كشف وزير التربية الوطنية عبد الكريم بلعابد أمس عن قيام وزارة الدفاع الوطني بتزويد قطاعه بنوعية متطورة من أجهزة التشويش لمكافحة الغش في امتحانات البكالوريا، مؤكدا توفير كافة الظروف لإنجاح الامتحانات الوطنية دون أن تتأثر بالحراك الذي تشهده البلاد. وأعلن عبد الكريم بلعابد في ندوة صحفية نشطها بمقر الوزارة، عشية انطلاق الامتحانات الوطنية، عن تجنيد كل الظروف والوسائل لإنجاح هذه المواعيد المصيرية، من بينها توفير وسائل مكافحة الغش الإلكتروني لا سيما في امتحانات شهادة البكالوريا، كاشفا عن قيام وزارة الدفاع الوطني بتزويد قطاعه بأجهزة تشويش جد متطورة، سيتم وضعها على مستوى المراكز الجهوية التابعة للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات المخصصة لجمع وتوزيع المواضيع، مذكرا بالعقوبات الصارمة التي تسلط على المتورطين في نشر المواضيع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وفقا للإجراءات القانونية، موضحا بأن ارتفاع عدد حالات الغش إلى 1700 السنة الماضية أضحى يتطلب إعادة النظر في صياغة مواضيع الامتحانات. وسيتم نصب هذه الأجهزة عبر 66 مركزا جهويا، بدل 9 مراكز فقط، أي على مستوى المراكز الجهوية للديوان، وكذا مديريات التربية التي ستتحول خلال تنظيم الامتحانات الرسمية إلى ملحقات تابعة للديوان، أي إلى مراكز لحفظ وتوزيع المواضيع، إلى جانب 16 مركز متقدما سيتم إنشاؤها بالولايات الجنوبية، وشدد الوزير في هذا السياق على ضرورة التفرقة ما بين تسريب المواضيع التي تعد خيانة وجريمة، ونشرها بعد انطلاق الامتحانات بفترة وجيزة. كما طمأن عبد الكريم المترشحين للامتحانات الوطنية وكذا الأولياء بأن الامتحانات التي ستخص هذه السنة أزيد من 2 مليون مترشح ستجري في ظروف جيدة، دون أن تتأثر بالظرف السياسي الذي تمر به البلاد، كما ستكون المواضيع في حدود الدروس التي تلقاها التلاميذ خلال السنة، مستبعدا العودة مجددا إلى العتبة، نظرا للتقدم الجيد للبرامج بفضل الاستقرار الذي ميز الموسم الدراسي الحالي، فضلا عن أنها أصبحت تهدد مصداقية هذه الامتحانات خاصة شهادة البكالوريا، داعيا المترشحين خاصة طلبة الأقسام النهائية إلى التركيز على المراجعة والتحضير النفسي، وتفادي تضييع الوقت والسهر إلى وقت متأخر في البحث عن المواضيع المسربة عبر الفضاء الأزرق. وبحسب المسؤول الأول عن قطاع التربية الوطنية فإن اجتماعا وزاريا مشتركا عقد يوم 12 ماي الجاري، سمح بضبط كافة التفاصيل المتعلقة بتنظيم الامتحانات الوطنية، ومن بين الإجراءات المتخذة مراجعة المنحة المخصصة للأساتذة الحراس والمصححين، مع الإسراع في دفعها، بعد أن كانت تستغرق العملية أشهرا عدة بسبب مشاكل إدارية أو عدم اكتمال الملفات، وذلك بموجب تراخيص تحصلت عليها الوزارة من الحكومة، على أن يتم دفع مستحقات المؤطرين فور انقضاء الامتحانات الرسمية. وبشأن الأرقام المتعلقة بالمترشحين للامتحانات الوطنية، فإن العدد الإجمالي للمرشحين لاجتياز امتحانات شهادة التعليم الابتدائي يتجاوز 812 ألف مرشح، وأكثر من 631 ألف مترشح بالنسبة للمرشحين لشهادة التعليم المتوسط، وما يفوق 674 الف مرشح لنيل شهادة البكالوريا، من بينهم أكثر من 263 ألف مرشح حر، أي ما يمثل نسبة 45.28 بالمائة، وتعهد الوزير بضمان السير الحسن لهذه المواعيد، مع سهر الدولة على تمكين الطلبة الجدد من الالتحاق بالجامعة في ظروف جيدة. وبخصوص طريق تنظيم شهادة البكالوريا، أكد عبد الكريم بلعابد بأنها ستحتفظ بنفس الإجراءات التنظيمية، من بينها تمكين المرشحين من موضوعين اختياريين، مع نصف ساعة إضافية، لكنه حذر من التأخر عن الالتحاق بمراكز الإجراء، التي ستفتح أبوابها عند الساعة السابعة والنصف صباحا، في حين لن يسمح لأي مرشح بالدخول بعد الثامنة والنصف، مقترحا على الطلبة التعرف من قبل على موقع مركز الإجراء الخاص بهم قبل يوم الامتحان، لتفادي التأخر. كما تطرق منشط الندوة إلى الإجراءات المتخذة لصالح نزلاء المؤسسات العقابية وكذا المرضى، الذين سيستفيدون من نفس الإجراءات التنظيمية، إلى جانب ذوي الاحتياجات الخاصة.