"الشيشة" تصنع سهرات المراهقين في رمضان مكنت جولة قصيرة للنصر عبر بعض الأحياء الشعبية بوهران من اكتشاف ظاهرة جديدة إنتشرت بشكل كبير بين أوساط المراهقين خاصة و تتمثل في "قعدات الشيشة" في الهواء الطلق خلال السهرات الرمضانية بعدما كان الإعتقاد أن هذه "القعدات" لها أماكنها الخاصة و يمارسها الكبار من الجنسين . عادة يلتف الشباب في مجموعات من أجل قضاء سهرات رمضان أمام منازلهم و في أزقة أحيائهم سواء حول طاولة "الدومينو" أو موائد الشاي و الحلويات لغاية وقت السحور، و انتشرت بكثرة هذه الجلسات في الهواء الطلق لتزامن شهر الصيام هذا العام مع ارتفاع كبير لدرجة الحرارة .و لكن ما أثار استغرابنا و نحن نتجول ببعض أحياء وهران الشعبية هو إلتفاف هؤلاء المراهقين حول الشيشة ، حيث لم نجد جلسة واحدة خالية من هذه المرافقة التي انتشرت بسرعة الريح وسط المجتمع ،والتي كان يقبل عليها شباب وهران في بداية ظهورها في قاعات خاصة بها ، تحمل أسماء مثل قاعة "ساعة في بيروت" و غيرها أين تقدم الشيشة بمذاقات متنوعة و تجمع الذكور و الإناث على حد سواء ،و بعد رواجها أصبحت معروضة في قاعات الشاي لترافق العشاق و المراهقين في جلساتهم الحميمية ، وفي رمضان هذه السنة خرجت الشيشة للشارع و أصبحت مظهرا يتنافس عليه الشبان ، بل و مكن بيعها بعدة محلات بوهران أو جلبها من سوريا و دول المشرق كتركيا من دخولها إلى البيوت و ملازمتها السهرات التي تجمع الرجال و حتى الجلسات النسائية لدى بعض العائلات على أساس أنها ليست محرمة مثل السجائر حسب ما قاله لنا بعض المراهقين الذين إلتقيناهم . و هكذا تغيرت العديد من عادات و تقاليد الوهرانيين بسبب اختلاط الشباب بنظرائهم في دول المشرق التي يتعاملون معها تجاريا والتي بدأت مع تجار " الكابة" المعروفين بتنقلاتهم المستمرة لهذه المنطقة .