تحذيرات من كارثة إيكولوجية بالمناطق الرطبة بالطارف دقت جمعية حماية البيئة لولاية الطارف، ناقوس الخطر أمام تدهور وضعية المناطق الرطبة التي وصفتها بالمزرية و الكارثية، خاصة منها البحيرات المحمية دوليا و المنضوية تحت لواء الحظيرة الوطنية للقالة، التي تعاني الإهمال والتسيب و باتت مهددة بكارثة بيئية و إيكولوجية، جراء ما تتعرض له من اعتداءات و تجاوزات خطيرة مست ما تزخر به من ثروات و نظمها البيئية الحساسة و المعقدة. و حذر رئيس الجمعية ، بشير عامر ، أمس على هامش الإحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة، مما تتعرض له الأخيرة من جريمة نكراء و نكبة حقيقية متواصلة بسبب الإهمال والتسيب، في ظل الغياب التام للمتابعة من قبل السلطات المعنية للحفاظ على مستقبل وديمومة هذه الثروة الطبيعية التي تتعرض للإهمال حسبه، من ذلك النهب المنظم لكل الثروات الطبيعية النباتية والحيوانية والسمكية والطيور بأصنافها الموجودة بالمناطق الرطبة وخصوصا البحيرات المحلية المصنفة ضمن اتفاقية رمسار و المحمية عالميا ،التي تتعرض لعملية إبادة لثرواتها وتخريب نظمها الإيكولوجية بسبب الاعتداءات. إلى جانب الصيد غير الشرعي بالبحيرات و منها صيد الطيور المائية القارة والمهاجرة من شمال أوروبا نحو مركب المناطق الرطبة للتعشيش والتفريخ ، وهو ما أدى إلى هجرة وإنقراض أصناف من الطيور المهاجرة التي اعتادت قضاء فصل الشتاء بالمناطق الرطبة. علاوة على التكالب على نهب الحنكليس من بحيرتي الأوبيرة وطونقة بطرق عشوائية، في غياب أسس علمية للحفاظ على ديمومة هذه الثروة التي أصبحت مهددة بالانقراض ، زيادة على الصيد غير الشرعي للطيور المائية والقارة التي تتعرض، يقول رئيس الجمعية، إلى عملية إبادة حقيقية وجريمة من قبل أطراف نافذة. و هو أدى إلى اختفاء بعض الأصناف النادرة و المحمية و هجرة الطيور المائية للمناطق الرطبة وخاصة من البحيرات، بعد أن تحولت إلى فضاء مفتوح للصيد العشوائي، رغم القوانين التي تحظر الصيد بها حفاظا على تكاثر الطيور المهاجرة لها من أجل التعشيش. كما حذرت جمعية حماية البيئة من مغبة وقوع كارثة بيئية وإيكولوجية وشيكة بالبحيرات المشهورة عالميا وخاصة الأوبيرة وطونقة، بعد أن تحولت إلى مصب لطرح المياه المستعملة والزيوت المحروقة من السكان بالجوار والمحيط العمراني القريب منها، و هذا كان سببا أساسيا في إختلال النظم البيئية المعقدة والتوازن الإيكولوجي والتنوع البيولوجي للبحيرات، ما تسبب في نفوق أصناف من الطيور المائية، الأسماك والحنكليس وهلاك أصناف من الحيوانات والثدييات و أصناف من النبات المائية النادرة عالميا، بفعل ارتفاع نسبة التلوث جراء الطرح العشوائي للمياه المستعملة والنفايات والأوساخ. كما حذر المصدر من خطر الإستغلال العشوائي للبحيرات وخاصة بحيرة الأوبيرة المتربعة على مساحة 2200هكتار، التي يتم استغلال ثروتها السمكية بطريقة تدميرية دون متابعة أو تقييم وحراسة، في ظل عدم إحترام دفتر الشروط المنظم للعملية والذي ينص في إحدى بنوده، على ضرورة توفير الحراسة للحفاظ على توازناتها الإيكولوجية. و أمام الإختلالات و التجاوزات التي طالت المناطق الرطبة بالولاية المصنفة كونها ولاية بيئية بإمتياز ، طالب رئيس الجمعية السلطات العليا بإيفاد لجنة تحقيق مكونة من خبراء للوقوف على حجم الأضرار والجريمة التي طالت المناطق الرطبة المحلية ونهب ثروتها وتهريبها وهو ما تؤكده حسبه تراجع أعداد الطيور المهاجرة من مختلف أصقاع العالم نحو مركب الحظيرة الوطنية للقالة خلال هذا الشتاء للتعشيش، بسبب ما تتعرض له هذه المناطق من إهمال وإبادة منظمة في غياب الحماية وتطبيق سلطان القانون. و أشارت الجمعية إلى أنه ورغم نوعية والنظم البيئية المعقدة للبحيرات وما تزخر به من طيور مائية ونباتات مائية وثروة سمكية وأصناف من الثدييات، إلا أن تسييرها وفقا للمنهج العلمي يبقى الغائب الأساسي من قبل المصالح المعنية، بما ينعكس سلبا على تدهور حالة المناطق الرطبة التي تبقى تعاني الإهمال والتسيب و في طريقها للإندثار . يشار إلى أن ولاية الطارف مصنفة ضمن أهم المناطق الرطبة بامتياز في الجزائر، لما تزخر به من مسطحات مائية و10بحيرات ذات شهرة عالمية على مساحة تتجاوز 16 ألف هكتار و محمية دولية حسب اتفاقية رمسار، منها 5بحيرات منضوية تحت لواء الحظيرة الوطنية للقالة وهي طونقة، أوبيرة الملاح بورديم والبحيرة السوداء، على مساحة إجمالية تقارب 6 آلاف هكتار.