منحرفون يخرّبون 39 مركبة بحي قيطوني عبد المالك بوسط قسنطينة حطم أمس، شباب منحرفون 39 مركبة كانت مركونة بحي قيطوني عبد المالك «رود بيانفي» بوسط مدينة قسنطينة، وهو ما أدى إلى احتجاج سكان المنطقة وغلق الطريق لساعات بسبب ما وصفوه بالتقصير وتأخر تدخل الشرطة، فيما أكد نائب مدير الأمن الولائي، أنه سيتم توقيف المجرمين، و بأنه سيتم فتح تحقيق مع الفرقة المناوبة ومعاقبتهم في حال تسجيل أي تخاذل في العمل. وتنقلت النصر إلى موقع الاعتداء، في الساعة التاسعة صباحا، حيث وجدنا سكان الحي في حالة غضب شديد، وقاموا بغلق الطريق بالمركبات المحطمة، كما شاهدنا العشرات من السيارات، التي خُرّبت على طول الطريق أين كانت آثار الكسر بادية للعيان، من خلال الزجاج الذي كان منتشرا في كل أرجاء المنطقة. وأوضح لنا شهود عيان من سكان "رود بيانفي"، أن الحادثة وقعت في الساعة الواحدة والربع قبل الفجر، حيث وصلت إلى الحي السيارات التي تحمل المنحرفين بعد أن قاموا بإخفاء لوحات ترقيمها، فيما قدم آخرون وهم ملثمون وحاملون للأسلحة البيضاء ومصحوبين بالكلاب الشرسة، إذ كانوا ينوون حرق إحدى المركبات لكنهم تراجعوا عن الفعل وبدأوا في تحطيم السيارات الواحدة تلوى الأخرى. وأضاف محدثونا، الذين شاهدوا الحادثة من نوافذ منازلهم، بأن عدد المعتدين يتجاوز 20 فردا كما أكدوا بأنهم تعرفوا على البعض منهم، وهم شباب منحرفون يقطنون، حسب تأكديهم، بحي الحطابية، كما ذكروا بأن أصواتهم كانت عالية ويتلفظون بكلمات نابية في حق المواطنين، قبل أن يتوجهوا إلى محل حيث اقتحموه وجردوا صاحبه من الأموال وبعض التجهيزات، فضلا عن مواد غذائية، كما وجهوا له ضربة على مستوى الرأس، سقط على إثرها مغشيا عيه ونقل إلى المستشفى، فيما أكد لنا شابان بأنهما كادا أن يقتلا بعد أن حاولا التدخل، إذ قام المعتدون بمطاردتهم بالسيوف والكلاب. وأكد جل من تحدثنا إليهم، بأنهم وفور وصول المجرمين إلى الحي أبلغوا مصالح الأمن بالحادثة، لكنهم برروا عدم تدخلهم الفوري في تلك الأثناء، بعدم وجود الدعم، حيث ذكر السكان أن المعتدين ظلوا يصولون ويجولون في المكان طيلة ساعة من الزمن، كما غادر عدد معتبر منهم راجلين باتجاه حي سميحة ومن ثم إلى بوذراع صالح، وفق ما أكده لنا أيضا سائق سيارة التقى بهم في الطريق، فيما أشار البعض إلى أن المنحرفين كانوا يبحثون عن حارس الحظيرة الذي منعهم قبل أسابيع من الاعتداء على المركبات، لكنهم لم يجدوه كونه قد توقف عن العمل منذ شهر ليقوموا بالانتقام من سكان الحي جميعا. واستمر غلق الطريق من طرف المواطنين الغاضبين إلى غاية منتصف النهار، حيث باءت بالفشل المحاولات الأولى لضباط الشرطة في تهدئتهم، إذ طالبوا بحضور وكيل الجمهورية للتحقيق في الحادثة، وقالوا بأن الإعتداءات واقتحام العصابات للحي الذي يقع بقلب المدينة ليس الأول من نوعه، قبل أن يتنقل نائب مدير الأمن الولائي ورئيس مصلحة الأمن العمومي، فضلا عن المسؤول الأول عن الاستعلامات، و الذين قدموا تطمينات للمواطنين وتعهدوا بتوقيف جميع المنحرفين في أقرب الآجال من خلال استعمال الوسائل المادية والتقنية اللازمة لفك خيوط الجريمة. و قد طالب أصحاب المركبات المتضررون من نائب رئيس الأمن الولائي، بالتحقيق المعمق في الحادثة وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم، كون غالبيتهم لم يؤمن مركباته من كل الأخطار، فيما أكد نائب رئيس الأمن للمحتجين بضرورة تقديم شكاوى رسمية، كون الشرطة العلمية قد أنهت عملها بشكل متقن، كما كشف للمواطنين عن فتح تحقيق مع عناصر الفرقة المناوبة وفي حال ثبوت تقصيرهم في أداء مهامهم "فسيتم معاقبتهم"، مشيرا في حديثه مع السكان، الذي حضرته النصر، إلى أن المدير الولائي للأمن يتابع القضية شخصيا كما أن القيادة في العاصمة على اطلاع بالأمر و سيتم توقيف المنحرفين وتقديمهم أمام العدالة.