2400 هكتار من الأشجار المثمرة مهددة بالتلوث بعنابة قدمت لجنة الري و الفلاحة و الغابات بالمجلس الشعبي الولائي بعنابة، اقتراحات استعجالية لوالي الولاية، لحماية 2400 هكتار من الأراضي الفلاحية المغروسة بالأشجار المثمرة خاصة الحوامض تقع بدائرة برحال، من تلوث المجاري المائية من جراء مياه الصرف الصحي العشوائي، لتجنب « كارثة بيئية تحل بالمنطقة». و جاء في تقرير اللجنة الذي قدم مؤخرا لوالي الولاية و الذي تحوز النصر على نسخة منه، بأن مصدر التلوث قادم من المنطقة السفلية للمدينة الجديدة ذراع الريش، بعد ترحيل مئات العائلات إلى سكنات جديدة، إن لم يعجل توقيف تدفقها ستتسبب في إتلاف أشجار الفواكه والحوامض والآبار المزودة لسكان البلديات بالمياه الصالحة للشرب والمحيط. واقترحت اللجنة اعتمادا على الرأي التقني للخبراء، حلا استعجاليا لهذه « المعضلة» حسب لجنة الري و الفلاحة و المتعلق أساسا بتوحيد و توجيه كل مصبات الصرف الصحي نحو قناة واد الزياد التي تصب بدورها في قناة مبعوجة، حيث تكون هذه الأخيرة المجرى الوحيد الملوث، ريثما تنجز محطة المعالجة المبرمجة بمنطقة القنطرة في بلدية سيدي عمار. بالإضافة إلى تجميع مياه الصرف الصحي لمناطق التريعات و عميرات مسعود، وطاشة لدفعها إلى غاية الطريق الوطني رقم 44 و توجيه كل المياه القذرة إلى غاية مخرج برحال من الجهة المطلة على بحيرة فتزارة، كما اقترح الخبراء تجميع مياه الصرف الصحي لمنطقة الكاليتوسة و المنطقة الصناعية ببرحال، في انتظار انجاز محطة معالجة خاصة بها. و حذرت اللجنة من المشروع المقدم للتجسيد و المتعلق بانجاز محطة لمعالجة المياه المستعملة بمنطقة برحال، ما عدا تلك الصغيرة الخاصة بالمنطقة الصناعية، كما اعتبر التقرير مقترح ضخ مياه الصرف الصحي للمدينة الجديدة ذراع الريش لما يعادل 250 ألف نسمة نحو برحال، غير مجد، لأن هذا الحل المقترح من طرف الإدارة، لا يخضع إلى دراسة معمقة، كونها باهظة الثمن و لم تراع فيه دراسات أروقة هبوب الرياح، حيث أن الروائح الكريهة سوف تعكر راحة السكان، و في حالة عطب المحطة كحالات المحطات الأخرى، على غرار المحطة الجديدة بلعلاليق المتوقفة منذ 2016 و كذا الأحواض المعالجة بالملاحة، سوف تلقي كميات هائلة من المياه القذرة في بحيرة فتزارة و تصبح عبارة عن مياه معكرة راكدة مسببة للإمراض. و في سياق متصل، أكدت اللجنة اعتمادا على الخبراء، بأن توجيهات الدراسة البيئية التي أنجزتها إدارة الموارد المائية نفسها لحماية المنطقة السفلية من سهل واد العنب، ستلحق أضرارا بمحميات و مناطق سياحية بامتياز و حقول المياه الشروب و منابع طبيعية و غيرها، حيث سيكون تلويثها غير قابل لإعادة تأهيلها. و أعرب فلاحو و سكان مناطق التريعات و ضواحي واد العنب و برحال، عن مخاوفهم إذا بقيت الوضعية على ما هي عليه في فصل الصيف المقبل، معتبرين غلق القناة الرئيسية التي تجر المياه القذرة للمدينة الجديدة ذراع الريش إلى الوادي، كأحد الحلول المؤقتة، بسبب انعدام مصادر بديلة لسقي بساتين الحمضيات و الأشجار المثمرة و كذا حقول الخضروات، بسبب اختلاط مياه الوادي بالمياه القذرة التي بدأت تتفق مع إسكان العائلات بذراع الريش مؤخرا. و أكد فلاحون في تصريح للنصر، على أن الآبار التي كانوا يعتمدون عليها في السقي، هي أيضا اختلطت بالمياه القذرة و أصبحت ملوثة غير صالحة للسقي، رغم بعدها عن الوادي بنحو 40 مترا، مطالبين بإيجاد حل سريع لحماية أشجارهم المثمرة و عدم تضييع مردود الحمضيات الموسم المقبل.