القاضي يرفع ثالث جلسة لمحاكمة مبارك ونجليه بسبب الفوضى عرفت ثالث جلسات محاكمة للرئيس المخلوع حسني مبارك أمس مشادات واشتباكات خارج قاعة المحكمة، ما أدّى إلى إصابة أكثر من 20 شاباً من المتظاهرين اليوم أمام أكاديمية الشرطة خلال اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لمبارك أثناء محاكمته في قضية قتل المتظاهرين، حيث قال شهود أن قوات الأمن المصرية تعاملت بقسوة أمس ضد المتظاهرين المعارضين لمبارك وطاردتهم لمسافة 3 كيلومترات بعيداً عن قاعة المحاكمة. وقد أصيب شرطي مصري بجروح في صدره جرّاء اشتباكات بين أهالي قتلى الثورة المؤيدين لمحاكمة مبارك وبين أنصاره أمام أكاديمية الشرطة بضاحية القاهرةالجديدة، وتصدّت الشرطة المصرية بقوة ضدّ معارضي مبارك لمنعهم من حضور جلسات المحاكمة. وقد رفع رئيس محكمة الجنايات جلسة محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته وعدد من مسؤولي الوزارة للمرة الثانية خلال الجلسة الثالثة للاستراحة، والمتهمين فيها بقتل متظاهرين، فيها واستمعت المحكمة إلى أقوال الشاهد الأول في القضية وهو مدير إدارة الاتصالات بوزارة الداخلية والتي أكد فيها أن الأمن المركزي تلقى أوامر بإلقاء قنابل الغاز والمياه على المتظاهرين في منتصف ليل يوم 25 جانفي 2011 وأنه تم نقل الأسلحة والذخيرة الحية إلى مقر وزارة الداخلية في نفس الليلة. وفي سؤاله عما إذا كان قد تلقى أي إشارات أو اتصالات تفيد بصدور أوامر من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، نفى الشاهد سماعه أو تلقيه أي إشارات بذلك، لكنه أكد أن قائد الأمن المركزي السابق هو الذي أصدر الأمر باستخدام السلاح الحي ضد المتظاهرين في يوم "جمعة الغضب"، ونفى الشاهد علمه بضلوع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في إصدار هذه الأوامر، وحين بدأ محامو الحق المدني بسؤال الشاهد رفع القاضي الجلسة للاستراحة، حيث اعتبر أسئلة المحامين تكراراً لأسئلة النيابة، وكشف الشاهد أن أسلحة آلية وخراطيش نقلت لقوات الأمن إلى وزارة الداخلية بسيارات إسعاف في ذلك اليوم، بعد ورود معلومات عن استهداف سيارات الشرطة من قبل المواطنين. وقد شهدت الجلسة مشادات كلامية وصلت إلى حد الاشتباكات بين المحامين بالحق المدني ومحامو مبارك عندما تم رفع صورته أثناء الجلسة، حيث تدخلت الشرطة لفض الاشتباك، وقبلها أقلت طائرة هليكوبتر مبارك إلى المحكمة وهي نفس الوسيلة التي استخدمت في نقله للجلستين السابقتين في الثالث والخامس عشر من أوت الماضي وتمكنّت قوات الأمن من الفصل تماما بين المؤيدين والمعارضين من خلال نشر آلاف المجنّدين منعاً لوقوع الاشتباكات التي من المعتاد أن تحدث في كل جلسة، ووقعت مشادات أخرى عند بوابة الأكاديمية لمحاولة عدد كبير من أهالي قتلى المظاهرات والمواطنين دخول قاعة المحكمة وحضور جلسة المحكمة فيما لم يكن أي منهم يحمل التصاريح اللازمة لحضور المحاكمة. وكان القاضي قد أمر خلال جلسة 15 أوت الماضي بوقف البث التلفزيوني لأي جلسات أخرى، وبرّر ذلك بحماية الشهود، وقال المحامون الذين أثنوا على القرار أنه يهدف لحماية الشهود من أن يؤثروا على بعضهم البعض أو أن يتأثروا من الجمهور. ويمثل مبارك للمحاكمة مع كل من ابنه جمال الذي كان ينظر إليه على أنه يجري تجهيزه لخلافة والده في المنصب وعلاء وأيضا وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه في الوزارة. وتحول مؤتمر صحافي عقده المحامون الكويتيون أول أمس الأحد إلى فوضى عندما هاجم أنصار للرئيس مبارك صحفيا وضربوه وأصابوه بخدوش في ذراعيه عندما سأل لماذا يدافع الكويتيون عن الرئيس "المخلوع". وفي الجلستين السابقتين للمحاكمة تجمع أنصار ومعارضو مبارك خارج أكاديمية الشرطة في القاهرة، ووقع اشتباك بين البعض وتراشق بالحجارة. ويخضع مبارك حاليا للعلاج في مستشفى يقع على أطراف العاصمة. ق و/ الوكالات