لأول مرة في تاريخ المسرح الجزائري ينال عمل مسرحي حظه من البث التلفزيوني على الشاشة الوطنية. هذا الحظ كان من نصيب رائعة" البوغي" التي أخرجها للمسرح الجهوي لقسنطينة حسن بوبريوة ، و شاركت فيها نخبة من الممثلين و الممثلات منهم عبد الحميد حباطي،نادية طالبي، فتيحة سلطان، سميرة صحراوي، تنهنان... مسرحية "البوغي" المستوحاة من قصيدة تروي قصة حب مأساوية كانت مدينة قسنطينة مسرحا لها ، و كان بطلاها مؤلف و مغني القصيدة جاب الله من مدينة عنابة ونجمة الجميلة من مدينة الجسور المعلقة.القصة تعتبر من التراث الشعبي الغنائي الشهير، و التي عرفت رواجا أكبر بفضل إعادة عميد أغنية المالوف الحاج محمد الطاهر فرقاني الذي كان حاضرا خلال العرض الأول.و هنا حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث كان أحد الأقران قريبا لزوج نجمة و تعرف على المجوهرات. و لحسن حظ جاب الله أن تفطن صديقه للمصيبة التي أوقع نفسه بها و أسرع في إخراجه من المدينة...القصة جميلة و مؤثرة لاقت نجاحا كبيرا في الأدب و الغناء الشعبي/ نجمة يا نجمة ما بقى لك صواب في اللوم عليا راني غديت لقداك في الشنايع و الباطل، اتبقاي بالخير يا المتهومة بيا،هذا آخر وداعنا والوعد أكمل، كرهوني يا الزهو خاطري ناسك بغضية، لا يلوم غرض خلف ولا مشغال/.و نجحت أيضا كعمل مسرحي رغم محدودية عرضها بالمسارح الوطنية. و قد بينت الفضائية الثالثة اهتماما مميزا بالأعمال المسرحية الوطنية، لكن المبالغة في بث عدد من المسرحيات جعل السؤال يطرح نفسه "هل جودة الأعمال فرضت نفسها أم أن قلة الإنتاج وراء إعادة البث المتكرر بمعدل مرتين أو ثلاثة في الشهر لنفس العمل؟ و مهما يكن فإن المشاهد و خاصة عشاق روائع فن المالوف لن يملوا متابعة مثل هذه الأعمال الخالدة.