«الموجو».. تقنية جديدة تغيّر العمل الإعلامي بالجزائر دخلت الهواتف الذكية ميدان العمل الإعلامي تدريجيا انطلاقا من خدمات الرسائل العاجلة، قبل عدة سنوات، و أخذت في التطور، حتى أصبح الموبايل مؤسسة لصناعة الأخبار ، من خلال إجراء حوار كامل بكافة المقاييس الفنية كالمونتاج و الميكساج و البث ، فلم تعد هناك حاجة إلى مكاتب و ضخ المزيد من الأموال ، لذلك صنفت صحافة " الموجو"، اختصارا ل "مو " موبايل و"جو " أي "صحفي " بالفرنسية من بين الأدوات و الآليات المهمة لإنتاج المحتوى . هشام جبار النصر رصدت آراء بعض المختصين على هامش الملتقى الوطني حول صحافة الموبايل "mojo " المنظم بجامعة بسكرة ، تحت شعار "أدوات بسيطة تدخلك عالم الصحافة" ، الذي سلط الضوء على مختلف التطبيقات المعتمدة و مدى مساهمتها في إثراء و إنتاج المضامين الإعلامية ، وفق السياسة التحريرية لكل مؤسسة ، فضلا عن الفروق الموجودة بين صحافة المواطن و صحافة الموبايل للصحفي المحترف . الدكتور زكرياء بن صغير جامعة بسكرة الهواتف الذكية مفيدة جدا لتطوير الأداء الإعلامي « مكنت الهواتف الذكية من تطوير مهارات الصحفيين و كسر حاجز المهارات التقليدية للإعلام و الانطلاق بها إلى آفاق رحبة من التغطية الإعلامية و التحليل و جمع المعلومات و صياغتها و تطوير أساليب العمل الإعلامي و استخدام التقنيات الحديثة في المعالجة الاعلامية وتقديم منتجهم الصحفي بأشكال وصور متعددة و متنوعة ، من خلال ما قدمته من خدمات في جميع مراحل صناعة العمل الإعلامي، مرورا بأهم الوظائف الإعلامية، كمصدر للمعلومات، كوسيلة الاتصال التفاعلي ، و كوسيلة للنشر و البث. و قد تأثر العمل الإعلامي ، بالتطور التكنولوجي و استخدام الهواتف الذكية على نطاق واسع من قبل الأفراد و الصحفيين ، فأصبحت هذه الوسيلة الرقمية ساحة مفضلة للصحفيين لممارسة المهنة بشكل تفاعلي، مما جعل عديد الباحثين يتساءلون عن مستقبل العمل الإعلامي في ظل تعاظم الاقبال على استخدام الهواتف الذكية وما تتميز به من مساحة أكبر من الحرية و التنوع و السرعة و الخفة، مقارنة بالعمل الإعلامي التقليدي. بالرغم من أن استخدامها في العمل الصحفي بدأ منذ فترة قصيرة، فإن العمل في مجال الاعلام مرشح لتحقيق المزيد من الحضور، مع تحسن الأداء المهني و تطوير الاستخدام، لتحاكي الوسائل الاعلامية الأخرى، خاصة مع تزايد انتشار أجهزة الهواتف الذكية و التقنيات التي تشهد تطورا لا نظير له، يدفع بالصحافة المكتوبة إلى تغيير أساليب العمل و تكييفها، مع متطلبات المرحلة ، وعليه يمكننا القول أن الهواتف الذكية ستفيد أكثر العمل الإعلامي مستقبلا» . دكتور مراد ميلود جامعة قسنطينة 3 منظومة جديدة تستدعي تجديد مواثيق أخلاقيات المهنة «إننا نعيش اليوم في أوطاننا مرحلة انتقالية صعبة حافلة بالأزمات الاقتصادية، السياسية و التحولات الكبيرة التي تؤثر بعمق في إنتاج و تداول الأخبار و الآراء ومهنة الصحافة و الإعلام و تدريسها ، ولا ريب أن هذه التحولات