الخضر يحذرون من كارثة ايكولوجية بالمناطق الرطبة بالطارف دقت أمس جمعية حماية البيئة لولاية الطارف ،ناقوس الخطر أمام تدهور وضعية المناطق الرطبة بالولاية جراء ما أسمته كوارث الإهمال ،واللامبالاة والتلوث التي طالها في العمق بما تسبب في إنقراض أصناف من الكائنات الحية و النباتية والحيوانية النادرة، خاصة منها الطيور المائية المحلية و المهاجرة التي تقلصت أعدادها بشكل رهيب في المدة الأخيرة قياسا بالسنوات الفارطة. وهذا لعدة عوامل أهمها العامل البشري لغياب الحس المدني والوعي لدى سكان الجوار ،فضلا عن التلوث و حرب الإبادة التي تتعرض لها مكونات المناطق الرطبة ومنها الطيور والحيوانات كالأيل البربري ،الضربان النمس وغيرها في وقت تصنف فيه ولاية الطارف كأهم مركب للمناطق الرطبة الحساسة بإمتياز وطنيا لأهميتها في التنمية المستدامة وهذا بفضل ما تتوفر عليه من مؤهلات و احتوائها على مميزات وخصائص فريدة من نوعها لاسيما الطيور المهاجرة التي تعشعش بها ، إضافة إلى مخزون من مختلف أصناف الكائنات الحية بأنواعها التي تحميها القوانين الخاصة بحماية المناطق الرطبة ومنها اتفاقية رمسار الدولية .وحذر رئيس الجمعية عامر بشير في تصريح "للنصر" من الكارثة الوشيكة التي باتت تتهدد مركب المناطق الرطبة على مستوى الولاية التي تحصي 9مناطق رطبة محمية منضوية تحت لواء الحظيرة الوطنية للقالة على مساحة تفوق 15 ألف هكتار منها 8آلاف هكتار بمستنقع لميكادا تحوي على أصناف من الكائنات الحية والنباتية والحيوانية التي باتت عرضة للإنقراض من جراء الإهمال الفظيع الناجم عن اتساع التلوث وإنتشار الأوساخ والنفايات المنزلية التي غزتها من كل جهة والطرح العشوائي للمياه القذرة من قبل سكان الجوار ما تسبب في هلاك عدة كائنات وانقراض أصناف من النباتات المائية النادرة على المستوى الإقليمي، خاصة تلك المتواجدة ببحيرتي الأوبيرة وطونقة في غياب محطات لتصفية المياه المستعملة زيادة على نهب الرمال ،الصيد العشوائي للحيوانات والطيور وجمع بيوضها وتسويقها من قبل بعض الأطراف بالشكل الذي أدى إلى انقراض أصناف من الطيور المائية وهجرتها للمنطقة . هذا إلى جانب النهب المنظم للثروة السمكية من البحيرات والمسطحات المائية بإستعمال وسائل مدمرة خاصة الشباك المحظورة الثابتة من أصل إيطالي لاصطياد سمك الحنكليس وتهريبه بما بات يهدد بإنقراضه ، أضف إلى ذلك الجر العشوائي للأسماك بالشباك والزوارق لجمع أكبر الكميات ما أدي إلى هلاك أصناف من النباتات المائية النادرة على غرار القسطل المائي الذي يعتبر النبات الوحيد الموجود بشمال إفريقيا ببحيرة الأوبيرة . وحمل رئيس الجمعية هذه الوضعية للجهات المعنية ،مشيرا بأن الجمعية سلمت مؤخرا شريطا مصورا لوالي الولاية يكشف مدى ما بلغته أمور المناطق الرطبة من جرائم وتسيب ، مطالبا في سياق متصل السلطات العمومية بفتح تحقيق في القضية وتحديد المسؤوليات ،كما كشف رئيس الجمعية عن رفع تقارير للوزير الأول بخصوص ما آلت إليه حالة المناطق الرطبة من تدهور فظيع من كل الجوانب مع المطالبة بفتح تحقيق و اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد المتسببين في هذه الوضعية الكارثية على حد تعبيره. من جهتها أفادت مصادر مسؤولة عن إستفادة الولاية مؤخرا من مشاريع 4 محطات لمعالجة المياه القذرة حفاظا على الجانب البيئي الحساس للولاية علاوة على المشاريع التي سطرتها مصالح الري من خلال تجديد شبكات الصرف و التطهير للحد من الطرح العشوائي للمياه المستعملة إلى جانب العمليات التي خصصتها الحظيرة الوطنية للإعتناء بالمناطق الرطبة ومركباتها الطبيعية من الأخطار التي تتهددها .