تمكنت مصالح مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية بسطيف، من تكوين أزيد من 300 فلاح منذ السنة المنصرمة، في مجال تربية أسماك الأحواض والمياه العذبة، المستعملة في سقي الأراضي الزراعية، مما ينعكس بالإيجاب على زيادة خصوبة الأراضي ورفع الإنتاجية، لكون فضلات الأسماك ومخلفاتها تعتبر سمادا طبيعيا، علاوة على استهداف الرفع من إنتاجية هذه الثروة، لتعميم استهلاكها كبديل عن أسماك البحر، التي ارتفع ثمنها في السنوات الأخيرة. وكشف، أمس، توفيق بوتوشنت مدير الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية سطيف، في اتصال مع النصر، عن استهداف مصالحه لنفس النوع من التكوين، خاصة ذلك الذي يخصص لفائدة الفلاحين و مختلف المهنيين، لاسيما المتخصصين في تربية أسماك المياه العذبة في الأحواض، مشيرا إلى أن مصالحه تستهدف الرفع من كمية إنتاج الثروة السمكية، التي بلغت 65 طنا السنة المنصرمة، بعد أن تمت تربيتها على مستوى السدود و الحواجز المائية، على مستوى أربع ولايات، موضوعة تحت وصايته و هي سطيف، المسيلة، برج بوعريرج و باتنة. و أشار المصدر، إلى أن ولاية سطيف وحدها، تحوز إمكانات هامة لتوسيع تربية و استهلاك هذه المادة الضرورية، لتحقيق التوازن الغذائي للإنسان، حيث تتوفر على عدة سدود و حواجز مائية، بعضها ينتج كميات كبيرة و أخرى في طور تكثيف الاستزراع، على غرار سد عين عباسة المتوفر على أعداد كبيرة من أسماك المياه العذبة، لاسيما نوع الشبوط الملكي و الشبوط الصيني و ذات الفم الكبير، علاوة على سد عين زادة، الموان و الحاجز المائي بأوريسيا. و أضاف المتحدث، بأن مصالحه تبذل مجهودات كبيرة للتحسيس و التوعية حول أهمية استزراع أسماك المياه العذبة في الأحواض المائية، من خلال عقد لقاءات مع رؤساء الدوائر و المجالس الشعبية البلدية، قصد توفير الفضاءات و تقديم تسهيلات للمستثمرين، مشيرا إلى أن المديرية التي يشرف على تسييرها، تراهن على خلق فضاءات تتمثل في مناطق نشاطات لتربية أسماك المياه العذبة، لضمان مرافقة المستثمرين و تشجيعهم على ممارسة النشاط و توسعته في المستقبل، نظرا لفوائده الكبيرة، على غرار استحداث مناصب عمل و تزويد السوق بأسماك صحية و ذات قيمة غذائية عالية بثمن معقول. و ختم في الأخير مدير الصيد البحري و الموارد الصيدية، بأن مصالحه تسعى دائما لتطوير نفس الشعبة، بدليل الإمكانات المخصصة لمركز التفريخ الكائن بالحاجز المائي بأوريسيا، الذي يعتبر مرجعا في تفريخ الأسماك، خاصة و أن الجزائر تضم ثلاثة مراكز مماثلة فقط، مما يمكن من تفادي استيراد بيوض الأسماك و تحقيق الاكتفاء الذاتي محليا.