60 شرطيا من وحدة قمع الإجرام والبحث والتحري في عمليات محاربة الجريمة حاولنا من خلال هذا التحقيق الميداني الذي أجريناه ورافقنا فيه مصالح أمن ولاية تيارت الخميس الماضي مدة 24 ساعة كاملة رفقة عدة مصالح من الأمن العمومي ومصالح الشرطة القضائية بما فيها وحدة قمع الإجرام وفرقة التحري والبحث وبعد إتمام الإجراءات وبما فيها وضع خطة مع المدير الولائي للأمن العميد الأول بروي إلياس وضباط الشرطة تحركت القوات وكانت البداية في حدود الساعة الثانية بعد الزوال تقربنا من مصلحة الأمن العمومي لمعرفة كيفية عمل أفرادها تحت درجة حرارة تجاوزت 41 درجة وقد رافقنا في المهمة المدير الولائي للأمن العمومي محافظ الشرطة قوار سمير رفقة ضباط من الشرطة والبداية كانت بالمخرج الغربي لمدينة تيارت حيث التقينا أفراد الشرطة في مهمة حاجز أمني منهمكين في عملهم وأطلعنا ضابط شرطة على سير مهمة أفراد الأمن بالحاجز الأمني وفي لحظة لفت انتباهي جهاز يحمله أحد أفراد الشرطة فاستفسرت الأمر وقيل لي أن هذا الجهاز يعرف ب"الفنك" وهو جهاز متطور يستخدم في مراقبة المركبات ويمكن له أن يكشف عن أية متفجرات او مواد تستخدم لهذا الغرض أو أسلحة محظورة وأضاف أن عمل أفراد الشرطة بالحاجز الأمني ليس بالأمر السهل كما يتصوره البعض ذلك لأنهم مطالبين أكثر بالتركيز على السيارات مباشرة بعد أن تمر بالحاجز الأمني ذلك أن هذا الطريق يعتبر الوحيد نحو مدينة تيارت من الجهة الغربية ويربط عدة ولايات كغليزان ووهران والمعروف بالطريق الوطني رقم 23 . ***الخبرة للتعرف على المشتبه بهم وأضاف ضابط الشرطة أن المهمة محفوفة بالمخاطر غير أن الواجب الوطني يبقى فوق كل اعتبار مشيرا أن الخبرة التي اكتسبها أفراد الشرطة تمكنهم من التعرف وبدقة على صاحب المركبة الذي ينقل الممنوعات من الكيف المعالج أو الأقراص المهلوسة أو أشياء أخرى يحظرها القانون وهذا من خلال التعرف على ملامحه من شدة الخوف والارتباك فهنا تدخل تجربة الشرطي مما يأمره بتفتيش السيارة وغالبا ما يكون الصيد ثمينا فيما يتم قبل الشروع في وضع الحاجز الأمني التأكد من سلامة و أمن المكان حيث يقوم أفراد الشرطة بعملية تفتيش وقبل الانتهاء من فترة المداومة يقوم أفراد الشرطة بتمشيط الجهة المقابلة للحاجز الأمني وهي عبارة عن الغابة التابعة لحديقة التسلية في إطار محاربة الجريمة وبكل أنواعها والقضاء على أشكالها وهذا ربما ما يبرز الجهود المبذولة من قبل عناصر الأمن ليس فقط الاكتفاء بمراقبة السيارات لكن حتى الأشخاص وإن يكون العمل الشاق خاصة في فصل الشتاء أو الصيف وقد اعتبر ضابط الشرطة الذي كان مرافقنا أن المهمة نبيلة وأمن المواطن والحفاظ على الممتلكات هي من أهداف أفراد الشرطة العاملين في الميدان طيلة 24 ساعة كاملة وقد أشار في سياق الحديث أن مصالح الشرطة المختصين في الحواجز الأمنية توكل أيضا لهم مهمة البحث عن الأشخاص الفارين أو المبحوث عنهم من قبل العدالة. ****الرادار يكشف عن 5 مخالفين خلال 5دقائق وبعدها غادرنا المكان وتركنا أفراد