العنف في الملاعب صناعة مصرية بامتياز أصبحت اللقاءات الكروية في مصر مرادفا لمنطق إهانة الضيوف الذي بات أمرا مصرحا به ومستباح، وخير دليل ما تعرض له الفريق الوطني في القاهرة دون أن يتحرك احد، بل راحت القنوات الفضائية المصرية تفتعل سيناريوهات لإلصاق التهمة بلاعبين محترفين ينشطون في اكبر النوادي العالمية. وقبلها فرق كثيرة وطنية عانت من الغطرسة المصرية، وأصبحت الأخلاق الكروية في مصر تخضع لمبدأ النسبية والسارق لا يعد سارقا إلا إذا سرق أهل بيته وأما إذا تعدى على الضيوف فذلك من الشجاعة والبسالة، فقد طفح بنا الكيل من السلوك المخزي لهذا الجمهور المصري الذي تحول إلى "فرعون" لم يجد من يردعه فظن أنه يسمو على جميع البشر ..وزاده هيجانا وقوف أشباه معلقين ومحترفي النفاق الإعلامي المجندين لتزوير الحقائق وإظهار المصريين كملائكة والآخرين كلهم شياطين خلفه. ما يريده بعض الإعلاميين في مصر هو إخفاء الصورة السوداء للملاعب المصرية التي لا تزال ملطخة بدماء المصابين والجرحى الذين يسقطون خلال كل لقاءات الدوري المصري، وعكس ما يردده اعلاميو "أم الدنيا" فان العنف في الملاعب هو صناعة مصرية بامتياز، ويكفي مشاهدة أو إعادة مشاهدة لقاءات الأهلي والزمالك أو مع أندية غزل المحلة والاسماعيلي للتأكد من الأمر، فالشغب، والضرب، والإصابات، والهراوات، باتت مألوفةً في الملاعب المصرية.ويشهد التاريخ أن المنتخب المصري لكرة القدم ومنذ أكثر من 13 عاما طبقت عليه عقوبة نقل المباراة خارج ملعبه، وذلك عندما كان المنتخب المصري يواجه منتخب زيمبابوي في مباراة حاسمة في تصفيات كأس العالم عام 1994 يومها كان لزاماً على المصريين أن يفوزوا باللقاء حتى يتأهلوا للدور الثاني من التصفيات، وبالفعل فازت مصر 2/1 بالمباراة. الا ان الفيفا قررت اعادة المباراة في مدينة ليون الفرنسية وتاهلت زيمبابوي الى المونديال على حساب مصر، بالمقابل الفريق الجزائري لم يلعب يوما خارج قواعده بسبب عقوبة من الفيفا. وكانت الملاعب المصرية في الآونة الأخيرة مع واقعةٍ غير أخلاقية فتحت هذا الملف بقوة، وتورط فيها رئيس أحد الأندية الرياضية- التي من المفترض أنها تلعب دورًا اجتماعيًّا وأخلاقيًّا في المجتمع- حيث تعدَّى رئيس نادي الزمالك "الموقوف" مرتضى منصور على ضيوف المقصورة الرئيسية خلال مباراة نهائي بطولة كأس مصر لكرة القدم لموسم العام 2005م/2006م، لمجرد أن فريقه خسر المباراة! ولا تعتبر ظاهرة شغب الملاعب جديدةً على الساحة الرياضية المصرية ، ولا تزال الأحداث التي شهدتها الملاعب المصرية تؤثِّر إلى الآن في العلاقات بين الفرق الرياضية المختلفة، فعلى سبيل المثال لا تزال لقاءات كرة القدم بين فريقي غزل المحلة والزمالك في كرة القدم تشهد توترًا كبيرًا وشحنًا جماهيريًّا غير عادي، وبخاصة تلك التي تقام في مدينة المحلة بسبب الأحداث التي شهدها لقاء للفريقين في أوائل الثمانينيات نتيجة احتساب حكم لقاء جمعهما في مسابقة الدوري العام ضربة جزاء لفريق الزمالك لم يرضَ عنها مشجعو فريق غزل المحلة، ما أدى إلى أعمال شغب بين الجماهير ألغت اللقاء. ولم يتوقف الشغب على ملاعب كرة القدم، بل دخل إلى ملاعب الرياضات الأخرى، ولا ننسى نهائي بطولة كرة اليد في مصر بين فريقي الأهلي والزمالك الموسم قبل الماضي، والذي شهد أحداثًا دموية، شارك فيها بعض أعضاء مجلس إدارة نادي الزمالك، وأدَّى إلى حرمان الزمالك من اللعب لفترة طويلة في منافسات الموسم الماضي. ووصل العنف في الملاعب إلى حد مطالبة نادي الأهلى لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية من إتحاد كرة القدم يطالبه فيها بتوفير الحماية للاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي بعد إحدى المباريات التي جمعته مع حرس الحدود، والتي نال فيها لاعبي الأهلى كل أنواع الضرب و التي كانت نتيجتها إصابة محمد بركات أحسن لاعب بأفريقيا عام 2005 بتمزق في الرباط الداخلي للركبة، واتهم مسؤولو هذا النادي مدربي الفرق المنافسة بتحريض لاعبيهم على فريق الاهلي وهو ما كن سببا في حدوث إصابات وأعمال عنف داخل وخارج الملاعب، وتحول بذالك مدربو كرة قدم المصرية إلى مدربين مصارعة رومانى أو كيك بوكسينغ وهذا بشهادة الوسائل الإعلامية المصرية نفسها. ورغم انفلات جماهير الاهلى في بطولة الدوري المصري والبطولة الإفريقية وسب لاعبي الاهلى لاعبي النجم الساحلي التونسي وظهر هذا جليا على الهواء مباشرة وإلقاء الزجاجات على أرض الملعب إلا أن اتحاد المصري لا يرى ولا يسمع سوى ما يصدر من الفرق المنافسة للمنتخب المصري.. كما أن اتحاد الكرة في مصر لا يهمه الحفاظ على سمعته وعقاب النادي الذي أخطأ جمهوره كما تفعل الاتحادات المحترمة كرويا ولم يتوقف الوضع عند السب والإرهاب النفسي بل امتد إلى الاعتداء البدني وفى مشهد متكرر أعتدي أحتياطيو الاهلى على لاعبي الزمالك ولأول مرة وفى مشهد مؤسف يتم استخدام السلاح الأبيض في المدرجات الرياضية وإصابة لاعب من الزمالك في ساقه أثر طعنة بخنجر كادت أن تحول اللقاء إلى مأساة. وأشارت تقارير رسمية مصرية بان استخدام الصلاح الأبيض أضحى عاديا بين مشجعي الفرق المصرية في الدوري.