حافلات النقل العمومي في اضراب مفتوح دخل منذ صباح أمس أصحاب حافلات نقل المسافرين الشاغلة على الخط الرابط بين بلديتي قمار وتغزوت بعاصمة الولاية الوادي على مسافة 15 كلم في اضراب مفتوح عن العمل. وصرح عدد من هؤلاء أن اقبالهم على هذه الحركة الاحتجاجية كان بسبب سحب مديرية النقل لرخص ووثائق عدد من الحافلات الشاغلة بذات الخط المذكور بعد أن عمل أصحاب الحافلات على رفع التسعيرة ب 25 بدلا من 20 دج بحكم أن الزيادة غير قانونية حسب مصالح النقل، في الوقت الذي أوضح فيه الناقلون أن زيادتهم للتسعيرة جاءت بعد اقبال مصالح بلدية قمار على انجاز المحطة الجديدة بحي الجبادي ،الذي يبعد بنحو كيلومتر ونصف الكيلومتر عن المكان الذي كانوا ينطلقون منه في السابق وهو ما جعلهم يزيدون في التسعيرة بعد اجبارهم على الوصول إلى المحطة الجديدة على حد تعبيرهم. وأضاف الناقلون أنهم بدأوا بالعمل بالتسعيرة الجديدة منذ نحو أسبوع مؤكدين أن المواطنين كانوا متقبلين هذه الزيادة الزهيدة ويستمر العمل منذ اليوم الذي أضيفت فيه الزيادة بشكل عاد حسبهم مع تقبل تام لغالبية المواطنين لتأتي حسبهم مصالح النقل وتعاقب بعض الناقلين بسحب رخص السياقة ووثائق حافلاتهم ،مما أدى بعشرات الناقلين إلى شن إضراب مفتوح عن العمل وإلى غاية تقبل مصالح النقل لهذه الزيادة خاصة بعد تقبلها من طرف المسافرين المعنيين بالزيادة. وأدى توقف حافلات نقل المسافرين عن العمل إلى خلق أزمة وحالة من الفوضى في المواقف والمحطات التي غصّت بآلاف المسافرين ،الذين لم يجدوا طريقة للتنقل لقضاء حاجياتهم وما زاد من حدة المشكل تزامن الحركة الاحتجاجية لأصحاب الحافلات بعشية يوم العيد حيث تشهد الاسواق المتواجدة على مستوى عاصمة الولاية إقبالا كبيرا لآلاف الموطنين القادمين من دائرة قمار وما تبعها من بلديات وعدد من القرى بغرض شراء كسوة العيد ومستلزماته المختلفة وكذا مستلزمات ابنائهم للدخول المدرسي ناهيك عن آلاف الموظفين الذين يعملون بمختلف المؤسسات والشركات والمحلات المتواجدة بعاصمة الولاية هذا إلى جانب عشرات المرضى الذين تربطهم مواعيد مع اطبائهم في مختلف العيادات، حيث عجز كل هؤلاء عن قضاء حاجياتهم مما أدى بالكثيرين منهم إلى العودة إلى منازلهم بعد أن عجزوا عن دفع أجرة سيارات الفرود التي طالما يغتنم أصحابها هذه الفرص لابتزاز آلاف المسافرين. وأبدى المواطنون سخطا واستياء شديدين حيال الوضع الذي يشهده مجال النقل بالولاية حيث أكدوا أنهم يعانون الأمرين على الدوام بسبب ما وصفوها بالفوضى العارمة التي تميز مجال النقل بالولاية معتبرين انفسهم انهم الضحية الوحيدة بين جميع الأطراف. كما أبدى عدد آخر غضبهم حيال زيادة التسعيرة موضحين أن أصحاب الحافلات أنفسهم كانوا قد رفعوا التسعيرة من 15 دج إلى 20 دج بحجة أنهم يجدون صعوبة كبيرة في توفير القطع النقدية ذات الخمس دنانير ليرفعوها بذلك إلى 20 دج لتقدم اليوم نفس الاطراف على إضافة الخمس دنانير من جديد والتي كانوا مستائين منها بل وشنوا إضرابا بسببها للضغط على مديرية النقل ورفع التسعيرة إلى عشرين دينارا، ليرجعوا اليوم حسبهم ويطالبون بإضافة الخمس دنانير بحجة زيادة في المسافة التي يقطعونها بأمتار قليلة وهو ما وصفه عدد من المواطنين والمسافرين بالمفارقة مؤكدين أن أصحاب الحافلات سيعودون بعد فترة اخرى لرفع التسعيرة إلى 30 دج بحجة صعوبة توفير قطعة الخمس دنانير ومنه يفرضون على المواطنين زيادة أخرى جديدة ككل مرة على حد تعبيرهم ،ليناشدوا بذلك الجهات المعنية للتدخل لتنظيم مجال النقل ،الذي وصفوه بالفوضوي والخارج نشاط وعمل المتعاملين فيه عن السيطرة على حد تعبيرهم.