ينتظر أن تغيب سوريا عن القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط المزمع عقدها في ال 21 من نوفمبر الجاري بمدينة برشلونة الإسبانية، وذلك بسبب عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل بسبب تعمد هذه الأخيرة أي محاولة لدفع العملية إلى الأمام. وأفادت صحيفة الوطن السورية القريبة من السلطة في دمشق نقلا عن مصادر سورية قولها إن إدارة الرئيس بشار الأسد ترفض حضور القمة من أجل الحضور في ظل انهيار مفاوضات السلام, حيث تعمد إسرائيل إلى إفشال كل الجهود الدولية الرامية لإنقاذ العملية السلمية. وأكدت الصحيفة الأخبار المتداولة حول قيام وزير الخارجية الإسباني السابق ميغال أنخيل موراتينوس بزيارة إلى دمشق لبحث هذا الملف مع المسؤولين السوريين، حيث ذكرت أنه ''من المحتمل أن ترسل اسبانيا موراتينوس إلى دمشق مبعوثاً لرئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو لبحث مسألة انعقاد القمة والإجابة عن استفسارات دمشق عن جدوى انعقادها''. وسبق للصحيفة الاسبانية ''أ بى سى'' أن ذكرت على موقعها الالكتروني أن رئيس الحكومة الأسبانية خوسيه لويس رودريغاز ثباتيرو يرغب في الاستفادة من تجربة وزيره السابق للخارجية موراتينوس في قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مبينة أن الوزير الذي ترك رئاسة الدبلوماسية الإسبانية الشهر الماضي لخليفته ترينيداد خيمينيث، سيشرع في جولة بالشرق الأوسط يوم الثلاثاء القادم بهدف مناقشة إمكانية عقد قمة ''من أجل المتوسط'' خلال نوفمبر الجاري، وهي التي تم تأجيلها عن موعدها الذي كان محددا في السابع من جوان الماضي. وقالت مصادر فرنسية للصحيفة السورية إنها لا ترى ''مؤشرات على إرجاء أو إلغاء القمة حتى الآن ''إلا أنها في الوقت ذاته لا تؤكد انعقاد القمة مائة في المائة حيث تزداد الشكوك في مصير هذه القمة مع اقتراب موعدها في ظل عدم وصول دعوات القمة إلى الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط. وبينت المصادر ذاتها أن باريس تحاول التقليل من أهمية الدعوات التي لم ترسل بعد إلى رؤساء الدول الأعضاء لحضور القمة، وتعتبر أن بطاقات الدعوة تبقى من ''الشكليات'' لأن أعضاء الاتحاد ليسوا بحاجة لدعوة رسمية إلى القمة التي أعلنت الحكومة الإسبانية عنها منذ أشهر. وأكدت هذه المصادر أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يرى ''فائدة'' في عقد القمة أياً كان الوضع في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وأنه في حال كانت المفاوضات على السكة يجب عقد القمة لمواكبتها، وفي حال توقف المفاوضات كما هي الحال اليوم فإن عقد القمة قد يساعد على تحريكها، إلا أن المصادر نفسها زعمت أن باريس لا تفضل عقد القمة بأي ثمن ''فلا حاجة لعقدها مثلاً من أجل أن تجتمع فيها باريس ومدريد فقط'' . وكانت مصادر إعلامية سورية قد كشفت أن دمشق حددت لفرنسا التي ترأس الاتحاد من أجل المتوسط حاليا مع مصر مجموعة من الشروط لحضورها قمة الاتحاد المقبلة في برشلونة نوفمبر الداخل، وفي مقدمتها إقصاء وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدرو ليبرمان من المشاركة في هذا الموعد. وقال المصدر ذاته ''إن سوريا صاغت أسئلة محددة بشأن القمة وعرضتها على الفرنسيين والأسبان بشكل خاص، وتنتظر أجوبة قبل قمة برشلونة، وتتمحور الأسئلة السورية حول نقاط عدة أبرزها رفض المشاركة في أية قمة يحضرها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدرو ليبرمان''. ويشار إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط تأسس قبل عامين، ويضم 43 دولة تتمثل في دول الاتحاد الأوروبي ال,27 إضافة إلى تركيا وإسرائيل والدول العربية المطلة على البحر المتوسط.