توفي أول أمس المجاهد، أحمد بن الشريف، أول قائد لسلاح الدرك الوطني بعد الاستقلال بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس عن عمر ناهز 91 سنة. كان المجاهد العقيد أحمد بن الشريف عضوا في مجلس الثورة الذي تشكل عقب حركة 19 جوان 1965 التي أطاحت بالرئيس الأسبق أحمد بن بلة، وقد عين قائدا عاما للدرك الوطني مباشرة بعد الاستقلال وظل في منصبه إلى غاية سنة 1977. وولد أحمد بن الشريف في 25 أبريل من عام 1927 بحاسي بحبح بولاية الجلفة لعائلة ميسورة الحال، وقد عمل بالجيش الفرنسي برتبة صف ضابط بثكنة سور الغزلان ولاية البويرة إلى غاية سنة 1955، وبعد اندلاع الثورة التحريرية فر من الجيش الفرنسي في 30 جويلية من عام 1957 رفقة عدد من أفراد كتيبته والتحق بصفوف جيش التحرير الوطني بضواحي سور الغزلان. وبعد مدة قتال بمناطق الولاية الرابعة التاريخية التحق بن الشريف بالحدود الشرقية لمدة عامين، حيث أشرف على تدريب جنود جيش التحرير، وعين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية منذ بداية عام 1960 ، وخلال محاولة منه لاختراق خط موريس الكهربائي على الحدود التونسية للحاق بمقر قيادة الولاية الرابعة وقع أحمد بن الشريف في قبضة القوات الاستعمارية في أكتوبر من سنة 1960، وأرسل بعدها إلى باريس حيث حوكم محاكمة عسكرية وحكم عليه بالإعدام. لكن في أبريل من سنة 1960 يعفى عليه ويطلق سراحه ويلتحق عبر سويسرا مجددا بقيادة أركان جيش التحرير الوطني على الحدود التونسية تحت قيادة العقيد هواري بومدين. بعد الاستقلال مباشرة يعين بن الشريف في سبتمبر من سنة 1962 قائدا عاما لسلاح الدرك الوطني وهو المنصب الذي ظل فيه إلى غاية تنحيته في 27 أبريل من سنة 1977 من قبل الرئيس هواري بومدين، وتعيينه وزيرا للري وإصلاح الأراضي وهو المنصب السياسي الجديد الذي لم يلبث فيه طويلا حيث أبعد سنة 1981 من اللجنة المركزية للآفلان ومن المنصب وعين لفترة قصيرة ملحقا دبلوماسيا. وقد شارك بن الشريف في حركة 19 جوان 1965 التي أطاحت بالرئيس أحمد بن بلة وعين عضوا في مجلس الثورة الذي كان يضم 25 عضوا، كما كان بن الشريف عضوا في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني خلال مؤتمر 1964، وعضوا في مكتبها السياسي بعد مؤتمر 1979. بعدها أخذ الراحل تقاعده وانسحب من الحياة السياسية على الرغم من ظهوره في مناسبات عديدة، مثل محاولة ترشحه للانتخابات الرئاسية سنة 1995 لكنه لم يتمكن من جمع التوقيعات المطلوبة، وأعلن مساندته للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وظل يعيش بين العاصمة وولايته الأصلية الجلفة، كما كتب مذكراته الخاصة. وكان بن الشريف قد دخل في غيبوبة عميقة أول أمس السبت قبل أن يعلن عن وفاته في مساء ذات اليوم.