هيمنة مصرية على صالون الجزائر الدولي للكتاب انطلقت أمس فعاليات الصالون الدولي السادس عشر للكتاب بالمركب الرياضي محمد بوضياف '' 5 جويلية '' بمشاركة 521 دار نشر من 32 دولة من بينها 145 دار نشر جزائرية، مع تسجيل هيمنة مصرية على المشاركة العربية في هذه التظاهرة ب 81 دار نشر لتكون ذلك أكبر مشاركة لمصر في تاريخ الصالون، بعد أن كانت قد غابت عن المشاركة خلال الدورة الماضية بسبب تداعيات الأزمة الكروية بين البلدين. وبهذا الصدد أعرب السفير المصري عز الدين فهمي في تصريح خاص للنصر على هامش حفل الافتتاح الذي أشرفت عليه وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، أن مصر قد حرصت على هذه المشاركة القوية والقياسية في الصالون للتأكيد على متانة العلاقات التي تربط بين الشعبين الجزائري والمصري '' المتجذرة في التاريخ والتي لا يمكن أن تؤثر كما قال في متانتها تداعيات أحداث كروية عابرة''، وأعلن السيد فهمي بالمناسبة بأن وزارة الثقافة المصرية قررت إهداء 10 آلاف كتاب للشعب الجزائري خلال هذا الصالون للتشجيع على القراءة، دون إعطاء توضيحات أكثر حول كيفية إتمام هذه العملية. وبحسب المنظمين فإن مختلف أجنحة المعرض التي احتضنتها للمرة الثانية خيمة كبيرة بساحة المركب الأولمبي تضم ما لا يقل من ثلاثمائة ألف عنوان.وقد تنوعت المؤلفات المعروضة في مختلف الأجنحة بين الكتاب الأكاديمي في مختلف التخصصات والكتاب الديني والكتب شبه المدرسية إلى جانب الكتب الفكرية وتلك التي تتناول قضايا الراهن العالمي، والدراسات ومؤلفات أخرى في مختلف المجالات الإبداعية فضلا عن المعاجم والقواميس وكتب الأطفال. وفيما تشارك في المعرض لأول مرة أربعة دول أجنبية هي روسيا وأوكرانيا وموناكو والبيرو، فقد حل لبنان في طبعة هذا العام كضيف شرف على المعرض باعتبار ما له من ريادة في التأليف والنشر في الوطن العربي وقد قد كان له هو الآخر ثقله الكبير من حيث حجم المشاركة ب 70 دار نشر.وقد تم بذات المناسبة الإعلان عن مشروع للشراكة في ميدان النشر بين الجزائر ولبنان قالت السيدة خليدة تومي أنها ستكون من أولويات برنامج للتعاون الثقافي الذي ستناقشه مع نظيرها اللبناني. وفي تصريح للصحافة على هامش إعطائها إشارة انطلاق فعاليات الصالون بمعية وزير الثقافة اللبناني السيد كابي ليون، ذكرت السيدة تومي بأن دورة هذا العام من الصالون تعد الأكبر من نوعها ملفتة إلى أن دورة العام الماضي استقطبت ما لا يقل عن مليون و200 ألف زائر بمعدل 200 ألف زائر يوميا، وهو ما يؤكد حسبها تعطش الجزائريين للقراءة، متوقعة أن يزداد حجم الإقبال هذه السنة أكثر فأكثر.كما أشارت إلى أن طبعة 2010 قد تميزت بارتفاع عدد العارضين بنسبة 30 بالمائة مقارنة بسنة 2009. تجدر الإشارة إلى أن النشاط الثقافي والفكري المنظم على هامش المعرض سيشهد انعقاد ملتقى دولي كبير، يستمر على مدار ثلاثة أيام ويتناول الثورات العربية، وعلاقة الإبداع بالثورة، وكيف تجلت هذه الثورات في الأعمال الأدبية، وسيشارك في أعمال الملتقى محللون سياسيون ومختصون في الفلسفة وعلم الاجتماع من مصر وتونس ولبنان، إلى جانب ندوات ولقاءات أخرى حول الأدب الإفريقي ومستقبل الأدب المكتوب باللغة الفرنسية في المشرق والمغرب والكتابة والراهن العربي وغيرها.