يثار جدل كبير في أقسام ومعاهد الإعلام وكلياتها في العالم منذ مدة، هل تغلق أم ماذا؟ في ظل التغيرات التي يشهدها التخصص في الوسيلة والبرامج مع التطورات التكنولوجية، ربما هذا الخبر على أهميته يسعد له البعض ممن يتخوفون من السلطة الرابعة، أو من لم يتسن لهم دخول الجامعة في التخصص أو من يشتغلون في المجال من غير دراسة الإعلام. فأزمة تدريس تخصص الإعلام ليست بالجديدة، فقد طرح النقاش فيها بداية الألفية في الدول الغربية، حيث تبدو العلاقة بين مهنة الصحافة والحصول على الشهادات الجامعية مرشحة لتغيير حاد في السنوات القليلة القادمة، وما يؤكد ذلك دراسة جديدة عن «نيوز يونيفرسيتي»، التابعة لمعهد (بوينتر) للصحافة، شملت 38 % منهم من مدرّسي الصحافة و38% من العاملين في المؤسسات الإعلامية والباقون هم مستقلون من العاملين في وسائل الإعلام والطلاب وغيرهم، أكد وجود هوة بين مناهج تدريس الصحافة في الكليات والجامعات وبين المهنة. وهو نفس ما ذهب إليه (هوتارد فينبرج ) في المؤتمر السنوي لجمعية تعليم الصحافة والاتصال الجماهيري في واشنطن من أن أيام تعليم الصحافة التي يتم تنظيمها في برامج تمتد لأربع سنوات، قد تكون معدومة إذا لم تخضع لتغيير سريع. فما هو المطلوب إذا ؟ خاصة و"إن من أهم التحديات التي تواجه تعليم الصحافة والإعلام التركيز على المعرفة النظرية على حساب التطبيق، إذ تركز الخطط الدراسية في معظم البرامج على الأطر النظرية، فيما لا تتجاوز المهارات التطبيقية في أحسن الأحوال 10 في المئة، ما ينعكس سلبا على نوعية الخريجين وقدرتهم على المنافسة في السوق وضعف الاستجابة للتجديد والتكيف مع التغيير والاندماج السريع مع التكنولوجيا وبيئات الأعمال الجديدة، حيث لابد من إعادة النظر في العديد من مقررات الإعلام في الأقسام المتخصصة بالجامعات وضرورة التوجه والاهتمام بمقررات الأنترنت والنشر الإلكتروني والتي تشمل الصحافة الإلكترونية وصحافة الموبايل والتلفزيون أون لاين، خاصة وأن الصحافة التقليدية تواجه تحدي الاختفاء من المشهد الإعلامي عموما، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل يشمل الأساتذة وقدرتهم على مواكبة التحولات في ظل غياب تام لإعادة هيكلتهم وتدريبهم، حيث يستوجب أن يكون الكادر التدريسي على الأقل ملما بالمعرفة الأكاديمية المتخصصة في المجال بحثا ومنهجا إضافة إلى المهارات الفنية للوسائط المتعددة وما تقتضيه التكنولوجيات الحديثة في هذا المجال. منذ مدة اشتغل على الموضوع (كتاب جديد) والذي لاحظت أن التغيير الذي يحدث في بعض أقسام الإعلام طغى عليه الجانب الشكلي أكثر منه جانب المحتوى والممارسة التطبيقية التي تقتضيها هكذا تحولات ذات أهمية بالغة في مسيرة التعليم الصحفي في الجامعات.