تطرح إشكاليات و تحديات من نوع جديد، لكن الأزمة أننا نفكر فيها بطريقة قديمة، كما أن التقنيات الجديدة للاتصال التي أفرزتها التكنولوجيا الحديثة، تجعل من الصعب تماما استشراف المستقبل و تحديد سيناريوهات مقنعة لتطور إعلام الموبايل أو المواطن أو أي تسمية أخرى، و شكل العلاقة بينه و بين مؤسسات الإعلام التقليدية، و كيف استطاع هذا الشكل الجديد في عرض الخبر و الرأي و المعلومة ، أن يربك المشهد الصحفي التقليدي . و لا يمكن التفاعل مع صحافة الموبايل، بعيدا عن إبراز قيمة التفاعل الإلكتروني في العمل الإعلامي و كيف أن منظومة أخلاقية جديدة هي بصدد الظهور كمهنة و للقواعد المهنية المعمول بها في الإعلام، لأنه يسمح لكل مواطن أن يصبح صحافيا يجمع المعلومات و يحررها و ينشرها، بغض النظر عن مصداقيتها، مما يخلق واقعا فوضويا لتداول الأخبار و المضامين . من جهة ثانية، فإن صحافة الموبايل و قبلها صحافة المواطن، تسعى أكثر إلى إعادة الاعتبار للديمقراطية الحقة ،وكيف أن المواطن بإمكانه ان يقرر مصيره ويحدد مستقبل أبنائه ويختار نوعية الحياة التي يريدها ، من خلال مشروعها لإنقاذ الديمقراطية» . الدكتورة سامية عواج جامعة سطيف التحول من النشاط النخبوي إلى النشاط الشعبوي « بالفعل مكنتا المواقع و الشبكات الاجتماعية وكل ما أفرزته التكنولوجيا في المجال الإعلامي، أن التتبع الدائم للأخبار، المعلومات و كل المستجدات في الوقت المناسب سابقة لوسائل الاعلام التقليدية، لكن ما يلاحظ في هذه الممارسات الجديدة ، فقدانها للعديد من المعايير و القيم الاعلامية، لاسيما الهدف الأساسي للإعلام و هو توجيه الرأي العام وإعلامه وتوعيته وتثقيفه، أي خدمة الصالح العام ، بينما نجد المواطن الصحفي يفتقد إلى التأطير و الإشراف، فهو في كثير من ممارساته لا يتأكد من مصادر معلومته ويفتقد إلى المسؤولية الاجتماعية في حدود حريته ، وعليه بات من الضروري أو أمرا مفروضا على الصحفيين استخدام الهاتف المحمول في إعداد التقارير ،فالأحداث المتسارعة تتطلب ذلك في نقل الخبر، بل تستدعي الاستفادة من التطورات التكنولوجية التي تتقاطع مع الصحافة في كثير من الأحيان» . الدكتور طالب كحيول جامعة خميس مليانة "موجو " لا تبتعد عن السياسة التحريرية للمؤسسة الإعلامية «تعرف صحافة الموبايل»موجو « أو الهواتف الذكية أو النقالة و الأجهزة اللوحية، بأنها جمع الأخبار عن طريق الهاتف الذكي، سواء في شكل تصريحات أو أحداث أو صور أو فيديوهات أو البث المباشر عن طريق تطبيقات متعددة «الفايسبوك «، الذي يتيح مثلا إمكانية البث المباشر أو نقل الفيديوهات أو اليوتيوب أو السنبشات، كما يمكن استخدام تطبيقات أخرى لتعديل الصور أو الفيديوهات وتعديل الصوت وغيرها. ويعتقد المختصون بأن هذه التكنولوجيا، ساهمت في سد الفوارق بين الإعلاميين إلا أنه بوجود صحفيين ذوي مهارات عالية، فإن هذه الوسائل المتطورة جدا و المنتجة للرسالة، ساهمت في رفع مستوى الممارسة المهنية للصحافة ، ورغم