مديرية الحماية المدنية: "موجة الحر تضاعف الخسائر البشرية" خلّفت سلسلة الحرائق المهولة التي اجتاحت عدّة ولايات نهاية الأسبوع، سقوط قتيلين وإصابة العشرات بجروح واختناقات. وأجبرت ألسنة اللهب التي التهمت آلاف الهكتارات من الغابات مئات العائلات على الفرار نحو وجهات آمنة، ودفعت قوات الجيش الوطني إلى التدخل في أوسع عملية تعبئة لمساعدة رجال الإطفاء المدنيين. تشهد ولايات تيزي وزو والبليدة والمدية وتلمسان وغليزان وجيجل وسكيكدة وسوق أهراس وعنابة موجة حرائق مهولة، مما أدخل مصالح الحماية المدنية ومحافظات الغابات في حالات طوارئ بتجنيد أرتالها المتحركة لإطفاء هذه الحرائق قبل امتداد ألسنة اللهب لمناطق أخرى وتجنبا لوقوع خسائر بشرية، حيث تم تسجيل قتيلين وإصابة المئات بحروق بينهم رجال إطفاء وأعوان غابات. وتطلبت خطورة الوضع الاستنجاد بقوات الجيش الوطني الشعبي لإنقاذ حياة مئات الأسر القاطنة بالقرب من بؤر الحرائق. وأفادت وزارة الدفاع الوطني في هذا الإطار أنه "على إثر اندلاع حرائق في العديد من الغابات في مناطق متفرقة من الوطن، نتيجة الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة، تدخلت مفارز للجيش الوطني الشعبي، يومي 12 و13 جويلية الجاري، لمد يد العون لمصالح الحماية المدنية ومديرية الغابات، قصد إخماد النيران على مستوى كل من ولايات تيزي وزو والبليدة والمدية وتلمسان وغليزان وجيجل، وإجلاء السكان القاطنين بالقرب من المناطق التي مستها الحرائق وتقديم الإسعافات الأولية لهم". وأفاد مصدر عسكري أن "بعض الولايات تشهد أسوأ موجة حرائق بحصيلة كارثية على صعيد الخسائر التي مست الغطاء النباتي وكذا الأرواح البشرية". وتابع المصدر أن "قوات الجيش تبقى مجندة لمد مصالح الحماية المدنية ومحافظات الغابات بالوسائل اللازمة للإطفاء وإنقاذ أرواح الأشخاص المتضررين على مستوى الأرياف والمناطق الجبلية". وأوضح العقيد عشور فروق مدير فرعي مكلف بالإحصائيات والإعلام على مستوى الحماية المدنية أنه "من مجموع 378 هكتارا من الغابات تعرضت لحرائق يوم 11 جوان 2017 أتت ألسنة النيران على 5ر136 هكتارات بولاية المدية و113 هكتارا بولاية تيزي وزو". وأضاف المسؤول ذاته أن "ولاية تيزي وزو تأتي في المرتبة الأولى من حيث الخسائر المسجلة في الأشجار المثمرة بإتلاف 3620 شجرة متبوعة بولاية سكيكدة ب 1946 شجرة". وفضلا على حرائق الغابات أتلفت النيران 5ر110 هكتارات من أشجار بالجبال و132 هكتارا من الشجيرات، فيما خصت الخسائر من حيث المحاصيل 129 هكتارا من القمح و4 هكتارات من الشعير، يشير ذات المسؤول، مؤكدا على عامل الوقاية للحد من الخسائر في الثروة الغابية وغيرها. ويتعلق الأمر حسب فاروق بالتفكير في عمليات إزالة الحشائش وفتح مسالك على مستوى المواقع المعنية بهدف تسهيل عمليات تدخل أعوان الحماية المدنية عند نشوب الحرائق، مبرزا أن "الانشغال الأول هو ضمان حماية المواطنين القاطنين بالمناطق المعرضة للحرائق". وأكد المسؤول يقول إن "التقييم الحقيقي للحرائق لا يكمن في تحديد بؤر هذه الأخيرة بل في المساحات التي تأتي عليها"، مبرزا ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف المعنية بالتصدي للحرائق، خاصة منهم المواطنين "الذين يتعين عليهم تبني سلوكا حضريا". ولقي شخص حتفه وأصيب اثنان آخران بحروق بليغة في حرائق غابات اندلعت ببلدية أث يحي موسى جنوب ولاية تيزي وزو واستنادا لمصالح الحماية المدنية، فإن الضحية البالغ من العمر 64 سنة وينحدر من قرية أث رحمون توفي متأثرا بجروحه البليغة بعد إجلائه نحو مستشفى دراع الميزان. أما فيما تعلق بالضحيتين الأخريين اللتين تعرضتا لحروق فقد تم إجلاؤهما من طرف الجيش الوطني الشعبي نحو نفس المؤسسة الاستشفائية، حيث يجري التكفل بهما. كما أجلت مصالح الحماية المدنية ستة أشخاص آخرين تعرضوا للاختناق بفعل الدخان من بينهم عونين من مصالح الحماية. وذكرت مصادر أخرى أن شخصا آخر توفي بولاية خنشلة متأثرا بموجة الحر الشديدة التي زادتها حرائق الغابات ارتفاعا. إلى ذلك، أكدت المديرية العامة للغابات في حصيلة نشرتها يوم أمس الأول أن حرائق الغابات تسببت في إتلاف أكثر من 1500 هكتار خلال الأسبوع الممتد من 06 إلى 12 جويلية الجاري على مستوى عديد ولايات الوطن. وأوضح ذات المصدر أن الحرائق شملت 372 هكتارا من الغابات و594 هكتارا من الأحراش و535 هكتارا من الأدغال أي بمعدل 46 حريقا في اليوم ومساحة 470 هكتارا لكل حريق. كما أشارت المديرية العامة للغابات إلى أنه سجل في الفترة الممتدة بين الفاتح جوان و12 جويلية ما لا يقل عن 550 حريقا شمل مساحة إجمالية قدرت ب2580 هكتارا. أما الولايات الأكثر تضررا من حرائق الغابات فهي بجاية وتيزي وزو وسطيف والمديةوسكيكدة وعين الدفلى وسعيدة وجيجل وسيدي بلعباس ومستغانم. وذكرت المديرية العامة للغابات في هذا الصدد، أن جهاز الوقاية ومكافحة حرائق الغابات الذي تم وضعه منذ الفاتح جوان 2017 "سيتم الإبقاء عليه إلى غاية نهاية الحملة في ال31 أكتوبر"، مضيفة أنه "بالنظر إلى الأخطار المسجلة خلال هذه الفترة فيتم الاستعانة بالمواطنين، لاسيما سكان الجوار والتحلي بمزيد من اليقظة وتقديم المساعدة فيما يخص الإنذار والوقاية".