إفريقيا تكسب رهان التنظيم وتبطل سيناريوهات الهاجس الأمني تمكن بلد رمز السلم والسلام العم مانديلا من رفع التحدي وكسب الرهان، ونجح في تنظيم أكبر عرس كروي عالمي، الأول من نوعه في القارة السمراء. جنوب إفريقيا وقبل أن تودع ضيوفها أمس بعد إسدال الستار على فعاليات النسخة ال 19 للمونديال، كانت قد نالت احترام وتقدير كبار العالم الذين رفعوا لها قبعة الاعتراف على غرار الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، والمستشارة الألمانية ميركل، ناهيك عن نجوم الغناء والسينما وغيرهم، والذين كان تواجدهم بمختلف الملاعب التي احتضنت النهائيات أكبر دليل على نجاح جنوب إفريقيا في كسب رهان التنظيم وتبديد كل المخاوف، بالتأكيد على أن شبح الهاجس الأمني وعدم قدرة البلد المنظم على التحكم فيه، مجرد سيناريوهات من تأليف أولائك الذين شنوا حربا على رئيس "الفيفا" جوزيف سيب بلاتير بعد الإعلان على نيل إفريقيا شرف احتضان المونديال، والذين كان هدفهم رسم صورة قاتمة ومحاولة إيهام العالم بأن القارة السمراء تعد أكبر بؤرة للفقر، الأمراض والجريمة، على أن تكون الدورة ال 19 أول وآخر مونديال تحتضنه إفريقيا. هؤلاء خاب مسعاهم بعد أن أكد عشرات الآلاف من الأنصار الذين نزلوا ضيوفا على بلد العم مانديلا، بأنهم عاشوا على مدار شهر كامل لحظات تاريخية، وأنهم لم يتعرضوا لأي سوء، مشيدين بالتنظيم الجيد، وكان قد سبقهم إلى ذلك رئيس "الفيفا" شخصيا، والذي أكد على نجاح المونديال الإفريقي على كل الأصعدة، وأنه حقق نتائج فاقت كل التوقعات، وهي مؤشرات- كما قال بلاتير- تعطي القارة السمراء الحق في استضافة المونديال مرة أخرى. وهو الطرح الذي يؤيده رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ الذي صرح عقب لقائه برئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما: "نهائيات مونديال جنوب إفريقيا ستبقى راسخة في الأذهان لمدة طويلة. بإمكان إفريقيا أن تفتخر بهذا المونديال لأن الحركة الرياضية بأسرها سعيدة جدا". اعترافات وشهادات أبطلت مساعي المناورين وأكدت على أن القارة السمراء التي تخرج من مدارسها أكبر نجوم العالم الذين يصنعون أفراح أكبر وأعرق أندية العالم الغربي، بإمكانها أن تنظم أية منافسة رياضية مهما كان حجمها.