هل لذلك علاقة مباشرة بمشاركتك مع المنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا ؟
الأكيد أن انضمامي للمنتخب الجزائري بداية من تربص سويسرا لم يكن بنية السعي للتألق في المونديال و البحث عن العروض المغرية بعد هذا الحدث الكروي العالمي، لأن تقمص الألوان الجزائرية ظل الحلم الذي يراودني منذ الصغر، و قد حفزي لذلك أفراد أسرتي، و قد انتظرت بفارغ الصبر اللحظة التي أتلقى فيها الإستدعاء الرسمي للمشاركة في تربص المنتخب الجزائري، و لم أتردد في تلبية نداء الواجب الوطني، حيث لم يكن لموافقتي على اللعب للخضر علاقة بتأهل المنتخب إلى المونديال، و قد إنتظرت دعوة الشيخ سعدان حتى قبل إنطلاق المرحلة الأخيرة من التصفيات، لما تم إستدعاء غزال للمشاركة في اللقاء الودي ضد البينين بالبليدة، لأن أطرافا من الفاف تحدثت معي بشأن قضيتي و أعربت حينها عن إستعدادي للعب للمنتخب الجزائري دون شرط أو قيد. أما بخصوص سؤالكم فإنني لم أكن أعلم بأنني سألعب كأساسي أو احتياطي، و قد شاركت في المباراة الثانية ضد المنتخب الإنجليزي ضمن التشكيلة الأساسية، و لا أعتقد بان مسؤولي نادي سيحكمون على مردودي المقدم في مقابلة واحدة للكشف عن نواياهم في الإستفادة من خدماتي، و مع ذلك فإنني لا أنكر الجميل و أؤكد بأن تواجدي ضمن تعداد الخضر في المونديال سيساعدني كثيرا في مستقبلي الكروي و مشواري الإحترافي، لأن المشاركة في نهائيات كأس العالم حلم يراود أي لاعب، و هنا أود أن أوضح أمرا مهما...
تفضل.. ما هو ؟
كما سبق و أن قلت فإن إنضمامي للمنتخب الجزائري لم يكن مربوطا بالتأهل إلى المونديال، بدليل أنني إنتظرت الإستدعاء الرسمي منذ فيفري 2009، و كم تمنيت المشاركة مع الخضر في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت مؤخرا بأنغولا، لكن خيارات الشيخ سعدان أجبرني على الإنتظار إلى غاية شهر ماي الفارط لتحقيق الحلم الذي راودني شخصيا و ظل بمثابة الأمنية التي تعلق بها كثيرا والدي، رغم أنني أعتبر الدعوة التي تلقيها قبل شهر من إنطلاق فعاليات المونديال مكافأة لي، لأن التواجد ضمن التعداد الذي دافع ع الألوان الوطنية في أهم و أكبر منافسة كروية على الصعيد العالمي دليل قاطع على الثقة الكبيرة التي وضعها فينا المدرب سعدان و كذا مسؤولي الفاف، لأن الإعتماد على سبعة وجوه جديدة في المونديال ليس بالأمر السهل، لكن السياسة المنتهجة من طرف القائمين على تسيير شؤون الكرة في بلادنا كانت مبنية على أسس سليمة و ذلك بالنظر إلى المستقبل من زاوية التفاؤل، و قد كنت من المحظوظين عند ظفري بمكانة ضمن التشكيلة التي مثلت الجزائر في المونديال.