الشرطة منهمكين في عملهم وتوجهنا رفقة رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية وضباط الشرطة نحو وسط المدينة بالضبط إلى الطريق المؤدي إلى بلدية بوشقيف حيث يترصد أفراد الشرطة التابعين للمصلحة العمومية المخالفين للسرعة داخل المدينة ومن المفروض ألا تجاوز ال50 كلم في الساعة باستعمال جهاز الرادار ففي أقل من 5 دقائق أوقف أفراد الشرطة 5 سائقين تجاوزوا السرعة المحددة لتصل إلى 60 كلم في الساعة وهذا مخالف للقانون المعمول به وما فاجأني أن أحد السائقين لم يتقبل عملية سحب رخصة السياقة غير أن أحد أفراد الشرطة اتصل بزميله الذي يشرف على الرادار عن طريق جهاز الراديو وطلب منه أن يعطي له تفاصيل حول سرعة السائق فأكد له أنها وصلت إلى 59 كلم في الساعة مما دفع بالسائق إلى التراجع عن أقواله والاكتفاء فقط بخطئه ليؤكد له ضابط الشرطة أن كل المعلومات مدونة على جهاز الرادار ومن جهة أخرى فإن مصلحة الأمن العمومي تقوم باختيار النقاط السوداء عبر أرجاء المدينة وتضع 5 أجهزة من الرادار العالية الدقة عبر هذه النقاط السوداء وفي أوقات محددة لردع المخالفين ونجاعته تكون 100% ***احترافية في التعامل مع الموقوفين رغم النرفزة وهذا ما أكده لنا ضباط الشرطة المرافقين لنا في المهمة ونشير أن مهمة أفراد مصلحة الأمن العمومي صعبة و ذلك لعدة اعتبارات خاصة في التعامل مع السائقين المخالفين للقوانين أو حتى مطالبة أصحاب المركبات بإظهار الوثائق يتطلب احترافية كبيرة وهذا ما لمسناه من خلال التقرب من أحد أفراد الشرطة الذي أوقف أحد السائقين المخالف للسرعة و التمسنا احترافية في التعامل بل أن عون الشرطة أسدى نصائح للسائق بالرغم من النرفزة التي أبداها هذا الأخير وعن استفسارنا عن طريقة العمل هذه أكد لنا أن التكوين الذي يتلقاه أفراد الشرطة يكون أساسا حول حسن التعامل مع المواطنين وفي هدوء تام وإبعاد الخشونة أو النرفزة قد تتطور إلى أمور أخرى يتجنبها الشرطي وفي أي حال من الأحوال. ****العمل تحت حرارة تجاوزت 40 درجة بعدها غادرنا نحو حاجز أمني آخر بالقرب من السوق الأسبوعي بطريق عين قاسمة وجدنا أفراد الشرطة أيضا منهمكين في عملهم وكانت درجة الحرارة قد تجاوزت ال40° على الساعة 5 مساءا. وقد كانت حركة المرور في ازدحام شديد غير أن المراقبة كانت مشددة على الشاحنات ذات الوزن الثقيل. *** 5 مداهمات في الأسبوع بالأحياء الساخنة في حدود الساعة الخامسة والنصف توجهنا إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية بوسط مدينة تيارت ولم أكن أعلم أن هناك عملية للشرطة مهمتها مداهمة أوكار الجريمة بالأحياء الساخنة والتي يتباهى المجرمون ومعتادو الإجرام بأن الشرطة لا يمكنها الدخول إلى هذه المناطق .