فلينظر من يتحدثون عن نقص خبرة بلماضي إفريقيا لما فعله كوبر يرى الدولي السابق خالد لونيسي، أن رئيس الفاف زطشي أصاب أخيرا في اختيار قائد سفينة الخضر، من خلال إسناد المهمة لجمال بلماضي، وبرر مدرب مولودية العلمة في حديثه للنصر، مباركته لهذا الخيار انطلاقا، كما قال من مشوار خليفة ماجر، حين كان لاعبا وبعد ذلك حين ولج عالم التدريب، مقللا من شأن الأحاديث التي طعنت القرار، متخفية خلف حجة نقص خبرته الإفريقية، حيث قال ابن الحراش أن تجربة الأرجنتيني كوبر مع الفراعنة لخير دليل على ذلك، كما أكد لونيسي في حواره أن أسباب مرض الكرة الجزائرية كثيرة، غير أن أكثرها تأثيرا هو تسلل دخلاء على عالم التسيير وتزايد "نفوذ" من يُسمون بوكلاء اللاعبين، حتى أن بعضهم صاروا يبسطون سيطرتهم على عدة فرق. ! كيف استقبلت قرار تعيين اللاعب السابق جمال بلماضي مدربا للمنتخب الأول؟ في البداية، أعتقد أن المعايير التي اعتمدها المكتب الفيدرالي، للتعاقد مع خليفة رابح ماجر، كانت صائبة إلى حد بعيد، وأبرزها أن يكون المدرب الجديد من الشباب، حتى يكون قريب من اللاعبين، خاصة وأن المدربين الذين خطفوا الأضواء مؤخرا وتألقوا في بداية مشوارهم التدريبي، هم من هذه الفئة بالذات، وهو معيار مهم جدا حتى يكون المدرب، على تواصل ناجح ومستمر مع اللاعبين. أنصح بلماضي بجلب مختصين عوض اللجوء لدوليين سابقين وبالعودة إلى سؤالك، فإن جمال بلماضي، كان لاعبا جيد، تألق في جميع الأندية التي تقمص ألوانها في مختلف الدوريات الأوروبية، ومدرب شاب، غير أن هذا لم يمنعه من صنع اسما لنفسه في السنوات الأخيرة، وأرى أنه قادر على النجاح، في حال توفر جميع الظروف والشروط المناسبة، خاصة وأن المهمة لن تكون سهلة، سواء في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا أو التصفيات المؤهلة لكأس العالم. البعض خاضوا كثيرا في نقص خبرة الناخب الوطني الجديد في أدغال إفريقيا؟ ما وجب قوله في هذه النقطة، أن الظروف تغيرت اليوم تماما في القارة الإفريقية، لما كان عليه في السابق، حيث لم نعد نشاهد المظاهر التي كانت تسود الملاعب الإفريقية، مثل فرض الضغوط على الفرق الزائرة، وممارسة الشعوذة والسحر للفوز في المباريات، والأكثر من ذلك فإن منتخبات القارة، تضم في صفوفها لاعبين محترفين في أقوى الدوريات الأوروبية، دون أن نغفل نقطة تطور البنية التحتية في جميع بلدان القارة خاصة المتعلقة بالفنادق والملاعب، لكن الاختلاف يكمن فقط في الجو والرطوبة وأرضية الميدان الصلبة، وبالتالي فإن الحديث عن خبرة المدرب في أدغال القارة الإفريقية، لا فائدة منه كثيرا، بدليل نجاح المدرب الأرجنتيني، كوبر في قيادة المنتخب المصري، إلى المونديال بعد سنوات طويلة من الغياب. أرشح السنافر للاحتفاظ باللقب وأخشى عليهم من استفاقة "الكبار" في رأيك المعايير التي تراها مناسبة في اختيار الطاقم المساعد؟ العقد الممضى بين الاتحادية والمدرب بلماضي، سيمتد لأربع سنوات كاملة، وبالتالي فإن الطموح واضح هو العمل على المدى البعيد، من أجل التأهل إلى مونديال قطر 2022، ومادام أن بلماضي سيكون أمامه متسع من الوقت من أجل إعداد منتخب قوي، فإني أرى أنه من الأفضل التعويل بالدرجة الأولى على التقنيين المتخصصين في تحليل أداء اللاعبين وحتى الفرق المنافسة، وذلك أفضل من التعويل على اللاعبين الدوليين السابقين ممن لا يمتلكون الخبرات الطويلة. ما الفرق بين المدرب السابق رابح ماجر والجديد جمال بلماضي؟ مشكلة الناخب الوطني السابق رابح ماجر، كانت تكمن أساسا في سوء التواصل خاصة مع الإعلام، والنقطة المشتركة بين المدربين هو العمل في البطولة القطرية، لكن بلماضي لم يتوقف عن ممارسة التدريب وكان دائما في الميدان. العايب مسؤول عن سقوط الصفراء وهندس لذلك لأجل أغراضه الشخصية ! هل ترى أن الناخب الجديد مطالب بتجديد التعداد، أو مواصلة الاعتماد على نفس الأسماء الحالية؟ شخصيا، لا أستطيع إحداث تغيير جذري على مستوى التعداد بداية من السنة الأولى، ويتم ذلك بصورة تدريجية، لأن التعويل على عناصر شابة لم يسبق لها أصلا اللعب في إفريقيا، يعتبر مغامرة حقيقية، وأعتقد أن الخيار الذي سينتهجه بلماضي عند توليه المسؤولية، هو تكوين مجموعة مختلطة بنسبة متساوية 50 بالمائة من الركائز القدامى و50 بالمائة من اللاعبين الجدد، الذين سيحظون بدعوة من المنتخب الأول. بعيدا عن الخضر، ما تعليقك على ما حدث في بعض الأندية التي تخلت عن المدربين في التحضيرات الصيفية ولم تنتظر حتى بدء المنافسة ؟ نعم، هي ظاهرة غير صحية، وأخذة في التفشي على مستوى الأندية الجزائرية، وأعتقد أنها من إفرازات "تسلل" دخلاء وغرباء عن عالم كرة القدم لمجال تسيير الأندية، ووقع ذلك في الفرق التي لا تعرف الاستقرار على المستوى الإداري في صورة شباب بلوزداد، حيث من غير المعقول تماما إشراف أربعة مدربين على التحضيرات الصيفية، وحدث أيضا في رائد القبة، بسبب اختلاف المسيرين حول الأهداف المسطرة في لعب الأدوار الأولى أو تكوين مجموعة قوية في السنتين القادمتين. بعض «المناجرة» عاثوا فسادا و»تغولهم» يهدد الكرة الجزائرية ما وقفنا عليه في سوق التحويلات هو غياب العدد الكافي من اللاعبين في جميع المناصب، ما قولك في الموضوع؟ يعود السبب الرئيسي لغياب التكوين في جميع الفرق تقريبا، ودعونا نتحدث بصراحة، المناجرة والوسطاء هم من يتحكمون فعلا في جميع الأندية، حيث أصبح ما يهدد فعلا الكرة الجزائرية في السنوات القادمة "ظاهرة المناجرة"، ومثلما هو معروف فإن اللاعب الجيد لن يكون بحاجة إلى وكيل يبحث له عن فريق ينضم إلى صفوفه، بل بالعكس فإن الأندية هي من تجري من ورائه لضمه، وأعتقد اليوم وجود علاقة بين رؤساء الأندية والوكلاء الموجودين، لأن كثير من اللاعبين من أصحاب الإمكانات الجيدة، ينشطون حاليا في الأقسام الهاوية، ولا نسمع لهم أثرا لا لسبب، سوى أنهم لا يمتلكون وكلاء يشرفون على تحويلاتهم. ما هي انعكاسات تحكم "المناجرة" في الكرة الجزائرية؟ النتيجة واضحة، هو عجز البطولة المحلية عن تقديم ظهير أيمن واحد للمنتخب الوطني الأول، في السنوات الخمس الماضية، وغياب اللاعبين الجيدين في سوق التحويلات، خاصة في الخط الهجومي، ويحدث هذا كله وسط عجز الأندية عن النجاح في التكوين الجيد، ومن أسباب التدهور الذي نعيشه أيضا غياب التواصل المستمر بين المديرية الفنية والأندية، على عكس ما يحدث في البلدان الأخرى، التي تتابع باهتمام المواهب من أجل تطوير مستوياتها قبل تقديمها للمنتخبات. عدت من تجربة قصيرة في كندا، هل ل كان تحدثنا عن تجربة هذا البلد رغم عدم امتلاكه لتقاليد كبيرة في عالم المستديرة؟ رياضة كرة القدم في هذا البلد الغني، "بريستيج" بالدرجة الأولى، ومن الناحية التنظيمية، فهم متطورون وأستطيع القول أن الكنديين متفوقين علينا بملايين السنوات الضوئية، والاهتمام الرئيسي هناك ليس التنافس من أجل نيل الألقاب، وإنما التكوين على المدى البعيد، حيث وضعوا سياسة طويلة الأمد، وجميع الفرق هناك تمتلك إمكانات ضخمة جدا، خاصة من جانب الملاعب، والملاحظة المهمة هو أن كل فريق يمتلك فرع للكرة النسوية في جميع الأصناف. هل لا زلت تتابع أخبار فريقك الأصلي اتحاد الحراش؟ نعم، بكل تأكيد، أتابع أخبار "الصفراء" بشكل يومي تقريبا. كيف تلقيت سقوط النادي في نهاية الموسم المنقضي؟ مسؤولية سقوط اتحاد الحراش يتحملها بعض أبناء الفريق، حيث تحركت كثير من الأطراف، من أجل إحداث التغييرات على مستوى الإدارة مباشرة بعد نهاية مرحلة الذهاب من بطولة الموسم المنقضي، وهو ما تم بالفعل من خلال تولي إدارة جديدة المسؤولية في جولة الإياب، وقال المسيرون الجدد أن طموحهم هو إنقاذ النادي، لكن ما حدث هو الهزيمة داخل الديار أمام منافسين مباشرين هما أولمبي المدية ودفاع تاجنانت، وكان أمام الإدارة الجديدة، جميع الإمكانات من أجل إنقاذ النادي من السقوط، لكن طموحها الأول كان إسقاط النادي. إقالة المدربين ظاهرة غير صحية ونتيجة لدخول «غرباء» عالم التسيير من كلامك نفهم أنك تتهم الإدارة بقيادة الرئيس العايب بإسقاط الفريق؟ أولا، أود الإشارة أنه لا يوجد شخص يعرف رئيس اتحاد الحراش العايب مثلما يعرفه خالد لونيسي، وأقولها بصريح العبارة، أن الرجل كان يطمح إلى إسقاط النادي، ومن أهدافه أيضا إبعاد أي شخص من أبناء الحراش عن محيط الفريق، وذلك حتى يتسنى له فعل ما يحلو له، والأكيد أن الدافع الرئيسي لإسقاط الفريق، هو خدمة مصالحه الشخصية، مثلما يعرف ذلك الجميع في مدينة الحراش. من هي الفرق التي ترشحها التنافس على اللقب في الرابطة الأولى؟ من خلال متابعة الانتدابات والتحضيرات الخاصة بجميع الفرق، فإني أرى أن بطل الموسم المنقضي شباب قسنطينة لن يتخلى عن اللقب بسهولة، وسيحاول الدفاع عن الحفاظ عليه لثاني موسم على التوالي، مادام أن الهدف الرئيسي لإدارة النادي بالتنسيق مع المدرب عمراني، هو اكتساب الفريق العريق لتقاليد الألقاب والصعود إلى التتويجات، بدليل الحفاظ على الاستقرار على مستوى الخطوط الثلاث، إضافة لتدعيم الصفوف بلاعبين مميزين، كما لا يجب إغفال تمتع مولودية الجزائر واتحاد العاصمة بكامل الإمكانات للتنافس أيضا على نيل اللقب، ولا نستبعد وفاق سطيف، الذي وبالرغم من التغييرات الجذرية على مستوى التعداد، غير أنه يمتلك تقاليد التنافس على المراتب الأولى. ومن وجهة نظري المتواضعة، فأرى أن الفرق الأربعة التي ذكرتها هي المرشحة الرئيسية للتنافس على اللقب، وبدرجة أقل مولودية وهران، في حين أن البقية مثل شبيبة القبائل وشباب بلوزداد فإن طموحها سيقتصر على ضمان البقاء، بسبب «المشاكل» الحاصل منذ بداية التحضيرات الصيفية. وماذا عن الرابطة الثانية، من ترشح لخطف تأشيرات الصعود؟ في بطولة الرابطة المحترفة الثانية يختلف الأمر قليلا، ويعود السبب إلى التذبذب المسجل في مستويات بعض الأندية ،مثلما حصل في المواسم الأخيرة، لكن الفرق التي أراها قادرة على تحقيق الصعود، هي اتحاد عنابة وسريع غليزان ووداد تلمسان وأخيرا فريقي مولودية العلمة، ومن يريد اللعب على الصعود عليه التمتع بالنفس الطويل، لأن المهمة لن تكون سهلة، سواء في المباريات التي تجرى داخل الديار أو خارجها، وما أتمناه في النهاية، هو نجاحي في قيادة «البابية» نحو العودة إلى بطولة الرابطة الأولى.