هل معنى ذلك بأنك كنت سترفض اللعب للجزائر في حال عدم إستدعائك للمونديال، خاصة و ان بعض الأخبار تحدثت عن إمكانية تقمصك ألوان منتخب فرنسا ؟
كلا.. لأن موافقتي على اللعب للمنتخب الجزائري لم تكن قرارا فرديا أو شخصيا، و إنما قرار كل العائلة، و لم أتردد و لو لحظة واحدة في تلبية الدعوة التي وجهها لي المدرب سعدان، و الحقيقة التي اكشفها عبر جريدتكم بهذه المناسبة أنني لم أكن أتوقع ان أتلقى دعوة للمشاركة مع الخضر في نهائيات كأس العالم، لأن كل المعطيات الأولية كانت توحي بإمكانية الإعتماد على نسبة كبيرة من التعداد الذي شارك في دورة أنغولا، خاصة و ان النتيجة كانت إيجابية إلى أبعد الحدود، إضافة إلى قضية الإنسجام الكبير الموجود بين اللاعبين و الطاقم الفني، و عليه فقد كنت أنتظر الدعوة الرسمية للعب للمنتخب الجزائري بعد نهاية المونديال، من دو أن أفكر إطلاقا في إمكانية تقمص ألوان المنتخب الفرنسي الأولمبي، لأن كل الأخبار التي تداولتها الصحافة قبل كشف الشيخ سعدان عن التعداد الرسمي الذي شارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة لم يكن لها أي تأثير على معنوياتي، لأنني شاب في سن العشرين و كنت على يقين بأن الفرصة التي أنتظرها بفارغ الصبر ستأتي، لذا فإنني لم أندم إطلاقا على الفترة التي قضيتها في حالة ترقب قصوى للدعوة الرسمية، و الجزائر لها مكانة مميزة في قلبي، و لا يمكن أن أربط مصيري مع المنتخب بعلاقتي ببلدي الأم، لأن الدفاع عن الألوان الجزائرية حلم ليس في متناول أي مغترب، و كم كانت الأجواء العائلية كبيرة عن تأهبي للتنقل إلى سويسرا للمشاركة في أول تربص مع الخضر تحسبا للمونديال.
نلمس في حديثك تسلحا كبيرا بالروح الوطنية، فهل أنك تأثرك بتواجدك مع المنتخب طيلة شهر، أم أن هناك بعض الحالات التي ألقت بظلالها على معنوياتك ؟
العيش في الغربة و المهجر يزيد من توطيد علاقة المواطن ببلده الأصلي، و الجزائريون خطفوا الأضواء منذ نجاح الخضر في إقتطاع تأشيرة التأهل إلى المونديال، لأن هذا الإنجاز جعل الراية الوطنية ترفرف عاليا في سماء كل المدن الفرنسية و عواصم كل البلدان في العالم، و هي أمور لها تأثير مباشر على معنوياتنا نحن اللاعبين، لأن إستدعائي ضمن التعداد المعني بالمشاركة في المونديال كان شرف كبير لي، لكنه أيضا جعلني أحس بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي، لأنني كنت أخشى صعوبة التأقلم بسرعة مع المجموعة، لكنني وجدت لاعبين ذوي خبرة ساعدوني رفقة بقية الوجوه الجديدة في الإندماج المباشر في التعداد، إلى درجة أننا لم نحس و لو لحظة واحدة بأننا جدد على المنتخب، و هو أمر لا يحدث إلا في المنتخب الجزائري ، لأن ضم سبعة لاعبين جدد إلى التعداد قبيل إنطلاق المونديال بشهر دليل ميداني قاطع على الثقة التي حظينا بها من طرف الشيخ سعدان، كما أن معايشتنا لأجواء تربصي سويسرا و ألمانيا زاد من إصرارنا و عزيمتنا على ضرورة رفع التحدي، و الروح الوطنية العالية تغذي كافة أفراد المنتخب.
