الفريق ليس ملكية خاصة وانتقادي أسبابه مادية خرج رئيس فريق بناء قسنطينة يوسف بوزيد عن صمته، وتحدث عن اقصاء "الكراك"، من حفل تكريم الأبطال المنظم مؤخرا، من طرف السلطات الولائية، كما أبدى استغرابه لجهل أحد مسؤولي مديرية الشباب والرياضة بأن الفريق توج بلقب بطولة ما قبل الشرفي، في الوقت الذي حظي فيه فريق صعد إلى الدرجة الرابعة في رياضة كرة اليد بالتكريم، كما تحدث بوزيد في هذا الحوار الذي خص به النصر عن المشاكل التي يتخبط فيها فريقه، والتي جعلت منشط نهائي كأس الجمهورية لسنة 1985 يواجه شبح الشطب النهائي. في البداية ما جديد بناء قسنطينة بعد تحقيق الصعود إلى القسم الشرفي؟ لا يمكن الحديث عن أي جديد سوى قضية إقصاء "الكراك" من قائمة الفرق المعنية بالتكريم من طرف السلطات الولائية، تزامنا مع الاحتفالات المخلدة لذكرى عيدي الاستقلال والشباب، حيث تم تكريم جميع الأبطال، في صورة الشباب بعد تتويجه بلقب البطولة الوطنية، وكذا فتيات "الوئام" إضافة إلى أندية أخرى في رياضات مختلفة، مثل القرزي وفرق من بلديات أخرة حققت الصعود في أقسام سفلى في كرة اليد والكرة الطائرة، بينما تم تهميشنا في هذا الحفل التكريمي لأسباب لا يمكن تقبلها، رغم أن بناء قسنطينة حقق صعودا استعراضيا، بعد موسم استثنائي حقق خلاله عدة أرقام قياسية، خاصة وأن خط الهجوم سجل أكثر من 96 هدفا. وما هي الخطوات التي قمتم بها إثر هذه الخرجة المفاجئة؟ الأكيد أنني لن أسكت على حقوق النادي، وقد تنقلت إلى مديرية الشباب والرياضة، بصفتها الهيئة التي كفلت بإعداد قائمة النوادي الرياضية المعنية بالتكريم، لكن المفاجأة كانت مدوية بالنسبة لي، عند حديثي مع أحد المسؤولين في "الديجياس"، حيث صرح في بادئ الأمر بأن التكريم مخصص لفرق النخبة فقط، لكن في الواقع أن بعض الأندية في رياضات أخرى، تم تكريمها نظير تحقيقها الصعود في أقسام سفلى، ثم سألني عن القسم الذي حققه منه الصعود، لأنه لم يكن يعلم بأن "الكراك" توج بلقب بطولة ما قبل الشرفي لرابطة قسنطينة، وهي الخرجة التي جعلتني أقتنع بأن الفريق تعرض للإقصاء والتهميش، بعد حرمانه من إعانة مالية تقلل من حدة المعاناة التي عشناها طيلة الموسم الفارط، ومع ذلك فإنني لن أتسرع، واعتزم ملاقاة مدير الشباب والرياضة لطرح هذا الانشغال، وتحديد مسؤولية المصلحة التي قامت بهذا الخطأ، وإذا ما بقيت دار لقمان على حالها فإننا سنتوجه بتقرير مفصل إلى الوالي. كيف حققتم الصعود بالنظر إلى الأزمة المالية الخانقة التي تتحدثون عنها؟ كنا نراهن على أن يكون الصعود بمثابة جرعة أوكسجين، على أمل لفت اهتمام السلطات المحلية لمدرسة عريقة، كانت قد نشطت نهائي كأس الجمهورية سنة 1985، رغم أن الفريق كان ينشط آنذاك في الشرفي، وكنت حينها لاعبا في صفوفه، وطيلة الموسم المنصرم لم نتلق سوى إعانة بقيمة 40 مليون سنتيم من "الديجياس"، خصصت لاقتناء العتاد الرياضي وتسديد شطر من الديون، ومنذ أوت 2017 لم يدخل خزينة النادي أي سنتيم، مما أجبرني على تحمل مصاريف التسيير من مالي الخاص، لأنني قررت عدم التفريط في تأشيرة الصعود مهما كان الثمن. في ظل هذه المعطيات، ما هي نظرتكم لمستقبل الفريق؟ في غياب الدعم المالي، لا يمكن الحديث عن طموحات مستقبلية، كما أنه لا توجد أي مؤشرات في الافق توحي بتحسن الاوضاع، وفي الوقت الراهن فأنا أكافح بمفردي من أجل حماية فريق بناء قسنطينة من الاندثار والزوال، لأن الأمور كانت قد بلغت مرحلة الخطر، لما وجدنا أنفسنا مجبرين على الاكتفاء بتجميع اللاعبين لإجراء المباريات الرسمية فقط. المطلعون على خبايا "الكراك" يؤكدون بأن بوزيد يفضل العمل بمفرده ، فما تعليقكم؟ الباب مفتوح أمام الجميع، ولم أغلقه إطلاقا في وجه أي كان، حتى اللاعبين السابقين، لأننا قبل كل شيء زملاء، ودافعنا عن ألوان "الكراك" في أزهى الفترات، ودخلنا التاريخ من بابه الواسع عبر منافسة الكأس، لكن في حقيقة الأمر أن هذا الكلام، ناتج عن رفض الجميع العمل التطوعي، وخدمة مصلحة الفريق دون أي مقابل مادي، وبصفتي رئيسا للنادي أرفض إثقال كاهل الفريق بمصاريف لا يمكن تسويتها، في ظل الافتقار للامكانيات المادية، وقد سطرت استراتيجية عمل واضحة، بعدم تخصيص رواتب شهرية ثابتة، لكل من يساهم في تسيير النادي، وهذا هو السبب الوحيد الذي دفع ببعض اللاعبين السابقين إلى انتقادي. لكنكم تترأسون النادي منذ 1998، ألا تفكرون في ترك المنصب لشخص آخر؟ كما سبق وأن قلت فإن الباب مفتوح للجميع، و"الكراك" ليست ملكية خاصة لي، وأنا أرحب بكل من يقدم الإضافة المرجوة، لكنني وعلى مدار 20 سنة لم يتقدم أي عضو لرئاسة النادي، باستثناء سمير بن كنيدة الذي قاد الفريق سنة 2000، إلا أنه لم يستمر طويلا، وفي الوقت الراهن لا يوجد أي مترشح لرئاسة النادي في الأفق، والوضعية المتدهوة لا تسمح لي بالتخلي عن المدرسة، التي قضيت فيها أحلى أيامي الرياضية، رغم أن طموحاتي كانت كبيرة، بالسعي لاستعادة جزء من الأمجاد الضائعة، غير أن مشكل الامكانيات المادية ثبط عزيمتنا، وأجبرنا على النظر إلى المستقبل القريب بكثير من التشاؤم.