صنعت الإرادة الفولاذية، التي أظهرها لاعبو هلال شلغوم العيد، الفارق في «الديربي» الذي جمعهم بمولودية قسنطينة، رغم أن «الموك» كانت قادرة على تحقيق فوز عريض بالاستثمار، في التباين الصارخ في مستوى الفريقين من الناحية البدنية، لكن براعة الحارس عزيون، كانت كافية لإنقاذ أبناء «الشاطو» من هزيمة محققة، كما أن غياب النجاعة عن القاطرة الأمامية، للمولودية تسبب في هذه الهزيمة. وكانت تشكيلة «الموك»، قد دخلت مباشرة في صلب الموضوع، بالتوجه صوب الهجوم، سعيا للوصول إلى الشباك مبكرا، وذلك بالاعتماد على الثلاثي غطوط، صابوني وعمران، غير أن الحارس عزيون أحسن توظيف خبرته الطويلة ليشكل سدا منيعا في الدفاع عن مرماه، إلى درجة أن أغلب فترات الشوط الأول كانت عبارة عن تنافس بين هجوم الضيوف وحارس الهلال، الذي أنقذ مرماه من 6 أهداف محققة، بإهدار غطوط ثلاث فرص سانحة للتسجيل، بتواجده وجها لوجه مع عزيون، لكن براعة وحنكة هذا الأخير أنقذت الموقف، ليتكرر نفس المشهد في مناسبتين مع صابوني، بينما أهدر عمران فرصة ثمينة في الدقيقة 42. من الجهة المقابلة، فقد اكتفى لاعبو شلغوم العيد بالتموقع في الدفاع، جراء عدم قدرتهم على مسايرة الريتم، الذي فرضته الموك بسبب الافتقار للجاهزية البدنية، مع شن بعض المرتدات الهجومية من حين لآخر، لم تزعج كثيرا الحارس بن زايد، الذي كان طيلة الشوط الأول في راحة. «فيزيونومية» اللعب، تغيرت في المرحلة الثانية، وكأن لاعبي «الموك» تأثروا من الناحية البدنية، الأمر الذي أعطى المزيد من الثقة في النفس لعناصر الهلال، ولو أن المدرب يسعد، عمد إلى القيام ببعض التغييرات التكتيكية، والتي مكنته من التفوق على نظيره للمولودية مشهود، بدليل أن البديل بلة كان بمثابة «الجوكير» الذي صنع الفارق في هذا اللقاء، إذ أنه وبعد 3 دقائق فقط من دخوله تمكن من تسجيل هدف التفوق، في الدقيقة 78 بعدما استغل كرة مرتدة من محور دفاع «الموك»، ليصوب صاروخية من خارج منطقة العمليات، استقرت من خلالها الكرة في الركن الأيسر لمرمى بن زايد، مفجرا فرحة عارمة في أوساط أنصار «الشاطو»، مقابل التصعيد من موجة غضب مشجعي المولودية على لاعبيهم وكذا الطاقم الفني، وذلك بعد اعلان الحكم بن شهيدة عن نهاية اللقاء.