الأسد يرفض عرضا من اسبانيا لاستقباله مع عائلته كمخرج للأزمة أفادت صحيفة "آل باييس" الاسبانية الصادرة أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد رفض عرضا تقدم به رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو، والذي أرسله "سرا" في شهر جويلية الماضي عن طريق مستشاره ليقترح على الرئيس السوري خطة للخروج من الأزمة، وهو العرض الذي يتضمن تقديم ملجأ للأسد وعائلته في اسبانيا. ذات المصدر قال أن ثاباتيرو أرسل أحد مساعديه إلى دمشق ليقترح خطة انتقالية لحل سلمي للأزمة السورية، و أن المهمة كانت سرية للغاية لدرجة أن مستشار ثاباتيرو سافر وحده واستخدم جواز سفر عاديا بدلا من الدبلوماسي، ولم يدخل أيا من المباني الحكومية في دمشق بل اجتمع مع المسؤولين السوريين في منازلهم، وأشارت الصحيفة إلى أن ثاباتيرو حافظ على اتصالات هاتفية متواصلة مع الأسد منذ بدء الاضطرابات . وقد اشتمل الاقتراح الاسباني على ثلاث نقاط وهي الوقف الفوري لعمليات القمع، وعقد مؤتمر وطني في مدريد يحضره جميع أطراف النزاع، وكذا تحديد جدول زمني للانتقال وتشكيل حكومة جديدة تضم أعضاء من المعارضة، إلا أن الاقتراح قوبل حسبها "برفض سوري شديد"، حيث قال المبعوث الاسباني لدى عودته أنه يشعر بأن الأسد "لن يتنازل عن أي شيء"، مضيفا أن الأشخاص الذين حاورهم كانوا "بعيدين جدا عن الواقع"، على ما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه. من جهة أخرى جدّدت مصر على لسان وزير خارجيتها محمد كامل عمرو إعلان موقفها من ضرورة قيام النظام السوري "بوقف القتل وسفك الدماء"، وتطبيق ما وضعه بنفسه على الطاولة من إلغاء لقانون الطوارئ ووضع دستور جديد وإشراك كافة الأطراف بالحوار وإجراء انتخابات وفقاً لإطار وجدول زمني محدَّد، وأضاف عمرو أن بلاده تريد تجنّب تدويل المشكلة السورية، وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يتعين على مصر أن تتخذ قرارات محدَّدة لدعم الشعب السوري مثل سحب السفير، أشار الوزير إلى أن موقف مصر واضح تماماً بكونها أول دولة عربية أصدرت بياناً عن الشأن السوري.وفي الوضع الميداني المتأزم، ذكر نشطاء سوريون أن حصيلة القتلى الذين سقطوا في احتجاجات أول أمس الأحد على يد قوى الأمن السوري وصلوا إلى أكثر من 42 شخصا أغلبهم في مدينة اللاذقية، فيما نفت الحكومة السورية أمس الأنباء التي أفادت عن قصف حي الرمل الجنوبي في اللاذقية بواسطة زوارق حربية، حيث قالت وكالة "سانا" أن قوات حفظ النظام تعقبت مسلحين في حي الرمل الجنوبي بالمدينة والذين كانوا يستخدمون حسبها "أسلحة رشاشة وقنابل يدوية وعبوات ناسفة"، نافية قصف الحي المذكور من البحر، موضحا أن ما يجرى هو ملاحقة من قبل قوات حفظ النظام للمسلحين الذين يروّعون حسبها الأهالي ويعتدون على الأملاك العامة والخاصة .كما نقل مراسل وكالة "سانا"عن مدير صحة اللاذقية أن مشافي المحافظة استقبلت قتيلين و41 جريحا من قوات حفظ النظام إضافة إلى 4 قتلى مجهولي الهوية من المسلحين، ونقلت عن أهالي الحي أنهم وجّهوا نداءات واستغاثات للجهات المعنية لوضع حد للممارسات التي " يقوم بها هؤلاء المسلحون وتعطيلهم للحياة العامة في الحي المذكور".من جانب آخر، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس الاثنين مرسوما يقضي بتعيين محافظ جديد لحلب (شمال) دون أن تفصح الوكالة عن المزيد من التفاصيل، ويذكر أن الأسد كان قد أصدر عدة مراسيم في جويلية الماضي تقضي بتعيين محافظين جدد في مدن سورية عدة، حيث أصدر في 24 جويلية مرسوما يقضي بتعيين محافظ جديد لدير الزور بعد يومين من تظاهرة ضخمة شهدتها المدينة وشارك فيها أكثر من 550 ألف شخص بحسب ناشطين حقوقيين، وفي 10 من ذات الشهر أصدر الرئيس السوري مرسوما يقضي بتعيين محافظ جديد لحماة خلفا للمحافظ السابق الذي أقيل غداة تظاهرة شارك فيها أكثر من 500 ألف شخص دعوا إلى سقوط النظام.