قصيدة "البوغي" في قعدة حكواتية أحتضن ليلة أول أمس مقهى "الحوزي" بالمحطة الغربية للمسافرين بقسنطينة – قعدة – فنية حضر فيها الحكواتي للنبش في الذاكرة الجماعية للقسنطينيين من خلال وضع قصيدة "البوغي" التي يغنيها عميد المالوف القسنطيني الحاج محمد الطاهر فرقاني كنص فني، لكشف المضمون الذي أبدع في تصويره الحكواتي السيد عمارة القميم ب"غرونوبل" فرنسا. القعدة كانت عائلية بامتياز.. الفضاء دبجته إيقاعات موسيقية من أنامل وصوت الشاب الموهوب عزيزي محمد الذي رافق بترنيمات العود القص التاريخي لقصيدة "البوغي" التي يجهل الكثير من الناس مضمونها بحيث لا تتعدى معرفتهم بها سوى أنها أغنية من ألبوم أغاني المالوف، في حين أن "البوغي" قد وضعت طابعا حميميا بين العائلات القسنطينية وهو ما تبرزه القصة من خلال الربط والتوظيف للسياقات التاريخية التي جرت فيها أطوار هذه الحادثة التي وقعت في فترة الوجود العثماني بقسنطينة، ما يشير إلى التنافس الكبير بين أعيان المدينة آنذاك للظفر بالتفاتة من الأتراك، ووقع الشاب القادم من عنابة الذي جاء يبحث عن شغل، في غرام إحدى البنات القسنطينيات من العائلات العريقة فيجهر بنيته الزواج منها، ولكن أهلها رفضوا ذلك. وتقول الحكاية أنهم قتلوه في حفل ختان حضره كمغني أستغل الفرصة ليبث شكاته إلى أصل الدارفيدفع حياته ثمن هذا الحب العذري.. ورغم ما يحيط الحكاية من تفاصيل أخرى إلا أن الحكواتي في سرده، أصر على أن المضمون لا يخلو من الإستطرادات التي تصنع صور أخرى عن هذه المأساة. القعدة الرمضانية في مقهى الحوزي جعلت العائلات القسنطينية تتنفس في أجواء تبعث الأمل في الإرتقاء بمستوى الفن سواء من خلال نشره كوسيلة تهذيب وتربية أو كفن للتذوق والمتعة..