غيّرنا استراتيجية العمل والحوار مع الشركاء أساس منهجنا الجديد الأندية طرف فعال ومن واجبنا دعمها وإيجاد حلول لأزماتها كشف رئيس رابطة قسنطينة الجهوية لكرة القدم أحسن عرزور، عن شروعه في انتهاج استراتيجية جديدة في العمل، وذلك بفتح باب الحوار على مصراعيه، والاستماع إلى انشغالات مسيري النوادي، من خلال التنقل إلى كل الولايات والتقرب من الفرق بكامل تركيبتها، مع السعي لإيجاد حلول للأزمات التي تعاني منها جل الأندية. عرزور، وفي حوار خص به النصر، عشية افتتاح الموسم الكروي الجديد على مستوى الرابطة الجهوية، أكد على أن الرابطة عمدت إلى مراعاة الظروف الاستثنائية التي تعيشها بعض النوادي، لضمان مشاركتها في المنافسة، وبالتالي تجنيبها الشطب النهائي بقرار إداري، كما تحدث عن رياح التغيير التي ما فتئت تهب على طاقم الرابطة بصفة تدريجية، فضلا عن الإجراءات التنظيمية الخاصة بالموسم الجديد وأمور أخرى، نقف على تفاصليها في رحلة الأسئلة والأجوبة التي كانت على النحو التالي: في البداية، هل لنا أن نعرف الخلاصة، التي خرجتم بها من الجلسة التي جمعتكم برؤساء النوادي نهاية الأسبوع الفارط، عند ضبط الرزنامة ؟ ذلك الاجتماع كان مجرد إجراء روتيني، لأن الالتقاء بمسؤولي الفرق قبل انطلاق الموسم ضرورة حتمية، من أجل الوقوف على وضعية النوادي، التي تبقى الشريك الفعال للرابطة، لأنه لولا الأندية لما كان لأي رابطة نشاط على مدار الموسم، وبالتالي فإننا ركزنا على هذا الجانب في برنامج العمل، الذي سطرناه بمجرد تزكيتنا على رأس الرابطة الجهوية في جانفي الماضي، ولو أن حضور قرابة 40 رئيس فريق من أصل 48، جعلنا نقتنع بنجاعة هذه الإستراتيجية، والمغزى منها يكمن في الاستماع إلى انشغالات مسيري النوادي، ومحاولة إيجاد حلول ميدانية لها، وذلك بتبادل الآراء وفتح باب الحوار بمشاركة كل الأطراف، والفرصة كانت مواتية في وجود عضوين من المكتب الفيدرالي، وهما عمار بهلول ومسعود كوسة، وعليه فإن النقاش كان مفيدا، بعد النجاح في طرح الانشغال على ممثلين عن الهيئة التنفيذية للفاف. وما هي أهم الانشغالات التي تم طرحها من طرف رؤساء النوادي؟ الأكيد أن الملف الطبي، بصيغته الجديدة كان النقطة التي نالت حصة الأسد من مداخلات ممثلي الفرق، خاصة وأن بعض الأندية اصطدمت بإشكالية عدم القدرة على إخضاع اللاعبين لمعاينة أخصائي أمراض القلب، وإعداد تقرير مفصل عن مخططات نبضات القلب، في ظل عدم وجود أطباء أخصائيين في البلديات النائية، وقلتهم حتى في بعض الولايات، وقد تم تسجيل هذا الانشغال من طرف مسؤولي الفاف، لأن الصعوبة طرحت أكثر بعد تعميم هذا الإجراء حتى على الفئات الشبانية، رغم أنه جد مهم، ويحرص على الاطمئنان أكثر على الحالة الصحية لأي لاعب قبل دخوله أجواء المنافسة، بينما كانت باقي الانشغالات عادية، ومسّت الملفات الإدارية، الآجال المحددة للانخراط وتأهيل اللاعبين، فضلا عن التكاليف المالية والغرامات المعتمدة في الدليل العقابي. لكن الاجتماع عرف توزيع بدلات رياضية على جميع الفرق؟ هذه المبادرة تندرج في إطار السياسة الجديدة التي ارتأينا انتهاجها في تسيير الرابطة، وذلك بجعل النوادي شريكا فعالا في التسيير من جميع الجوانب، والتكفل باقتناء بدلات رياضية لفئة الأصاغر بالنسبة لكل فريق، لن يكون له تأثير كبير على الوضعية المالية للرابطة، مادامت كل النوادي تسدد حقوق الانخراط قبل انطلاق المنافسة، فضلا عن الغرامات المالية المفروضة عليها طيلة الموسم، لأننا كنا قد بادرنا خلال الصائفة الفارطة، إلى تكريم أبطال الرابطة، بالتنقل إلى بلدياتهم، وتنظيم حفل رمزي على شرف كل اللاعبين والطواقم، بغية منحهم الفرصة لإيصال انشغالاتهم إلى السلطات المحلية، وهي خطوة لقيت استحسانا كبيرا، لتكون مساعدة كل الفرق ببدلات رياضية للشبان، ثاني محطة من برنامج الدعم الاستثنائي الذي تقدمه الرابطة لشريكها الفعال المباشر، والمكتب الفيدرالي قرر تعميم هذه المبادرة على الصعيد الوطني، بإجبار كل الرابطات على تقديم بدلات رياضية لجميع النوادي قبل انطلاق الموسم. وماذا عن استعدادات الرابطة لإعطاء إشارة انطلاق الموسم الجديد ؟ لقد عمدنا إلى استغلال الأسبوع الأخير، من الآجال القانونية للانخراط من أجل برمجة الدور الجهوي الأول لتصفيات كأس الجمهورية، مع حصر المشاركة في الأندية التي سوت وضعيتها الإدارية تجاه الرابطة، على اعتبار أننا اتصلنا بالسلطات المحلية في كل الولايات، وكانت الاستجابة بالإجماع للتكفل بتغطية مصاريف الانخراط، الأمر الذي سهّل نسبيا من مهمة رؤساء النوادي في دخول مرحلة التحضير، بالانحصار في الجانب الإداري فقط، ولو أن جيل عزابة كان الفريق الوحيد الذي كان مهددا بالشطب، لكننا بادرنا إلى الاتصال ببعض المنتخبين المحليين، فتم إنقاذ «الجيجيا» من الشطب النهائي، لأن هدفنا يتمثل في تسهيل المأمورية للجميع، وضمان مشاركة كل النوادي، وعليه فإن الرابطة على أتم الاستعداد لرفع الستار عن البطولة يوم 5 أكتوبر القادم، بعد إجراء دورين من تصفيات الكأس. وهل انتهت الرابطة من عملية معاينة الملاعب، قبل أسبوع من انطلاق المنافسة؟ هناك لجان فرعية قامت بزيارات ميدانية، وقفت من خلالها على مدى جاهزية كل ملعب لاحتضان المباريات الرسمية، وبعض المرافق استوجبت برمجة زيارة ثانية، لكن إلى حد الآن مازلنا لم نعتمد سوى ملعبي عزابة والحروش، وذلك بسبب التحفظات التي تم تسجيلها، وهذه العملية تبقى واحدة من الخطوات التي نقوم بها، لأن التحضير لانطلاقة الموسم، يشمل أيضا عملا جبارا لإصدار الإجازات، فضلا عن إخضاع الحكام لاختبارات بدنية، وقد نظمنا تربصات لفائدة الحكام الجهويين بعين مليلة، وذلك بمشاركة 47 حكم ساحة و85 حكما مساعدا، وأسفرت الامتحانات البدنية عن نجاح 119 حكما في تحقيق الحد المطلوب، وهذا أمر جد مشجع. على ذكر الحكام، ماذا عن التغيير الذي حصل على مستوى رئاسة اللجنة الجهوية للتحكيم؟ هذا التغيير أملته بعض الظروف، وانسحاب جمال بن شنعة جعلنا نكلف عبد الحميد صغيري بالتحضير للموسم الجديد، كونه صاحب خبرة طويلة في هذه اللجنة، وقد تلقينا مؤخرا مراسلة تضمنت قرار تعيين الحكم الدولي السابق عبد السلام خليفي على رأس المديرية الجهوية للتحكيم، لكن هذا القرار تم تجميده بمراسلة ثانية من الفاف، مما يعني بأن الحسم في رئاسة هذه الهيئة، يبقى من صلاحيات الاتحادية، وكمسؤولين على الرابطة وضعنا الثقة في شخص صغيري لمزاولة المهام بصفة مؤقتة، ولو أن هذا الإجراء يجسد التغيير الذي نقوم به بصورة تدريجية مند انتخابنا على رأس الرابطة، لأننا كنا قد أدرجنا هذا الجانب في المشروع الذي سطرناه، والتقرب أكثر من النوادي أمر لا مفر منه، لضمان السير الحسن للمنافسة، كما أننا نزكي الحكام الجهويين لإدارة المباريات، مادمنا مطالبين بالسهر على التكوين، والاستعانة بالحكام الفيدراليين، تكون فقط في اللقاءات الهامة والحاسمة.