خصص المجمع العمومي فندقة سياحة وحمامات معدنية مبلغ 12 مليار دج لتهيئة وعصرنة 8 محطات حموية على المستوى الوطني من ضمن 70 مليار دج وجهت لتهيئة وعصرنة 65 فندقا تابعا للمجمع، حسب ما أعلنه مسؤول بوزارة السياحة والصناعة التقليدية. وأوضح مدير الحمامات المعدنية بالوزارة جمال عليلي لوأج، أن "كل المؤسسات العمومية الحموية المسيرة من طرف المجمع والتي أنجزت في السبعينات تعرف منذ 2015 عملية تأهيل وعصرنة للرفع من مستوى الأداء وتحسين الخدمات"، على غرار حمام ريغة بولاية عين الدفلى و بوغرارة بتلمسان و بوحجر بعين تموشنت و بوحنيفية بمعسكر وحمام وربي بسعيدة و غرغور بسطيف والصالحين (بسكرة) والشلالة بقالمة. كما مست العملية -يوضح السيد عليلي- مركز العلاج بمياه البحر بسيدي فرج بالجزائر العاصمة والذي سيشرع في الخدمة في 2019 ، مذكرا بأنه تم في أوت الماضي تدشين مركز للعلاج بمياه البحر على مستوى مركب الأندلسيات بولاية وهران. وأضاف المسؤول ذاته بأن الجزائر تتوفر على 26 محطة حموية هي حاليا حيز الخدمة من بينها 9 محطات تابعة للقطاع العام و17 محطة حموية أخرى تابعة للقطاع الخاص. ولدى تطرقه إلى المنابع الحموية التي تم تحديدها على المستوى الوطني أكد السيد عليلي بأن دارسة تحيين الحصيلة الحموية التي أجريت في 2015 أثبتت توفر 280 منبع حموي، مشيرا إلى أنه تم لحد الآن منح 79 رخصة استغلال لفائدة المستثمرين من أجل انجاز مشاريع في هذه الفضاءات، حيث تم في هذا الصدد تقديم 63 رخصة لانجاز محطات حموية جديدة و7 رخص أخرى لانجاز مراكز للعلاج بمياه البحر وكذا تسوية وضعية 9 محطات حموية عمومية هي حاليا حيز الخدمة. وتوجد أغلبية المنابع والحمامات المعدنية في مناطق طبيعية ساحرة وخلابة تجعلها قبلة للزوار من مختلف الأعمار والفئات سواء من داخل الوطن أومن أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج ، مقدرا عدد المنابع الحموية غير المستغلة لحد الآن بحوالي 100 فضاء من ضمن 280 منبع معدني وبإمكانها احتضان مشاريع استثمارية أخرى قصد انجاز فضاءات تتوفر على كل الإمكانيات اللازمة لراحة الزائرين. وتفيد مياه هذه المحطات الحموية المعدنية بشكل كبير في علاج عدة أنواع من الأمراض من بينها داء المفاصل والأمراض الجلدية والتنفسية والربو والحنجرة كما تعد فضاءات للاستجمام والاسترخاء والترفيه والراحة النفسية حيث يقدر عدد الوافدين على هذه المحطات سنويا بأزيد من 500 ألف زائر وأكثر من 3 ملايين مستحم، كما أكده ذات المسؤول. وبخصوص دعم الاستثمار الخاص ذكر السيد عليلي بان العديد من المحطات الحموية الجديدة دخلت حيز الخدمة خلال هذه السنوات الأخيرة على غرار حمام البركة ومحطة بوشهرين بولاد علي بولاية قالمة ومحطة سيدي يحيى ببسكرة وحمام ملوان بالبليدة والمحطات الأربعة السخنة بولاية سطيف. ويوجد لحد الآن أزيد من 30 حماما معدنيا تقليديا تسيره البلديات من بينها حمام شيقر بولاية تلمسان وحمام الصالحين بخنشلة، حيث تخضع حاليا إلى عملية العصرنة من طرف المستثمرين الخواص لتحسين مستوى الخدمات وفق المعايير المعمول بها في هذا الإطار. وقدر السيد عليلي عدد المشاريع الجاري انجازها من طرف الخواص ب 32 مشروعا موزعة على 14 ولاية من بينها مشاريع حموية بولايات الجلفة والطارف وسطيف ومعسكر. ورغم التطور المسجل في المجال الحموي إلا أن تحسين مستوى هذا النوع من النشاط السياحي يتطلب عصرنة تنظيم وتسيير هذه المؤسسات التي هي حيز الخدمة إلى جانب دعم الاستثمار في المؤسسات التي تم استغلالها بطرق تقليدية و كذا انجاز مشاريع في مختلف المنابع الحموية وتحسين مستوى التكوين. ولهذا الغرض تم وضع مخطط لتطوير طرق تسيير هذا النوع من النشاط السياحي يركز أساسا على ترقية الجانب الصحي وجعل هذه المؤسسات تساهم في تطوير الاقتصاد الوطني وتحقيق الربح المالي لضمان ديمومة المؤسسة. ومن اجل تحسين عمل المحطات الحموية يقوم مجمع فندقة و سياحة وحمامات معدنية بتكوين أزيد من 3300 موظف في الفنادق التابعة للمجمع حيث انه تم من ضمن هذا العدد توجيه 2200 عنصر للتكوين في مجالات العلاج بمياه البحر والمياه المعدنية وكذا في تخصص التدليك وكذا تكوين أطباء وشبه طبيين. ويقترح المجمع من جهة أخرى إنشاء مدرسة لتكوين موظفين مختصين في مجال العلاج بالمياه المعدنية لتوفير خدمات جيدة تتماشى والمقاييس المعمول بها دوليا لتدارك النقائص وضع مرجعية حول المهن المتعلقة بمجال العلاج بالمياه المعدنية ومياه البحر مع التركيز على العنصر البشري المؤهل.