أن صحافة المحمول تشكل بديلا وسيطا عن الطرق التقليدية، إلا انها لا تبتعد عن السياسة التحريرية للمؤسسة الاعلامية وعن قواعد إعداد التقارير الصحفية كالسرد الخبري و التحقق من المعلومات و الانتقال من الشاشة الكبيرة إلى الشاشة الصغيرة، إضافة لاحترام أخلاقيات الصحافة» . الدكتورة فاطمة الزهراء قيطة جامعة الوادي أستوديو كامل لا يتجاوز وزنه 3 كلغ تتيح صحافة الهواتف الذكية أستوديو إنتاج كامل للإذاعة و التلفزيون و النص و المحتوى الاجتماعي من خلال المميزات التي تتيحها ، ذات التكاليف البسيطة ، و يستطيع معظم الصحفيين المتنقلين ضبط معداتهم في حقيبة الظهر ، من حاملي القوائم خفيفة الوزن و مكبرات صوت وضوء خارجي تزن حوالي 3 كلغ، مما يجعل من السهل إنتاج قصص عالية الجودة في أي مكان و في أي وقت، كما فعلت الصحفية «سيفان هانوي « عند إبلاغها عن حريق بغابات أستراليا سنة 2014 . و تشير الدراسات أن كاميرات الهاتف الذكي أقل ترهيبا بالنسبة للأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات ، فضلا عن كل ذلك يتيح تطبيقات للمبتدئين و المحترفين على حد سواء، لانجاز قصص إخبارية بسرعة مع عناوين متحركة و تسميات ممتعة و موسيقى مجانية، كما أنها سريعة التعلم و الاستخدام، لذا فهي مثالية لإنشاء قصص رائعة المظهر في الموعد . كما يستطيع الصحفي المتنقل أن يصور في الأماكن التي يصعب على الصحفي الحامل للكاميرات الثقيلة و الوصول إلى الأماكن الساخنة و الخطيرة، دون لفت الانتباه ، و تكون بذلك قوة صحافة الموبايل في قدرة الصحفي على استغلال التكنولوجيا، مع الكفاءة التي يجب أن يتمتع بها و ضرورة معرفته لبعض الأساسيات المرتبطة بصحافة الموبايل، لكي لا يظهر أن العمل من إعداد شخص هاو ، و بالتالي المحتوى ينبغي أن يخضع للتخطيط، فالخطوات اللازمة لإعداد قصة بواسطة المحمول، لا تختلف عن الخطوات المعتمدة في الصحافة التقليدية» . الأستاذ أحمد غربي جامعة الجزائر على الإعلاميين الاستفادة من "الموجو" لتفعيل نشاطهم «استطاعت الهواتف النقالة أن تغير علاقة المستخدم بالوسيط ،حيث توفر للأفراد إمكانية اختيار الأخبار في الوقت المناسب و تثير مخاوف اعادة إنتاج المحتوى الموجه ، حيث تعود البدايات الأولى لاختراع هاتف نقال إلى 1973 ، واليوم بعد مرور 45 سنة ، غزت هذه الأجهزة حياتنا ،اذ يقدر عدد المستخدمين نحو 4.93 مليار شخص ، بعد أن قابل بعضهم ظهور الموبايل باحتراز شديد وحذروا من عواقبه السلبية، كالإدمان و التشجيع على الشك و النميمة و الكذب و المراقبة الشاملة ممن بيدهم الحل و الربط، كما تخيلها جورج أوروبل «الأخ الأكبر يراقبك" ، فضلا عن الوقوع في فخ المنحرفين . يمكننا القول أن صحافة الموجو ، تجعلنا نحمل رؤية متفائلة بمستقبل ثقافة الموبايل. و الاستخدام الفعال و الايجابي للموبايل من طرف الصحفيين، وذلك عبر ضرورة الحضور و التفاعل و الاستفادة من تجارب الآخرين وعلى الصحفيين خوض تجربة تمكنهم من أدوات صحافة الموجو " .