لمسنا تطورا إيجابيا في موقف الولاياتالمتحدة حيال القضية الصحراوية أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر عبد القادر الطالب عمر جاهزية ورغبة جبهة البوليساريو في الذهاب إلى جلسة المفاوضات المباشرة مع المغرب المقررة يومي 5 و6 ديسمبر المقبل بجنيف، والتي اعتبرها مكسبا هاما للقضية الصحراوية، وثمن الجهود التي يقوم بها المبعوث الشخصي الحالي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر، مرحبا بالجهود المتواصلة التي يقوم بها السيد كوهلر، بغية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، من خلال تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال. كما جدد تأكيد استعداد القيادة الصحراوية للتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة لأجل استكمال تصفية الاستعمار في القارة الإفريقية. من جهة أخرى أشار السفير الصحراوي في حوار خص به النصر إلى امتنانه للجزائر، سلطة وشعبا وطبقة سياسية على مواقفها المبدئية تجاه الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، فيما اعتبر بأن الجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية العربية الصحراوية، التي اختتمت أمس ببومرداس ‘'منبر هام لنصرة القضية الصحراوية.›› سعادة السفير ما مدى استعداد قيادة جبهة البوليساريو للذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع المملكة المغربية التي ستجرى في مدينة جنيف السويسرية يومي 5 و 6 ديسمبر المقبل؟. لقد عبرت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ( البوليساريو)، في العديد من المرات وفي كل المناسبات عن جاهزيتها التامة للدخول في مفاوضات مباشرة، مع المملكة المغربية تطبيقا لتوصيات اللائحة الأممية 24/14 ، التي تدعو إلى أن نذهب إلى مفاوضات بدون شروط مسبقة وبنية حسنة، من أجل إيجاد حل يمكن الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، ونحن إذ نؤكد إستعدادنا التام ورغبتنا في الجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل عادل وسلمي ودائم، لنزاع الصحراء الغربية بما يكفل حق شعبنا في تقرير مصيره، فإننا ندعو الأممالمتحدة ولا سيما أعضاء مجلس الأمن إلى الوفاء بمسؤولياتهم بما يتماشى مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة، لاستكمال تصفية الاستعمار في إفريقيا وتقرير مصير الشعب الصحراوي، ونؤكد استعداد القيادة الصحراوية للتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة لأجل إتمام هذه المهمة. جبهة البوليساريو في أتم الجاهزية للذهاب إلى مفاوضات جنيف المباشرة مع المغرب إن الجميع يعلم أن تعثر المفاوضات يعود إلى التراجعات و العراقيل التي يفتعلها النظام المغربي، لذلك فإننا نطالب اليوم، هيئة الأممالمتحدة بتحمل مسؤولياتها وحمل الطرف الأخر في القضية للجلوس على طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة. برأيكم لماذا يحاول المغرب الذي تسبب في عرقلة مسار التفاوض، منذ سنوات، إقحام الجزائر في النزاع الدائر في الصحراء الغربية؟ المعروف عن النظام المغربي أنه كلما ضاق عليه الخناق، إلا ولجأ إلى لغة التهديد و وافتعال العراقيل لأنه على يقين بأن أي خطوة يقوم بها في مسار العملية السلمية، إلا وجاءت لغير صالحه و لهذا عمل منذ آخر جولة من المفاوضات بين الطرفين في 2008، على عرقلة هذا التوجه والسعي في المقابل لاختلاق بعض المواقف ليتخذها مبررا للتملص من نتائج هذه المفاوضات، وإطالة عمر الأزمة، باعتبار أن المقصود في نهاية المطاف هو البحث عن سبل إيجاد حل سياسي يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي، و النظام المغربي يعرف أن تقرير المصير لا يكون إلا عن طريق الاستفتاء، وهو على قناعة راسخة بأن الاستفتاء نتائجه معروفة، لذلك فلا غرابة أن يستمر الطرف المغربي في العرقلة ومحاولة إدخال الجزائر كطرف في النزاع لتمييع الأمور، ونحن نرفض رفضا قاطعا محاولات المغرب إقحام الجزائر في النزاع الدائر في الصحراء الغربية بهدف تحويله إلى نزاع جهوي. كيف تقيمون المساعي التي يقوم بها المبعوث الشخصي الحالي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر في سبيل الدفع بمسار تسوية النزاع، وما مدى صحة ما يتردد بأن كوهلر جعل القضية الصحراوية تحتل صدارة الاهتمام على المستوى الدولي، خلال الفترة الأخيرة؟ المبعوث الشخصي الحالي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر يظهر أنه، بالفعل متميز عن سابقيه حيث أنه لديه أسلوبه الخاص فقد وسّع الاتصال و التشاور مع العديد من الأطراف مثل الاتحاد الإفريقي و الاتحاد الأوروبي و المبعوثين الشخصيين السابقين. لقد حاول كوهلر أن يجد لنفسه منهجية عمل يختلف بها عن سابقيه، وهو ما أعاد القضية الصحراوية إلى صدارة الاهتمام الدولي، وهو ما أزعج النظام المغربي، وبدا الانزعاج المغربي واضحا أكثر عندما، دعا مؤخرا إلى عقد اجتماع بمجلس الأمن الدولي من أجل تقديم عرض حال عن أهم التطورات المرتبطة بالقضية الصحراوية. ومعلوم أن الرئيس الألماني الأسبق كوهلر، شخصية سياسية وتقلد العديد من المناصب في مؤسسات أوروبية مختلفة، و نتمنى أن يمكّن أسلوبه و طريقة عمله في التوصل إلى