وبعد أقل من دقائق التقينا بنائب رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية طلب مني التريث قليلا في انتظار استكمال الاجتماع الخاص بالشرطة القضائية ليس فقط حول المهمة الرسمية وإنما المناوبة الليلية وبالفعل وبعد ربع ساعة من الزمن التقينا بمحافظ الشرطة بن سفير هواري جواد رئيس الأمن الحضري الثاني الذي تحدث عن المهمة التي انطلقت في حدود الساعة السادسة مساءا حيث شرح وبالتفصيل المهمة التي شارك فيها أفراد شرطة المحافظة الأولى والثانية السادسة وفرقة مختصة من الشرطة القضائية في قمع الإجرام وفرقة من البحث والتحري حيث أكد محافظ الشرطة بن سفير هواري جواد الذي رافقناه في هذه المهمة أن مصالح الأمن تبرمج 5 مرات في الأسبوع عمليات المداهمة للأحياء التي تكثر بها الجريمة من الاعتداءات والسرقة وترويج المخدرات أو حتى توقيف أشخاص هم محل بحث من قبل مصالح الأمن المختصة حيث أنه تحدد مسبقا النقاط السوداء دون أن ينسى في سياق كلامه أن الشرطة تقوم بنصب نقاط ثابتة بأرجاء المدينة لمراقبة السيارات وبما أن يوم الخميس أول أيام العطل الأسبوعية يمكن توقع الكثير من الشجارات والسرقات أضف إلى هذا قضايا تتعلق بتعاطي الخمر والمخدرات قد تؤدي إلى عواقب وخيمة . وكانت الانطلاقة على متن ستة سيارات مصفحة والوجهة الأولى كانت بالقرب من إحدى الحانات المعروفة بال"شوفال" حيث شرع أفراد الشرطة القضائية وفرقة البحث والتحري في فحص هويات الأشخاص وكذا وثائق السيارات وتفتيشها بدقة متناهية وما لفت انتباهي أن الأوامر التي يصدرها محافظ الشرطة كانت في هدوء تام وتطبق حرفيا دون اللجوء إلى استعمال القوة إلا في حالات تستدعي ذلك حتى طريقة تفتيش الأشخاص كانت بلباقة. ****مباغثة 30منحرفا بحي العابدية في جلسة خمر وجهتنا الثانية كانت في حدود الساعة السابعة والنصف وبالتحديد بحي العابدية بأعالي مدينة تيارت الذي يعتبر من الأحياء التي يكثر فيها الإجرام وعند وصولنا على مسافة أمتار من مؤسسة ابتدائية أكد محافظ الشرطة أنه يتواجد مكان قريب من المدرسة يطل على الغابة مباشرة يجتمع فيه أكثر من 30 منحرفا يتناولون الخمر ثم يتسللون إلى وسط المدينة في جنح الظلام للاعتداء على المواطنين ليتم توقيفهم بعد عملية مباغة لم يشعروا بها وهي الآن منطقة مؤمنة فالهاجس الأكبر لدى مصالح الشرطة هو الحفاظ على أرواح التلاميذ وفي حدود الساعة الثامنة ليلا واصلنا مهمتنا مع فرق الشرطة الراجلة حيث قصدنا منطقة "الصفاح" وهي كذلك ملجأ للمنحرفين وروى لنا محافظ الشرطة حادثة مقتل شاب على يد زميله بعد أن أفرطا في تناول الخمر غير أن الشرطة القضائية تمكنت من توقيفه في ظرف ساعة من الزمن وهذا يعتبر رقم قياسيا مقارنة بالجرائم الأكثر تعقيدا ولفت انتباهي عندما تحدث مرافقنا عن تقنيات يستعملها المنحرفون بعد أن يترصدوا تحركات الشرطة في مثل هذه المهمة فيتبادلون الاتصالات عن طريق الهاتف النقال للإبلاغ عن تواجد الشرطة في أي مكان وهذا ما يقوم به مروجو المخدرات غير أن الشرطة وأفرادها المختصين في الجريمة متفطنين لذلك. *** تفتيش 10 أشخاص ب"فيلاج ليسبانيول" ثم كانت وجهتنا لأحد الأحياء الساخنة بمدينة تيارت والمعروف "فيلاج ليسبانيول" وهو أعرق الأحياء وأقدمها غير أن حاله تبدل الآن وعششت به الجريمة وتمت عملية المداهمة ومراقبة وثائق الهوية لأكثر