فلاحون يهدّدون بغلق مجرى واد العنب في عنابة هدّد فلاحو و سكان مناطق التريعات و ضواحي واد العنب و برحال في عنابة، بغلق القناة الرئيسية التي تصب المياه القذرة للمدينة الجديدة ذراع الريش في الوادي، بسبب انعدام مصادر بديلة لسقي بساتين الحمضيات و الأشجار المثمرة و كذا حقول الخضروات، بسبب اختلاط مياه الوادي بالمياه القذرة التي بدأت تتدفق مع إسكان العائلات بذراع الريش مؤخرا. و أكد فلاحون في تصريح للنصر، على أن الآبار التي كانوا يعتمدون عليها في السقي، هي أيضا اختلطت بالمياه القذرة، و أصبحت ملوثة غير صالحة للسقي، رغم بعدها عن الوادي بنحو 40 مترا، مطالبين بإيجاد حل سريع لحماية أشجارهم المثمرة، و عدم تضييع تحقيق مردود لا بأس به خاصة في الحمضيات، لتغطية التكاليف الباهظة. و أضاف ممثل عن الفلاحين، بأن المساحة المسقية بالمنطقة تتجاوز 200 هكتار و هي معرضة للضياع بسبب تلوث مياه الوادي الذي كانوا يعتمدون عليه في السقي، و أشاروا لدى اتصالهم بالمصالح المعنية، أمس، على غرار مؤسسة الأشغال الكبرى للري، بأنهم دقوا ناقوس الخطر و إذا لم تُطرح حلول عملية، سيقومون بالتصعيد و يغلقون مجرى الوادي بالأتربة لمنع تقدم المياه القذرة. و على إثر اكتشاف الكارثة البيئية، تنقلت لجان ميدانية مكونة من مصالح الري، الفلاحة و كذا البيئة إلى موقع مصب المياه القذرة بواد العنب، وقفت على حجم الأضرار و التلوث الكامل للوادي الذي تحول في ظرف وجيز من وادي صالح للسقي، إلى مجرى ملوث بالمياه القذرة. و استنادا لمصالح مديرية الفلاحة، فقد تم تقديم تقرير مفصل حول وضعية الوادي بعد المعاينة الميدانية للسلطات المحلية و الهيئات المختلفة، من أجل الإسراع في إنشاء مجمع لتصفية المياه القذرة ببلدية واد العنب، لوقف تدفق المياه القذرة مباشرة في مجرى الوادي. من جهتها الجمعية الوطنية لحماية البيئة و مكافحة التلوث، قدمت تقريرا حول المياه المستعملة للمدينة الجديدة ذراع الريش، حيث تضمن التقرير بأن قنوات صرف المياه القذرة تصب مباشرة في مجرى واد العنب، مما أدى إلى تلويث الينابيع التي يعتمد عليها الفلاحون في سقي أراضيهم الزراعية، و إلحاق الضرر بالثروة الحيوانية. و ذكر التقرير، أن شبكة الأودية المرتبطة ببعضها انطلاقا من واد العنب إلى غاية التريعات و شطايبي و المرسى ببلدية بن عزوز في ولاية سكيكدة، أصبحت عرضة للنفايات السائلة و الصلبة الناجمة عن المياه المستعملة القادمة من المدينة الجديدة ذراع الريش، في غياب محطة لتطهير المياه المستعملة التي لم تنجز، رغم أنها كانت مبرمجة قبل الشروع في عملية الإسكان بالقطب المندمج ذراع الريش. و رفعت الجمعية تقريرها حسب ما تلقته النصر، إلى رئيس الجمهورية، تطالب فيه بإيفاد لجنة تحقيق لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البيئة و الثروة المائية و المزارع الفلاحية المهددة بخطر النفايات السائلة و الصلبة القادمة من المدينة الجديدة ذراع الريش. و أوضحت الجمعية الوطنية لحماية البيئة، بأن وزارة الموارد المائية تنجز محطات تطهير لمعالجة المياه القذرة و المستعملة في المدن، للقضاء على حوالي 800 مليون متر مكعب من المياه المستعملة سنويا، لاستغلالها في التنمية الصناعية و الفلاحة.