الخلاصات اللازمة للسير بالجهود نحو التعجيل بمسار الاستفتاء الذي نعتبره السبيل الوحيد لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. على الصعيد القاري، هل ثمة إمكانية للاتحاد الإفريقي لإجبار المغرب على تطبيق ميثاق الاتحاد، وأن يتّخذ موقفا جادا لحمله على التجسيد الفعلي لمضمون الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وخاصة البنود التي تنصّ على احترام الحدود الموروثة بعد الاستقلال، وتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي ووحدة أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد وحل النزاعات بالطرق السلمية؟. لقد وضع القادة الأفارقة خلال قمتهم التي انعقدت خلال الصائفة الأخيرة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، آلية لمتابعة تطورات ملف القضية الصحراوية لدى الأممالمتحدة وأكدوا أن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي هي المرجعية الوحيدة لهذه الآلية الإفريقية، وتتعلق هذه الآلية بالسعي لترجمة القرارات الصادرة عن المنظمة القارية إلى الواقع، للتعجيل بإيجاد حل للنزاع القائم و تقديم تقارير إلى الرؤساء و نحن نأمل أن تشكل هذه الآلية دفعا مع الأممالمتحدة للتعجيل لإيجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده . كيف تواجهون الدعاية والمغالطات المغربية في الوطن العربي، وما هو برأيكم العمل الذي يجب أن تقوم به جبهة البوليساريو لتنوير الرأي العام العربي من خلال إبراز حقيقة معاناة الشعب العربي الصحراوي في ظل الاحتلال؟. النظام المغربي يقوم بحملة تضليل واسعة في المنطقة العربية خاصة في الخليج العربي ، بأن القضية الصحراوية، قضية انفصال ويحاول تخويف الدول العربية التي تعاني مشاكل داخلية بأن أي دعم للصحراويين فهو تشجيع لانفصاليين، و نحن نحرص على التأكيد في مختلف المحافل العربية المتاحة بأن قضيتنا لا علاقة لها بالانفصال و أن الصحراء الغربية لم تكن أبدا جزءا من المغرب ونحرص أيضا على تقديم كل الدلائل التاريخية، الموجودة سيما التأكيد على أن القضية الصحراوية ، مسجلة كقضية تصفية استعمار. وندعو أشقاءنا العرب وخاصة الخليجيين إلى الوقوف مع القضية الصحراوية مثل ما وقفوا مع الكويت أثناء غزوه من طرف العراق لأن الوضع لا يختلف و أتمنى من هذه البلدان أن تصحح موقفها، ومن هذا المنبر نثمن موقف الكويت في مجلس الأمن الذي كان موقفا جيدا حيث تبنت الموقف الأممي الداعي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي و نتمنى أن تبقى الكويت على هذا الموقف . نسعى إلى إقناع أشقائنا العرب في الخليج بأننا لسنا انفصاليين وقضيتنا تتعلق بتصفية الاستعمار
التقيتم خلال الأشهر الأخيرة بعدد من رؤساء الأحزاب وبأعضاء قياديين في تشكيلات سياسية فاعلة بالجزائر، ما هو الانطباع الذي خرجتم به من هذه اللقاءات؟ التقيت فعلا بقادة وبأعضاء قياديين على مستوى الطبقة السياسية الفاعلة في الجزائر، من منطلق حرصنا على تقوية علاقاتنا مع أشقائنا الجزائريين الذين ما فتئوا يؤكدون دعمهم الدائم واللامشروط للقضية الصحراوية، ونحن نهتم كثيرا على تقوية الروابط بين الطبقة السياسية الجزائرية والسلطات الصحراوية لأننا، مؤمنون بأن الجزائر تتمتع بالريادة في المنطقة و في إفريقيا و العالمين العربي و الإسلامي نظرا لتاريخها التحرري و النضالي و مساعدتها لكفاح الشعوب و نشكر أشقاءنا الجزائريين على مواقفهم الثابتة الداعمة للقضية الصحراوية. ونثمن عاليا الحضور القوي لمسؤولي و ممثلي العديد من الأحزاب الجزائرية فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات الدولة الصحراوية و جبهة البوليزاريو التي انعقد في شهر أوت الماضي بجامعة بومرداس، وتأكيدهم لموقفهم الداعم للقضية و هذا يعزز التلاحم فيما بيننا. كما ننتهز هذه الفرصة للإشادة والامتنان للجزائر سلطة وطبقة سياسية وشعبا على مواقفها المبدئية تجاه الشعب الصحراوي وقضيته العادلة. دوليا هل لمستم تغييرا في مواقف بعض القوى العظمى حيال القضية الصحراوية، وكيف تنظرون لدور الولاياتالمتحدةالأمريكية في تسوية النزاع، في ظل الإدارة الجديدة التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ نتمنى أن يكون التغيير الذي حدث في إسبانيا على مستوى الحزب الحاكم الجديد، فرصة لمعالجة و تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته الحكومة الإسبانية التي تعتبر المسؤولة سياسيا و أخلاقيا عن معاناة الشعب الصحراوي بعد اتفاقية مدريد و أن تكون الحكومة الاسبانية في مستوى موقف شعبها الذي عبر عن تضامنه مع الشعب الصحراوي و أن لا تبقى دائما خاضعة للابتزاز المغربي، سيما فيما يتعلق بقضايا الهجرة. أما الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد حدث تطور إيجابي في موقفها حيال القضية الصحراوية، يختلف عن الموقف الفرنسي المنحاز بشكل فاضح للنظام المغربي. فخلال الاجتماع الأخير لمجلس الأمن فقد عبر ممثلو الولاياتالمتحدة عن عدم رضاهم عن إضاعة الوقت و هدر الإمكانيات و الوسائل و ترك لجنة المينورسو تعمل بدون غايات سياسية في المنطقة، ودعوا إلى تحديد مهمة المينورسو بستة أشهر، وهذا الموقف نعتبره جيدا و نتوسم فيه الخير إن شاء الله.