مطالب بإطلاق مشاريع للتنقيب عن المياه في الجبال يواجه سكان المناطق الجبلية بقالمة، نقصا كبيرا في المياه و خاصة بالأقاليم الجافة، أين تتفاقم الأزمة كل صيف و تطال حتى الثروة الحيوانية التي تعد الأكثر تضررا. و مع مرور الزمن، بدأت أزمة المياه تلقي بظلالها على المجتمع الريفي المعتمد على الزراعات المعاشية و تربية المواشي، المصدر الرئيسي للحياة، لكن هذا المورد الاقتصادي أصبح مهددا في السنوات الأخيرة بسبب نقص المياه. ولم يتوقف السكان المتضررون من الجفاف عن المطالبة بإطلاق مشاريع للتنقيب عن المياه الجوفية تشرف عليها مديرية الموارد المائية، فهي الهيئة الوحيدة التي تتوفر على الإمكانات المادية و البشرية التي تمكنها من البحث عن مصادر المياه و حفر الآبار و مساعدة هؤلاء السكان الفقراء الذين ظلوا بعيدا عن اهتمامات إدارة المياه التي ظلت جهودها منصبة على توفير الماء بالمناطق الحضرية و شبه الحضرية. و بالرغم من بعض العمليات المحدودة التي قامت بها محافظة الغابات و مديرية الفلاحة لتهيئة المنابع المائية و بناء حنفيات على جوانب الطرقات الريفية و قرب المشاتي، فإن التنقيب عن المياه بالأقاليم الجبلية بقالمة، مازال شحيحا و لا يتجاوز المنابع و بعض الحواجز المائية و الآبار السطحية التي تمتلئ في الشتاء و تجف عندما يحل فصل الصيف. و مازالت القيود مفروضة على عمليات التنقيب عن المياه بقالمة و من الصعب على سكان المناطق الجبلية الحصول على رخصة للتنقيب عن المياه. و يقول المهتمون بقطاع المياه في قالمة، بأن القيود المفروضة على التنقيب ربما تعود إلى نفاد الاحتياطات الجوفية، إلى جانب الإجراءات التقنية و الإدارية التي تمنع التنقيب الحر عن المياه الجوفية في محاولة لتنظيم عمليات الحفر و المحافظة على ما تبقى من مخزون جوفي لمواجهة المستقبل الصعب، في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي بدأت آثارها تطال الجزائر و خاصة الشريط الشمالي المعرض للتصحر و الانكماش المتواصل. و حسب سكان المناطق الجبلية بقالمة، فإن برنامج التجديد الريفي الذي تدعو إليه الحكومة، ربما قد يتعثر خلال السنوات القادمة بسبب أزمة المياه، مؤكدين على أنه من الصعب تطوير زراعة الحبوب و تربية المواشي و غرس الأشجار المثمرة و تنويع الاقتصاد الريفي بدون مياه. و يقول سكان الأقاليم المتضررة من الجفاف بقالمة، بأنه أصبح من واجب قطاعات المياه و الفلاحة و البلديات إطلاق برنامج واسع للتنقيب عن المياه الجوفية و حفر الآبار و بناء الحواجز الصغيرة لمساعدة الناس على مواجهة الحياة الصعبة و وضع دعائم قوية لتطوير الاقتصاد الريفي و إنهاء سنوات طويلة من الإجحاف و التهميش الذي حول أقاليم جبلية كثيرة إلى مناطق مهجورة.