أصوات ستار أكاديمي و ألحان و شباب تتنافس و جوزيف عطية و أحمد شريف يتألقان كل الأجواء داخل المعلم الأثري كويكول كانت توحي بسهرة طربية أخرى ميّزت فعاليات الطبعة السابعة من مهرجان جميلة العربي بفضل أصوات غرست أجواء المنافسة فاستحقت اعتراف الآخرين بالمستوى العالي لخريجي ألحان و شباب كلمياء و أمال و الكرد وعادل، و التحمت أصوات المدرسة الجزائرية بأصوات خريجي ستار أكاديمي جوزيف عطية من لبنان و احمد شريف من تونس أمام جمهور قياسي جاء للاستمتاع بأصواتهم و جديدهم. و كانت البداية مع الشابة المتألقة لمياء التي أعادت ثلاث أغاني قديمة من الفلكلور القناوي متحدية بذلك الأصوات الذكورية التي برزت في الفترة الأخيرة معلنة بثقة كبيرة على الركح و بأداء قوي عن ميلاد فنانة واعدة، و نجمة ستزيّن سماء الأغنية الجزائرية لما تتمتع به من حضور و كاريزما على الركح. الفنانة التي أمتعت الجمهور رغم ضيق فقرتها تركت المكان لزميلها عادل الذي أطرب كعادته بصوته المتميز الجمهور الذي لم يتوان عن مرافقته بانسجام كبير في العديد من أغانيه الريتمية، فلم يقل شأنا عن منافسه الحائز على المرتبة الأولى كعبد الله الكرد و إن كان هذا الأخير يعرف كيف يفرض تفوقه في كل مرة بصوته القوي و اعتماده على انتقاء أشهر الأغاني التراثية محولا كل أرجاء الركح إلى فضاء للفرجة و المتعة ، و بالتالي برهن بأنه استحق الفوز بلقب أفضل تلاميذ مدرسة ألحان و شباب، حيث صفق له الجمهور طويلا قبل أن يترك المجال لزميلته صاحبة الصوت الملائكي أمال سكاك التي غنت لأصالة أغنيتين مما جعل الكثير من عشاق الفنانة السورية يهتفون / أصالة .. أصالة و منح أمال الدعم و التحفيز فوقفت بثقة و ثبات اكبر و هي تؤدي "يا مجنون مش أنا ليلى" التي رددها معها و بصوت واحد الكثيرون مما أضفى أجواء رائعة على المكان زادتها الهتافات و الزغاريد حرارة . و فاجأ تلاميذ المدرسة الجمهور باجتماعهم في أغنية واحدة، حيث ظهر الرباعي لإعادة أغنية / يا ناس أنا هو" للفنانة القديرة و الكبيرة نورة و التي راقت ذوق الجمهور فراح الشباب يشجعهم بالوقوف لهم و ترديد / وان تو تري فيفا لالجيري / احتفالا بفوز الفريق الوطني العسكري بكاس العالم و هي عبارة التشجيع و التهنئة التي اختارها بدوره النحم التونسي احمد شريف في أول مقابلة له بجمهور جميلة ، حيث هنأ الشعب الجزائري بهذا النصر الكروي العالمي الجزائري و أعرب عن اعتزازه بهذا الفوز الذي اعتبره فوزا عربيا. الفنان التونسي اختار / حالي حال / كوصلة راقية لافتتاح فقرته الفنية واستغرب المطرب ترديد الجمهور خاصة الفتيات للأغنية المختارة من ألبومه الأخير و قد راقه ذلك و جوقه اللبناني فقدم أجمل ما عنده و لبى طلب الجمهور الذي ألح عليه أداء رائعته / سهران معاك الليلة / التي ترك بفضلها بصمته الخاصة في ليالي جميلة التي فتحت له ذراعيها لأول مرة لكنه تمنى أن لا تكون الأخيرة وبعودته للتراث التونسي غني من أغاني المرحوم احمد حمزة اغنيته المشهورة على الإطلاق / جاري يا حمودة / التي رفعت من مستوى مشاركة الساهرين و التي كانت كل أرجاء كويكول تقريبا ترددها بحماسة منقطعة النظير فعكس ذلك عمق الارتباط بين الشعبين و الثقافتين كما أكد مكانة المطرب الكبيرة في قلوب الجمهور الجزائري رغم قصر تجربته الفنية. وفي ساعة جد متأخرة من صباح الاثنين و على وقع نفس الفرقة دخل الصوت الجبلي اللبناني جوزيف عطية الذي أعلن منذ البداية انه سيدا كبيرا على الركح من خلال كل الحركات المرافقة لأدائه الكبير لاغتنين من التراث الشامي كفاتحة لفقرة غنائية دامت أكثر من ساعة و التي أبت خاصة العائلات إلا ان تتابعها إلى أخر دقيقة لتقف وقفة واحدة لتحية الصوت الجبلي الكبير الذي أمتع الحاضرين خاصة بالوقفات الكثيرة لضارب الطبل الذي كان يترك له المطرب في كل مرة المكان و الزمان ليمتع الساهرين بدوي الطبل الشامي. و من "حبيت عيونك" الى "لا تروحي لو جربوها" و "الحق ما بيموت" و أغاني أخرى كثيرة يحفظها الجمهور عن ظهر قلب تبين ان الجزائريين ذواقين و تواقين لمثل هذه المستويات الموسيقية الكبيرة التي تحملهم لعوالم أخرى جعلتهم يتدخلون في الكثير من المرات و عبر كامل الفقرة الغنائية من أجل مطالبة الفنان بإعادة المقطع إعجابا و تقديرا للأداء المتميز . و أكد الفنان من جديد بأنه صوت كبير في سماء الأغنية اللبنانية و العربية و قادر على خلافة الأصوات اللبنانية المعروفة بأدائها الرائع للأغنية الجبلية التي رغم طابعها المحلي تمكن جوزيف عطية و بتوزيع موسيقي الأكثر من رائع من تحقيق حلم كل فنان بالنجاح في مثل هذه الفعاليات الفنية التي تساعد الفنان على إبراز القدرة الصوتية دون مؤثرات كما جاء في تصريح هامشي قبل بداية فقرته الغنائية التي كانت بكل تاكيد قفزة نوعية للتظاهرة التي ودع عملاق السهرة جمهورها بانحناءة كبيرة اعترافا لهم على الاستقبال الحار و المشاركة و تحمل الوقت المستحيل الذي جاء حسب الجميع في غير محله .