من عشرة أشخاص في ظرف ربع ساعة وبعدها توجهنا إلى حي آخر به طريق مشهور بالانحراف ويعرف لدى العامة من سكان مدينة تيارت ب"طلعة صادق" حيث أوقفت الشرطة خمسة مشبوهين حولوا إلى مركز الشرطة الثاني للتحقق من شهادة السوابق العدلية الخاصة بهم دون أن يشعروا بذلك فبعد ملأ استمارة تخص كل المعلومات حول هويتهم تسلم مباشرة إلى مصلحة أخرى وفي دقائق يتم تبادل المعلومات. وغادرنا المكان باتجاه المصلحة الولائية للشرطة القضائية لتبدأ المناوبة الليلية. *** 24 ساعة مناوبة للسهر على الأمن في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا بعد أن تناولت وجبة العشاء بالأمن الولائي كانت لنا بعض الدردشة مع أفراد الشرطة حول عملهم الليلي فقد أكد أحدهم أن المناوبة الليلية تستدعي اليقظة وكيفية التعامل مع التدخلات أحيانا تكون صعبة وما أدهشني أن أفراد الشرطة يضمنون المناوبة مدة 24 ساعة كاملة وبدون انقطاع وقد تتجاوز التدخلات العشرين في ظرف ساعات فقط وبدون توقف وأول مهمة ليلية كانت باتجاه وسط المدينة حيث تلقى أفراد الشرطة مكالمة عن شجار بين شباب بالحي المعروف "بالبراريك" فسألت عن المسافة بين الحي والمركز الولائي للشرطة القضائية فقيل لي أكثر من 02 كلم غير أننا وصلنا إلى المكان المذكور في أقل من 3 دقائق وهذا ما يبرز احترافية السائقين للسيارات المصفحة لتجنب وقوع جريمة قتل أو أن تتطور الأمور وتتعقد وبعد وصول الفرقة الجنائية تم حل المشكل بعد أن أكد شباب من الحي أن الأمر يتعلق فقط بمخمور حاول إثارة الفوضى داخل حفل زفاف لكن ضابط الشرطة حاول التأكد من الأمر قصد الإطمئنان على سلامة الأشخاص وغادرنا المكان. ****رعية صينية تودع شكوى ضد سائقها في حدود الساعة الحادية عشر ليلا تقدم رعية صينية إلى مديرية الأمن الولائية للشرطة القضائية قصد إيداع شكوى ضد سائق المؤسسة التي تعمل بها كمترجم بتيسمسيلت فهي كانت ترافق حرم مدير المؤسسة متواجدة بالمستشفى تخضع للعلاج غير أن السائق سرق من حقيبتها مبلغ 10ألاف دج وكانت الممرضة المناوبة من شاهدته وهو يقترف هذا الجرم أبلغت صاحبة الشأن وحين إيداعها الشكوى تم توقيف المتهم الذي اعترف مباشرة أمام أفراد الشرطة بالسرقة وحرر محضرا رسميا وبعد نصف ساعة حول المتهم إلى مناوبة مستشفى تيارت لإخضاعه للفحوصات الطبية وهذا إجراء قانوني قبل تحويله إلى سجن مديرية الأمن الولائي في انتظار تقديمه أمام وكيل الجمهورية بداية الأسبوع وقد رافقنا ضباط الشرطة في هذه المهمة وبالفعل سلمت له شهادة طبية تبين سلامته الجسدية وما لاحظته أيضا أن أحد أفراد الشرطة عندما شاهده في حالة ندم استفسر منه إن كان مدخنا فكان رده بالإيجاب فسلمه علبة سجائر وطمأنه على حاله ثم غادرنا نحو مديرية الأمن الولائي و سلم لأفراد الشرطة المناوبين لوضعه تحت النظر. قضينا ليلة كاملة مع أفراد الشرطة وهم مشكورون على مساعدتهم لنا في إنجاز هذا التحقيق الميداني الذي أرهقنا كثيرا نتيجة الخرجات الميدانية المتتالية وبدون انقطاع عبر عدة أحياء حتى8 صباحا.