هل كنت تتوقع مثل تلك الأجواء داخل النخبة الوطنية عند تلقيك الدعوة للمشاركة في تربص سويسرا ؟
الأكيد ان تلقي الدعوة الأولى للعب للمنتخب يجعل أي لاعب يمر بمرحلة إستثنائية، تحت تأثير ضغط نفسي كبير خوفا من عدم القدرة على تقديم المردود الذي ينتظره منه ملايين المناصرين و كذا الطاقم الفني، لكن و بمجرد التحاقي بالتربص تخلصت من كل الضغوطات النفسية و أصبحت مركزا على التحضير الجاد و العمل الميداني، و بذلت قصوى جهودي للظفر بثقة الناخب الوطنين و التواجد ضمن التعداد الرسمي الذي شارك في المونديال حلم لم أكن أتوقعه أن يتجسد و أنا في سن العشرين، لذا فإنني لم و لن أتردد في التأكيد على أنني فخور بجزائريتي، و اعتز بتقمصي للألوان الوطنية، ليس بحكم أن الفرصة أتيحت لي للمشاركة في نهائيات كاس العالم، و إنما لأنني أحب بلدي، و كل أبناء الجزائر، كما لا أفوت الفرصة لتوجيه نداء إلى جميع اللاعبين الشبان الجزائريين بعدم المغامرة في تقمص ألوان منتخبات أخرى، لأن الفرص ستأتي لأي عنصر لتحقيق حلمه بأن يصبح لاعبا دوليا، و أخص بالذكر في هذا المقام الثلاثي بلفوضيل، براهيمي و طافر، لأن الحديث كثر في الأشهر القلية الماضية عن نوايا هؤلاء اللاعبين في تدعيم منتخب فرنسا، رغم أنني أعتبر هذه المغامرة ليست محمودة العواقب، و من شأنها أن تحطم المشوار الكروي لأي لاعب، و ما على كل عنصر سوى التكثيف من العمل الميداني من أجل السعي للفت إنتباه الطاقم الفني للمنتخب الجزائري، لأن أبواب المنتخب تبقى مفتوحة لكل من يثبت جدارته في تقد الأفضل للتشكيلة، من دون وجود أية حساسيات أو خلفيات .
نعرج الآن على الحديث عن المشاركة الجزائرية في مونديال جنوب إفريقيا، فما تقييمك الشخصي لحصادكم في هذه المنافسة؟
لقد ظهرنا بوجه مشرف في اللقاءات الثلاثة التي لعبناها، رغم أننا لم نتمكن من تسجيل نتائج تتماشى و المردود الذي قدمناه، و ذلك يعود بالأساس إلى عامل الخبرة و التجربة، خاصة في مقابلتنا الأولى ضد سلوفينيا، حيث سيطرنا على مجريات اللعب، لكننا عجزنا عن ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف، قبل ان نتلقى هدفا عكس مجرى اللعب، و هي النتيجة التي أخلطت كل حساباتنا الأولية، لأننا كنا نعلق آمالا عريضة للظفر بالنقاط الثلاث لهذه المواجهة، و الهزيمة أمام سلوفينيا لم تؤثر على معنوياتنا بدليل أننا أدينا مقابلة كبيرة ضد إنجلترا و كان بإستطاعتنا الفوز، و لو أن ذلك التعثر عقد من مأموريتنا في المواجهة الأخيرة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، لأن حسابات تلك المقابلة جعلتنا ندخل أرضية الميدان تحت تأثير ضغط نفسي كبير، على إعتبار أننا كنا مطالبين بالفوز بفارق هدفين لضمان التأهل مباشرة، و هي أمور كانت لها علاقة مباراة بالهزيمة غير المستحقة التي تلقيناها أمام سلوفينيا، و مع ذلك فإننا خرجنا من المونديال مرفوعي الرأس، بعدما مثلنا الكرة الجزائرية أحسن تمثيل رغم أننا كنا قادرين على تقديم الأفضل لو تجاوزنا عقبة سلوفينيا بسلام.
لكن خط الهجوم لم يتمكن من تسجيل أي هدف ؟
عجزنا عن التسجيل لا يعني بأننا لا نملك مهاجمين قادرين على هز الشباك، بل أن عقم الهجوم كان نتيجة سوء الطالع، و السيناريو الذي سارت على وقعه المقابلة الأولى ضد سلوفينيا كانت صورة حية على أن الحظ أدار لنا بظهره، لأننا أهدرنا أربع فرص سانحة للتهديف، تارة بفعل التسرع و نقص التركيز، و تارة أخرى بسبب براعة الحارس السلوفيني، لتكون الخاتمة بتلقي هدف من كرة شبه ميتة، و لو أننا كنا في تلك المباراة تحت تأثير ضغط نفسي كبير، لأن المنتخب الجزائري يعود إلى المونديال بعد غياب طول، و اللعب على جانب أكبر المنتخبات على الصعيد العالمي دفعنا إلى توخي الحيطة و الحذر بالسعي للظهور بوجه مشرف، دون كسب الثقة الكافية التي من شأنها عن تجعلنا نثق في إمكانياتنا بالقدرة على إحراز الإنتصار، كما أن نفس السيناريو تكرر في لقائنا الأخير ضد الأمريكان، و هي مسؤولية لا يتحملها المهاجمون بمفردهم.
