قائد المتمردين في بنغازي يدعو لاستقالة حكومة المعارضة ويهاجم العلمانيين •قبائل بني وليد ترفض أي تفاوض مع قوات المعارضة دعا أمس القائد العسكري للمعارضة الليبية في بنغازي وهو ذو توجه إسلامي، أعضاء المجلس التنفيذي للمعارضة (الحكومة الانتقالية) إلى الاستقالة، متهما إياهم بكونهم "من بقايا نظام القذافي" في علامة جديدة على وجود انقسامات في صفوف المعارضة في الحرب الأهلية التي استمرت ستة أشهر. إسماعيل الصلابي، الذي كان مقاتلا في أفغانستان لكنه ينفي أن له صلات بطالبان أو القاعدة، انتقد أيضا الجماعات العلمانية قائلا أنها "تحاول تشويه سمعة الإسلاميين وخلق صراع سياسي"، ويقود هذا المسؤول العسكري للمتمردين فرقة عسكرية تدعى "لواء 17 فيفري"، وقد تلقت قواته أسلحة من قطر، ويرجع إليه كثيرون بدء شرارة الأحداث من بنغازي والتي عمّت كل ليبيا لاحقا، وذكر متحدث باسم المجلس الانتقالي أن الصلابي يقود ما يزيد عن ثلاثة آلاف مقاتل متمركزين في بنغازي، وصرح هذا الأخير الصلابي في تصريح لوكالات الأنباء في المدينة الواقعة في شرق البلاد أنه لم تعد هناك حاجة لدور اللجنة التنفيذية التي تمثل حكومة فعلية للمجلس الانتقالي، واصفا أعضاءها بأنهم من بقايا النظام القديم وداعيا إياهم جميعا للاستقالة بدءا برئيسها محمود جبريل.ويعتبر المجلس الانتقالي المؤلف من 40 عضوا، خليطا متفاوتا من مسؤولين سابقين في إدارة القذافي ورجال أعمال وأكاديميين ومحامين، وكان الصلابي قد رافق رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إلى اجتماع لحلف شمال الأطلسي في الدوحة الشهر الماضي وقال أنه يؤيده تأييدا كاملا. من جهة أخرى وفي الوضع الميداني، أعلنت المعارضة الليبية أول أمس الأحد إخفاق المفاوضات الجارية منذ عدة أيام لضمان استسلام الموالين لمعمر القذافي في مدينة بني وليد جنوب شرق طرابلس. وأكد مسؤول في المجلس الانتقالي أن جولة مفاوضات مع شيوخ القبائل في بني وليد الليبية، فشلت بعدما كانت ترمي إلى تسليم المدينة سلميا لقوات المتمردين، مشيرا إلى أن المفاوضات انتهت من جانب شيوخ القبائل الذين قالوا أنهم لا يريدون المحادثات، وذلك رغم أن مفاوضي المجلس قدموا حسبه تنازلات كثيرة. وذلك في وقت قامت فيه قوات المتمردين بمحاصرة المنطقة من جميع الجهات وتمركزت على بعد كيلومترات منها ومن المتوقع أن تقوم بهجوم على المدينة في الساعات المقبلة، حيث أعدّ المتمردون استعدادات عسكرية محكمة لدخول بني وليد في حال فشل المفاوضات، وجاء بعضهم من مصراتة وتمركزوا على بعد 60 كيلومترا شمال بني وليد، ومن الجهة الجنوبية وصلت مجموعة أخرى منهم من ترهونة جنوبطرابلس، وتمركزوا إلى منطقة المالطي على بعد 40 كيلومترا، وأقاموا خط مواجهة آخر على بعد 30 كيلومترا من المدينة وطوقوها من الغرب، وقال المتمردون أن رتلا يضم نحو 30 سيارة تابعة لقوات القذافي خرجت يوم السبت من البلدة باتجاه مدينة سرت عبر طريق النهر، لكنها تعرضت لقصف طائرات الناتو. ويعوّل المتمردون على سقوط المدينة ليمهدوا الطريق إلى سرت مسقط رأس القذافي، فبني وليد تقع على الطريق الرابط بين سرت وطرابلس على بعد 180 كلم جنوب شرق العاصمة، وهي تتبع إداريا لمدينة سرت، وفيها واحدة من أكبر القبائل الليبية هي قبيلة ورفلة الذين تسمت المدينة باسمهم "بني وليد". وفي طرابلس أعلن مسؤولون في المجلس الانتقالي عن خطط لدمج آلاف المقاتلين المسلحين في الشرطة، وقالوا أنهم سينظمون برامج إعادة تدريب وادماج للذين قاتلوا في صفوف القذافي أيضا، وذلك في جو من اللاأمن الذي تسبب فيه الفراغ الأمني بعد ستة أشهر من الحرب وعدم وجود قوات أمن حاليا، كما أن أعدادا كبيرة من مقاتلي المعارضة لا ينتمون لأي هيكل رسمي علاوة على وجود كميات كبيرة من الأسلحة المتداولة خارج القانون.