لا أفكر في مغادرة قسنطينة و سأفتقد صديقي سيسي يفتخر كثيرا اللاعب البوركينابي عصمان سيلا بحمله ألوان فريق شباب قسنطينة وتدوين اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ هذا الفريق، الذي قال في حوار للنصر، أنه أحب ألوانه كثيرا، كما عشق مدينة قسنطينة التي وصفها بالمدينة الرائعة، وأضاف اللاعب ذو الأصول الإيفوارية أن فارق الإمكانات مقارنة بما هو متوفر في بوركينافاسو سمح له بتطوير إمكاناته، دون أن يغفل نصائح المدرب عمراني الذي وصفه بالمدرب الصارم. حاوره: بورصاص.ر كيف هي أحوالك؟ بخير والحمد لله، أتواجد في كوت ديفوار، واستمتع ببعض لحظات الراحة بعد موسم شاق كلل لحسن الحظ بالتتويج بقلب البطولة، بعد مغادرتي للجزائر تحولت إلى بوركينافاسو، أين قضيت الأيام الأولى من شهر رمضان قبل التنقل إلى كوت ديفوار ولقاء عائلتي بعد أشهر من الغياب. أحظى بالاحترام في منتخب الخيول واستفدت من الأخوين طراوري كيف هي أجواء شهر رمضان في كوت ديفوار؟ عادية، وكما تعلمون عدد المسلمين كبير بكوت ديفوار وحتى ببوركينافاسو، ونحاول في هذا الشهر الكريم استغلال الفرصة للإكثار من العبادات، وكما سبق أن أدليت به في حوار معكم، فأنا أنحذر من عائلة مسلمة من كوت ديفوار بلدي الأصلي، ووالدي إمام رباني على أصول الدين الحنيف، ونصوم شهر رمضان مثل بقية المسلمين في شتى أنحاء العالم، ومن جهتي أحرص في هذا الشهر على تأدية جميع الصلوات في المسجد. أولى أيام الشهر الكريم قضيتها بالجزائر واليوم تتواجد بكوت ديفوار، أكيد هناك اختلافات؟ هناك فرق كبير، لقد قضيت بعض أيام الشهر الفضيل بقسنطينة مع زملائي في الفريق، مثلما حدث في لقاء نادي بارادو، أين كانت الأجواء أكثر من رائعة، وصدقني في مدينة قسنطينة التي وبعيدا عن قسمتها كمدينة تاريخية وجميلة، تشعر بقيمة الشهر الفضيل ونكهته، كما أن حديثك عن وجود اختلافات فهو صحيح، وأجواء شهر رمضان ببوركينا فاسو أو كوت ديفوار مختلف نوعا ما عن صيامه بقسنطينة. وكيف تقيّم تجربتك في شباب قسنطينة؟ تجربتي في شباب قسنطينة أعتبرها ناجحة على طول الخط، خاصة وأنني تمكنت من التتويج بلقب البطولة، في أول موسم لي، وأعتقد بأنني لا يمكنني أن أحلم بسيناريو أفضل من هذا، لقد قضيت أياما لا تنسى في قسنطينة، أين أحظى باحترام كبير من طرف الجميع. مختار سيسي الأقرب لقلبي وحزين لرحيله وجدت صعوبات كبيرة في التأقلم مع بداية الموسم، هل لك أن تشرح لنا الأسباب؟ صحيح، وجدت صعوبة مع بداية الموسم لأن هناك اختلاف كبير، بين البطولة البوركينابية والبطولة الجزائرية، على الرغم أنني حاولت الدخول بسرعة في أجواء البطولة الجزائرية، والشكر لزملائي، الذين سهلوا مأموريتي منذ أول يوم وصلت إلى شباب قسنطينة، أين حظيت باستقبال مميز، لكنني عانيت كثيرا في البداية مع التحكيم. ماذا تقصد بالضبط؟ لقد عانيت كثيرا مع الحكام، خاصة وأنني من النوع، الذي يلعب بحرارة كبيرة، لكنني كنت أتلقى إنذارات كثيرة وتعرضت للطرد في مباراة بسكرة، ولكن بعد كلام المدرب عمراني، والنصائح التي قدمها لي، فهمت الرسالة جيدا، ومع مرور المباريات تعودت أكثر على أجواء البطولة الجزائرية، بدليل أنني لم أتلق إنذارات كثيرة في مرحلة العودة. مغادرتك بوركينافاسو للعب في الجزائر، أكيد سمحت لك بتدوين فروقات واختلافات كثيرة فيما يخص طابع المنافسة؟ هناك فرق كبير من عدة نواحي، أهمها من ناحية الإثارة، فالبطولة الجزائرية أكثر إثارة، حيث تستقطب جمهورا كبيرا، وفي كل الملاعب، ناهيك عن نوعية الملاعب، صحيح هنا في الجزائر ملاعب كثيرة معشوشبة اصطناعيا، لكنها من الجيل الرابع والخامس، ناهيك عن الملاعب المعشوشبة طبيعيا، مثلما هو الحال بالنسبة لملعب مدينة قسنطينة، الذي يعتبر الأفضل إلى جانب ملعب الجزائر العاصمة (يقصد ملعب 5 جويلية). وجدت صعوبات في بداية الموسم والحكام لم يرحموني لم تحدثنا عن الفارق من الناحية الفنية؟ كما قلت لكم البطولة الجزائرية أكثر قوة من البطولة البوركينابية، وبها عدة لاعبين يتمتعون بمهارات فنية عالية، وهو ما يرفع المستوى، عكس ما هو عليه في بوركينا فاسو، أين يعتمد اللاعبون على القوة البدنية. ما هو الفريق، الذي أعجبك كثيرا في البطولة الوطنية؟ فريقنا...يضحك، هناك عدة فرق جيدة، وأعتقد بأن فريق بارادو يملك تشكيلة شابة ويطبق كرة قدم جميلة. طريقة لعبك وحرارتك، جلبت لك بعض المتاعب، لكن جعلت الجمهور يتعلق بك كثيرا؟ أنا أيضا تعلقت بهم كثيرا، بدليل أنني أقاسمهم دوما فرحة الإنتصارات من خلال القيام ببعض الطقوس الإفريقية، والرقص إلى جانب زميلي سيسي. من خلال حديثك عن سيسي، الإدارة قررت عدم الاحتفاظ به، ما رأيك؟ لا أخفي عليكم سأفتقد زميلي سيسي كثيرا، كنت أتمنى بقاءه معنا الموسم المقبل، لكن القرار الأول والأخير يعود للمدرب عمراني والمسيرين، وأتمنى له حظا موفقا مع النادي الذي سيلتحق به. وهل كنت تتوقع الفوز بلقب البطولة في أول موسم لك؟ عندما قدمت إلى شباب قسنطينة وتحدثت مع مختلف وسائل الإعلام، قلتها بالحرف الواحد، سأعمل على مساعدة فريقي على التتويج بلقب البطولة، والحمد لله اليوم نحن أبطال عن جدارة واستحقاق. طردي في مواجهة بسكرة أسوأ ذكريات الموسم المنصرم و متى آمنتم بقدرتكم على التتويج باللقب؟ أعتقد بأن ملامح البطل كانت متوفرة في فريقنا منذ التحضيرات الصيفية، حيث أتذكر جديا عند قدومي إلى الفريق لأول مرة وكان ذلك في تونس، على هامش التربص التحضيري الصيفي، لم أجد أية صعوبة في الاندماج، ما يؤكد روح المجموعة، فالجميع استقبلني بحفاوة، وسر نجاح أي ناد يكمن في التفاهم الموجود بين اللاعبين. لكن ما هي المباراة، التي تعتبرها نقطة تحول في البطولة؟ لا توجد مباراة بعينها، وأعتقد أن السر وراء لقب الموسم الكروي وتألق السنافر هذا الموسم، يكمن في تمكننا من البصم على بداية مميزة، جعلتنا نحصد عدة نقاط، قبل أن نتمكن من توسيع الفارق، وهو ما منحنا ثقة أكبر في النفس من أجل مواصلة المشوار. وما تعليقك على الأجواء التي عشتها في مباراة بارادو؟ توجت بالعديد من الألقاب في بوركينا فاسو، لكن ما عشته في مباراة بارادو أقرب للخيال، صراحة وكأنني أتابع مباراة من بطولة أوروبية أو أرجنتينية على الشاشة، كما أن الأجواء الاحتفالية وسط المدينة ستظل راسخة في مخيلتي. هل تفكر في البقاء مع شباب قسنطينة أو تغيير الأجواء الموسم المقبل؟ لم أفكر أبدا في مغادرة شباب قسنطينة، بل العكس تماما، مازلت مرتبطا، وأحلم بالمشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا مع هذا النادي العريق، وأضرب موعدا للسنافر الموسم القادم، أين سأعمل على الظهور بوجه أفضل عكس العام الماضي، عندما كانت بدايتي كانت صعبة، بعد أن عانيت نوعا ما من الإرهاق، على اعتبار أنني لم أستفد من راحة الصائفة الماضية، بسبب ارتباطاتي مع المنتخب. اللاعب الجزائري مهاري والإمكانات الموفرة رفعت المستوى من خلال حديثك عن منتخب بوركينا فاسو، هل شاركت في الودية الأخيرة أمام الكاميرون؟ نعم، لقد شاركت في الشوط الثاني من المباراة الودية، التي فزنا بها بنتيجة هدف مقابل صفر، وأشكر الناخب الوطني داورتي على ثقته، حيث يقدم لي دائما الكثير من النصائح، دون أن أنسى بقية زملائي في صورة الأخوين طراوري، اللذان سهلا اندماجي منذ أول يوم التحقت به بمنتخب الخيول. أصبحت تستعمل مفردات عربية كثيرة في حديثك، هل أنت بصدد تعلم اللغة العربية؟ احتكاكي بزملائي والأنصار في مدينة قسنطينة، سمح لي بتعلم الكثير من الكلمات باللغة العربية،على سبيل المثال السلام عليكم، الحمد لله رب العالمين، بارك الله فيكم، شكرا، كما أحفظ بعض السور القرآنية، التي أصلي بها كسورة الفاتحة وسورة الناس. نعرج لطرح بعض الأسئلة على السريع؟ تفضل من هو اللاعب الأقرب إلى قلبك في شباب قسنطينة؟ دون مجاملة، علاقتي رائعة بجميع اللاعبين، صحيح أتفاهم كثيرا مع صديقي وأخي سيسي، لكن حتى البقية أتواصل معهم بشكل جيد. أتلذذ في كل مرة بتناول طبقي "الكسكسي" و"الشخشوخة" كيف ترى طريقة عمل المدرب عمراني؟ المدرب عبد القادر عمراني، قام بعمل كبير، ولديه دور كبير في تتويجنا باللقب، صراحة تعاملت مع عدة مدربين جيدين، خاصة على مستوى المنتخب، ولكن عمراني لديه طريقة عمل ممتازة، تتركز على الصرامة والانضباط، كما أنه من نوع المدربين، الذي لا يتعامل بالعاطفة ويعطي لكل ذي حق حقه، وهو ما جعلنا نشكل عائلة واحدة. ما هي أجمل ذكرى لك مع شباب قسنطينة؟ دون أدنى شك التتويج بلقب البطولة، لقد عشنا أياما جميلة، وفي كل مباراة كنا نفوز بها، كنا نحتفل مع الأنصار، لقد قضيت موسما لا ينسى. ما هي أسوأ ذكرى؟ أسوأ ذكرى، هي طردي في مباراة بسكرة، أين تركت زملائي منقوصين عدديا، ومن حسن الحظ أننا فزنا بتلك المباراة. وما هو الطبق، الذي أعجبك بقسنطينة؟ طبق الكسكسي، وطبق «الشخشوخة»، الذي يحضره لي السائق نبيل. عمراني عادل وتشرفت بالعمل تحت قيادته وما هو المكان، الذي أعجبك بقسنطينة؟ أحب عدة أماكن بقسنطينة، لأنني أتجول كثيرا، رفقة بعض أصدقائي ممن يدرسون بمعهد الإطارات «الكرابس»، تعجبني كثيرا الجسور المعلقة. بماذا تريد أن نختم هذا الحوار؟ أجدد تأكيد فخري الكبير بالموسم المميز، الذي قضيته مع شباب قسنطينة وخاصة أننا تمكنا من إدخال البسمة والسعادة على كل سكان هذه المدينة الجميلة، وأتمنى أن نواصل في تحقيق المزيد من التتويجات مستقبلا. ب/ر