ينتظر الليبيون وكل المجموعة الدولية بكثير من الترقب نتائج مساعي الوساطة التي تعتزم السلطات الروسية القيام بها بين فرقاء الاقتتال المتواصل في ليبيا للشهر الرابع على التوالي. يغادر ميخائيل مارغيلوف المكلف بالشؤون الإفريقية في الرئاسة الروسية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف موسكو مساء غد باتجاه ليبيا ضمن مهمة لإيجاد أرضية توافقية تمهد لحوار مع العقيد الليبي معمر القذافي بالعاصمة طرابلس على أن يلتقي بقيادة المجلس الوطني الانتقالي في مدينة بنغازي في محاولة لإقناع الطرفين بفكرة وقف إطلاق النار ضمن خطوة أولى للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية. وقال مارغيلوف انه سيغادر موسكو باتجاه ليبيا بتكليف من الرئيس ميدفيديف على أمل الالتقاء بممثلين عن المعارضة وعدد من ممثلي القوى السياسية الليبية الأخرى في مدينة بنغازي التي أصبحت معقلا رئيسيا للمعارضة المسلحة ضد نظام الرئيس الليبي. ويأتي إرسال هذا المبعوث تنفيذا للالتزام الذي اتخذه الرئيس ميديفيدف على نفسه خلال قمة الثماني الكبار الأسبوع الماضي بمدينة دوفيل الفرنسية والتي أبدى خلالها استعداد بلاده للقيام بمساعي حميدة من اجل إيجاد مخرج سياسي للمأزق الليبي. وحتى وان التقى الدبلوماسي الروسي بطرفي معادلة الصراع في ليبيا فإن السؤال الذي يبقى مطروحا يبق: هل تتمكن موسكو من لعب دور محايد في مواجهات أخذت صبغة حرب أهلية حقيقية؟ وهو تساؤل يطرح بعد التصريحات غير المتوقعة للرئيس الروسي الذي طالب العقيد معمر القذافي خلال نفس القمة بالتنحي والرحيل كشرط لإنهاء الوضع في ليبيا. وهو الموقف الذي أثار الدهشة والاستغراب في طرابلس ودفع بالناطق باسم الحكومة الليبية إلى مطالبة موسكو بتوضيحات رسمية حول حقيقة الموقف الروسي والذي وصف في حينه انه اكبر ضربة دبلوماسية يتلقاها نظام العقيد الليبي من دولة كانت إلى وقت قريب حليفه الأوحد في وجه الدول الغربية الأخرى. ويمكن القول أن موقف موسكو لا يستدعي أية توضيحات وخاصة وانه جاء في سياق اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض بعد أن حظي عبد الرحمن شلقم ممثل ليبيا الدائم في الأممالمتحدة وزير الخارجية السابق للنظام الليبي قبل أن ينقلب عليه باستقبال من طرف وزير الخارجية سيرغي لافروف. ويأتي التحرك الدبلوماسي الروسي في وقت شرعت فيه طائرات مروحية فرنسية وبريطانية لأول مرة منذ اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا في عمليات قصف الجوي ضد الأهداف الليبية التابعة للعقيد معمر القذافي في تحول جديد في تنفيذ اللائحة الأممية 1973 التي أعطت الضوء الأخضر للقوات الأطلسية بالتدخل العسكري لإسناد المعارضة المسلحة الليبية . وفي اول رد فعل على هذا التحول قال سيرغي لافروف أمس أن عملية الحظر الجوي بدأت تنحرف عن اهدافها باتجاه التمهيد لشن عملية برية ضد القوات الليبية. ولكن الوزير الروسي لم يزد أكثر من استنكار هذا الانحراف وهو الذي عارضت بلاده منذ البداية القصف العشوائي للمقنبلات الأطلسية للأهداف المدنية والعسكرية الليبية على السواء. ولكن وزير الدفاع البريطاني دافع ليام فوكس دافع عن قرار بلاده وقال انه تطور طبيعي، نافيا أن يكون ذلك خطة ب''في تلميح إلى احتمال قيام الدول الغربية بعملية اجتياح بري للأراضي الليبية في خرق واضح لنص اللائحة .1973