دروس وكلام بعد لقاء دار السلام أجمع الجزائريون في أعقاب تعادل الخضر بدار السلام أمام المنتخب التنزاني، على أن عودة التشكيلة الوطنية إلى عهد الانتصارات والإنجازات مرهون بإحداث جملة من التغييرات على التركيبة البشرية للمنتخب، على اعتبار أن الوجه الذي ظهر به رفقاء القائد زياني لا يبشر بالخير، ويحتم على القائمين على شؤون كرتنا إعادة النظر في السياسة المنتهجة مع ضرورة البحث عن قطع غيار جديدة لتحريك آلة المنتخب. تعادل ببصمة حليلوزيتش مباراة أول أمس وعلى الرغم من أن نتيجتها النهائية أتت على كامل حظوظ الخضر في التأهل إلى نهائيات الكان المقبلة، إلا أنها جاءت ثرية بالدروس والملاحظات التي أثرت مفكرة الكوتش فاهيد، فالرجل قاد بالمناسبة أول مباراة على رأس المنتخب منذ اعتلائه العارضة الفنية الوطنية، ومع ذلك تمكن من ترك بصمته على الأداء العام للتشكيلة، سيما خلال الشوط الثاني الذي عادة ما يكون للمدربين، حيث لمس كل من تابع اللقاء حدوث تغييرا إيجابيا بعد الاستراحة على أسلوب لعب منتخبنا وتوفيق التقني الفرانكو البوسني في قراءة اللعب من خلال النجاح في عملية الكوتشينغ، ما مكن رفقاء بوعزة من تعديل الكفة والمرور بجانب الانتصار، بالنظر إلى الفرص السانحة التي أتيحت لدوليينا الذين افتقدوا إلى الفعالية واللياقة البدنية التي تخول لهم اللعب بتركيز عال وبكامل إمكانياتهم. البحث عن البدائل إستراتيجية حتمية وبالعودة إلى الظهور الأول لمنتخبنا بعد نكسة مراكش، يمكن القول بأن عملا كبيرا في انتظار الناخب الوطني الجديد، قبل دخول معترك التصفيات القارية لكان 2013 ومونديال 2014، بداية بضرورة إعادة النظر في التركيبة البشرية للمنتخب، من خلال ضخ دماء جديدة والبحث عن بدائل لبعض الركائز التي أثبتت تراجع مردودها ومستواها قياسا بما كانت عليه في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، فموقعة دار السلام أكدت ميدانيا أن اللعب بالقلب وحده لا يكفي لتحقيق الانتصارات، كما أن الإرادة وحدها لا تصنع المعجزات، وهي أول ملاحظة يكون الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش قد وقف عليها بعد انقضاء التسعين دقيقة، حيث أن لاعبين في صورة العيفاوي وبلحاج ومطمور وحتى زياني كانوا خارج الموضوع لتواجدهم بعيدا عن الفورمة، ولا شك أن انتقال بلحاج وزياني إلى الخليج ولعب مطمور في الدرجة الثانية، كلها مؤشرات عن تراجع مستوى هؤلاء اللاعبين الذين كانوا إلى وقت قريب يلعبون في اكبر الدوريات وبألوان أكبر النوادي الأوروبية، وما دام الأمر يتعلق بمنتخب وطني فإن واقع الحال يفرض الاستغناء عن بعض الركائز التي تراجع مستواها إلى حين استعادتها مؤهلاتها وقدراتها ، و يجعل اللجوء إلى استعمال وتجريب البدائل إستراتيجية حتمية. سنة أخرى لفتح عديد الورشات وفي ظل خروج الخضر من رواق السباق ، ستتاح أمام الناخب الوطني فرصة من ذهب لفتح عديد الورشات، من خلال استغلال اللقاء التصفوي الأخير أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى يوم التاسع أكتوبر المقبل ، وبعده بشهر اللقاء الودي أمام المنتخب التونسي، فاللقاء الودي الثاني الذي تمنى حليلوزيتش أن يجمعه بعملاق كروي عالمي، وما دام عمل قرابة الشهر قد أثمر تحسنا ملحوظا، فإن استفادة التقني الفرانكو بوسني من قرابة السنة يمنحه هامش واسع للمناورة وإحداث التغييرات المرجوة، سيما والرجل لم يخف رغبته في الاستفادة من خدمات جزائريين واعدين في الدوري الفرنسي من أصحاب الجنسية المزدوجة في صورة بلفضيل وطافر. وعليه فحليلوزيتش الذي تفاءل كثيرا بالعودة من دار السلام بانتصار يعيد الثقة للعناصر الوطنية ويسعد الأنصار، مطالب من الآن بالتعامل مع الوقائع الميدانية وليس النظرية، لأن الأسماء الكبيرة لا تصنع منتخبا كبيرا، والرغبة في تحقيق الانتصار يجب أن تقترن بتحضير وإعداد في مستوى الحدث، وبالمختصر فإن التحضير لدخول تصفيات المونديال القادم يتطلب إستراتيجية جديدة وتركيبة متجددة. نورالدين - ت