و ماذا عن الحادثة المتداولة دخول صايفي في اللحظات الأخيرة من لقاء أمريكا، بعدما كنت المرشح لتعزيز خط الهجوم ؟
ما استغرب له هو أن هذه القضايا تبقى من إفتعال الصحف الجزائرية، التي لم نفهم ما إذا كانت تعمل لمساندة المنتخب أو السعي لضرب إستقراره، لأنني كنت قد حضرت الندوة الصحفية التي نشطها الشيخ رابح سعدان قبل 24 ساعة من تلك المباراة و أعلن خلالها الناخب الوطني بأنه سيقحم رفيق جبور كأساسي، و يراهن علي كجوكير في الشوط الثاني، و قد ربط ذلك بنتيجة المرحلة الأولى من المواجهة، و شخصيا لم أتأثر إطلاقا ببقائي على كرسي الإحتياط في هذا المونديال، لأننا كنا نعمل من أجل مصلحة المنتخب، و ليس المصالح الشخصية، و قد فضل سعدان إقحام غزال في بداية الشوط الثاني على أمل إعطاء ديناميكية أكثر للقاطرة الأمامية، سيما و أن فرصا عديدة أتيحت لنا في المرحلة الأولى، كما أننا بقينا نحتفظ بحظوظنا في التأهل إلى الدور الثاني، و مع مرور الدقائق و بقاء النتيجة متعادلة طلب منا المدرب القيام بحركات تسخينية من دون أن يكشف عن هوية اللاعب الذي سيدخل كبديل، و قد أعرب زميلي صايفي عن نيته في الدخول حيث أكد بأنه بإمكانه صنع الفارق و تسجيل هدف بفضل خبرته الطويلة، و هو المعيار الذي إعتمد عليه الشيخ سعدان في خياراه أثناء القيام بآخر تبديل في التشكيلة، و هنا أجزم بأنني لم أكن معنيا إطلاقا بالتغيير، و كل ما تم تداوله إشاعة لا أساس لها من الصحة، و علاقتي بصايفي وطيدة.
و ما هو موقفك الشخصي من قضية المدرب الوطني و الأصوات المطالبة بضرورة تنحية سعدان؟
بعد نهاية مقابلتنا الثالثة في المونديال كانت لنا جلسة تقييمية مع الطاقم الفني، فكان الإجماع على إيجابية المشاركة الجزائرية في نهائيات كأس العالم، لأننا كسبنا خبرة الإحتكاك بمنافسين من العيار الثقيل، كما أننا دافعنا عن الألوان الوطنية بجدية و إحتفظنا بكامل آمالنا في التأهل إلى الدور الثاني إلى غاية آخر لحظة من عمر المباراة، و قد كانت تلك الجلسة فرصة مواتية لنا كلاعبين للكشف عن دعمنا المطلق و اللامشروط للشيخ رابح سعدان، لأنه كان بمثابة الأب الروحي للتشكيلة، فضلا عن العمل الجبار الذي قام به منذ توليه المهمة، و هذا الدعم ليس ورقة ضغط على رئيس الفاف لإرغامه على التمسك بخدمات الطاقم الفني، لأن اختيار المدرب يبقى من صلاحيات رئيس الإتحادية و لا دخل لنا كلاعبين فيه، و قناعتي الخصية ان سعدان يعرف جيدا خبايا الكرة الجزائرية و يحسن التعامل من الناحية النفسية و البسيكولوجية في اللقاءات المصيرية، إضافة إلى السعي لضمان الإستقرار و الإستمرارية في العمل، لأننا سنكون بعد نحو شهرين على موعد من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، و هي تصفيات حاسمة بالنسبة لنا، لأننا مطالبون بضمان تواجد الكرة الجزائرية بصفة منتظمة في مختلف المنافسات القارية و الإقليمية، و التحضير لتصفيات مونديال 2014 لا بد ان ينطلق من الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.