دقت الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث ناقوس الخطر، ،حول التلوث الكبير الموجود والملاحظ بأودية الجزائر نتيجة الرمي العشوائي للنفايات الصلبة والسائلة، حيث أوضحت الجمعية أن استعمال مياه الأودية الملوثة لسقي الأراضي الفلاحية تتسبب في رداءة المنتوج الفلاحي نتيجة السقي المتواصل للأراضي الفلاحية بهذه المياه والتي تلحق الضرر بصحة الإنسان، لما تسببه من أمراض جد خطيرة قد تودي بحياته عند استهلاك هذه المنتوجات والسلع من الخضر والفواكه ناهيك عن الضرر الملحق بالنباتات الأخرى والحيوانات والبيئة والمحيط على حد السواء والتي تهدد سلامتهم حيث أثبتت التقارير الميدانية والأبحاث والدراسات العلمية التي قامت بها الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث أن %99 من شبكة الأودية في الجزائر ملوثة نتيجة الرمي العشوائي للنفايات الصلبة والمقدرة بأكثر من مليون طن سنويا، ناهيك عن النفايات السائلة التي تصب بها والمحصية ب 10 ملايين متر مكعب سنويا من الزيوت المستعملة حيث تمثل 3 ملايين متر مكعب سنويا زيوت الإسكرال التي تعتبر من أخطر الزيوت لاحتوائها على مواد كيميائية جد خطيرة، هذا وقد قدرت الجمعية أكثر من 700مليون متر مكعب مياه مستعملة سنويا منها 220 مليون متر مكعب مياه محملة بالمعادن الثقيلة الصناعة، هذه المياه المحملة بالنفايات السائلة و الصلبة تصب مباشرة في الأودية مما تؤثر سلبا على جميع النباتات و الحيوانات و خاصة على الانسان ،حيث يحدث هذا التلوث تغيير في الخصائص الحيوية للمياه مما يؤدي إلى انعدام أدنى شروط الحياة فيها، و ذلك ما عبر عنه العديد من الفلاحين المستائين من الوضعية المتدهورة لمياه الأودية و التي تسببت لهم في كم من الخسائر المادية كونها المصدر الوحيد في بعض الأماكن لسقي منتوجاتهم، وفي ذات السياق يؤدي تلوث مياه الاودية بالنفايات السائلة والصلبة خاصة منها بقايا المواد السامة المستعملة في بعض الصناعات الى نفوق كميات كبيرة من الاسماك التي تعيش في الوديان، ناهيك عن تقلص نسبة مياه الاودية في فصل الحر وبالتالي ترسب النفايات الصناعية في الأودية مما يزيد من نسبة الخطر على الصحة العمومية، وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية الوطنية لحماية البيئة و مكافحة التلوث تقوم بالعديد من النشاطات في إطار مكافحة التلوث و ذلك من خلال تنفيذ مشاريعها المتعلقة بحماية البيئة و مكافحة جميع مظاهر التلوث بالتعاون و التنسيق مع جميع الهيئات و المؤسسات من أجل تحقيق الهدف المنشود لإنقاذ مياه الأودية من كل النفايات التي ترمى بها و استغلالها للاستفادة منها في جميع المجالات الاقتصادية ، الاجتماعية ، و البيئية.