الرئيس الروسي يرفض الاعتراف بالمجلس الانتقالي ما لم ينجح في توحيد ليبيا قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس، أن الزعيم الليبي معمّر القذافي ما زال يتمتع بنفوذ وأن لديه إمكانيات عسكرية بالرغم من نجاحات المتمردين كما أضاف، في إشارة إلى دخول مقاتلي المعارضة إلى العاصمة الليبية وتمكنهم من السيطرة على باب العزيزية مقر إقامة العقيد الليبي . ودعا ميدفيديف الطرفين المتصارعين إلى الجلوس إلى طاولة الحوار وإجراء محادثات لإنهاء الأزمة في أقرب وقت، معتبرا أن هناك سلطتين في ليبيا وهما المعارضة والقذافي، وأكّد أن بلاده لن تعترف بالمجلس الانتقالي كسلطة حاكمة وممثلة للشعب الليبي حتى ينجح في توحيد البلاد "التي تمزّقها الحرب"، مضيفا أنه في حال كان للمتمردين السلطة والفرصة لتوحيد البلاد على أسس ديمقراطية فإنّ روسيا ستدرس حينها إقامة علاقات معهم . الرئيس الروسي، أوضح أن بلاده تلتزم بمواقف حذرة إزاء الصراع في ليبيا، وأنها تتابع تطوّر الأحداث أولا بأوّل، مؤكدا أن ليبيا يجب أن تبقى "موحّدة ومستقلة وذات سيادة"، وأن تطوّر علاقات قوية مع باقي البلدان . وكانت روسيا قد امتنعت رفقة الصين عن التصويت في مجلس الأمن على القرار 1973 الذي سمح بفرض حظر على الأجواء الليبية، غير أن الدول الغربية استغلته لتتدخل عسكريا عن طريق توجيه ضربات جوية على التراب الليبي منذ شهر مارس المنصرم، وقد ندّدت روسيا مباشرة بعد صدور القرار بطريقة تنفيذه، كما رفضت شهر جويلية الماضي خلال اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا، الاعتراف بالمجلس الانتقالي كممثل وحيد للشعب الليبي. وقبل ذلك كانت موسكو قد حاولت لعب دور في الوساطة بين أطراف الصّراع، حيث قام مبعوث الرئيس الروسي لإفريقيا ميخائيل مرغيلوف، بزيارة إلى العاصمة طرابلس شهر جوان الماضي التقى خلالها رئيس الحكومة الليبية بغدادي المحمودي، كما زار مدينة بنغازي معقل المتمردين في شرق البلاد. من جانبها طالبت الصين بدور أكثر فعالية لمنظمة الأممالمتحدة في إدارة الصراع الليبي، وهو ما صرّح به وزير خارجيتها جييشي يانغ في محادثة له مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث دعا ذات المسؤول كلا من الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية إلى المساهمة في بناء ليبيا وقال أن بلاده تأمل في انتقال سلمي للسلطة هناك دون أية صدامات. وكان الناطق الرسمي باسم الخارجية الصينية قد صرّح في وقت سابق أن بلاده مستعدة للعمل رفقة المجتمع الدولي ولعب دور ايجابي في إعادة بناء ليبيا، مع الإشارة إلى أن الصين كانت قد عبرت عن احترامها خيارات الشعب الليبي، وأنها قد أجلت كل رعاياها من ليبيا والمقدرين بحوالي 36 ألف شهر مارس المنصرم بسبب الحرب .