نيجيريا منتخب يرفض اللعب ويفضل الهجمات العكسية يعتبر منتخب نيجيريا المرشح لنيل اللقب المنافس الأقوى للخضر سهرة اليوم، ومن المنتخبات التي أبانت عن وجه مميز منذ بداية المنافسة، غير أن الأرقام تؤكد قدرة أشبال المدرب جمال بلماضي على تخطي النسور الممتازة، خاصة وأن الكثير من المتتبعين يجمعون على غياب طريقة لعب واضحة ومركزة لأشبال الفرانكو ألماني جيرنوت روهر، حتى أن معظم أهدافه لم تكن من هجمات منظمة، بل جاءت عن طريق كرات ثابتة أو استغلال أخطاء دفاعية للمنافس. وتمكن هجوم المنتخب النيجيري، من تسجيل 7 أهداف منذ بداية المنافسة، 70 بالمئة منها جاءت من كرات ثابتة أو استغلال لأخطاء دفاعية من لاعبي المنافس، في حين وصل أشبال المدرب الألماني روهر من الوصول لشباك منافسيهم مرتين فقط من هجمات جماعية منظمة، أولها في مباراة بوروندي لحساب الجولة الأولى من مرحلة المجموعات، وثانيها كانت أمام الكامرون في الدور الثاني. ويركز منافس الخضر اليوم، في بناء هجماته على الأجنحة، وخاصة على الجهة اليسرى، لتواجد أحمد موسى، وهو الرواق الذي يعتبر حاليا نقطة ضعف منتخبنا، كون عطال غائب وسيعوضه دون شك زفان الذي أثبت محدوديته الهجومية والدفاعية خلال مواجهة كوت ديفوار. كما سجل رفقاء الهداف إيغالو صاحب الثلاثة أهداف، 5 أهداف أخرى من كرات ثابتة أو استغلال ارتباك دفاع المنافس. وبالعودة إلى حصيلة منتخب النسور الممتازة في الدورة الحالية، فقد كانت جيدة من خلال تحقيق 4 انتصارات وخسارة واحدة، تجرعها أمام منتخب مدغشقر بهدفين دون مقابل، وقام حينها المدرب الألماني بإشراك 5 لاعبين احتياطيين، كما كان مشوار نيجيريا محفوفا بالمخاطر، حيث كان في أول اختبار حقيقي، لما واجه منتخب الكامرون القوي، في الدور الثاني وفاز عليه بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليواجه في دور الربع نهائي منتخب جنوب إفريقيا، وينتصر بشق الأنفس وفي الدقائق الأخيرة من المباراة بهدفين مقابل هدف وحيد. دفاع متواضع استقبل 5 أهداف في 3 آخر مواجهات رغم أن منتخب نيجيريا يتواجد في الدور نصف النهائي، غير أن خطه الخلفي ظهر ثقيلا ومهلهلا، بعدما تلقى 5 أهداف أي بمعدل هدف في كل لقاء، وكانت جل الأهداف التي استقبلتها شباك «النسور» على إثر ارتباك من طرف الظهيرين أو محور الدفاع، كما ارتكب مدافعيه أخطاء في التموقع ما كلفه تلقي أهداف ساذجة، وهو ما حدث أمام المنتخبات التي تملك هجوما قويا على غرار مدغشقر، الذي سجل هدفين في مرماه والكاميرون الذي تمكن هو الآخر من إمضاء ثنائية بسهولة تامة. جدير بالذكر، أن المدرب الألماني روهر قام بعدة تغييرات على مستوى كل المناصب الدفاعية خلال المباريات الفارطة، حيث لم يجد لحد الآن الوصفة المثالية، من أجل الحفاظ على نظافة الشباك في آخر 3 مواجهات. غينياوالكاميرونوجنوب إفريقيا سيطروا على النسور رغم أن العديد من متتبعي كرة القدم الإفريقية وبالأخص «الكان» الحالية، معجبون بطريقة لعب نيجيريا واصفين هذا المنتخب بالمستحوذ، إلا أن نسبة امتلاك لاعبي هذا المنتخب للكرة، خلال المواجهات السابقة تثبت العكس، حيث تفوقت نيجيريا في نسبة الاستحواذ على منتخبين فقط يعتبران متواضعين، وهما بوروندي في أول لقاء وكانت النسبة حينها لصالح رفقاء القائد أوبي ميكيل ب62 بالمئة، كما كانت 85 بالمئة من التمريرات صحيحة، مع تسجيل 12 قذفة منها واحد داخل الإطار. ثاني مواجهة سيطر فيها زملاء أحمد موسى، على نسبة الاستحواذ كانت أمام مدغشقر، وذلك بسبب التخلف في النتيجة منذ الدقائق الأولى، وبلغت النسبة حينها 62 بالمئة، فيما كانت التمريرات الصحيحة بنسبة 85 بالمئة مع تسجيل 12 قذفة واحد منها داخل الإطار، وخسر المنتخب النيجيري نسبة الاستحواذ أمام غينيا ولم تتعدى حينها 48 بالمئة، مع تسجيل 10 قذفات منها 4 داخل الإطار، فيما لم تتجاوز النسبة 38 بالمئة أمام الكاميرون مع تواصل النسب المرتفعة الخاصة بالتمريرات الصحيحة والتي بلغت 65 بالمئة، مع تسجيل 16 قذفة منها 4 داخل الإطار، ولم يختلف الأمر في مواجهة جنوب إفريقيا الأخيرة، أين لم تتعدى نسبة الاستحواذ 38 بالمئة أما نسبة التمريرات الصحيحة فوصلت إلى 72 بالمئة، مع قيام اللاعبين بالقذف 11 مرة منها 4 داخل الإطار. واتضح من خلال الأرقام السابقة، أن منتخب نيجيريا ليس بالمنتخب المسيطر والذي يعشق الاستحواذ على الكرة، بل إنه يشبه إلى حد بعيد المنتخب الايفواري، الذي يتكتل في الخلف ويلعب على الهجمات المعاكسة على الأجنحة، وهو نفس أسلوب المدرب الألماني روهر، ما يرجح أن تكون المهمة صعبة بالنسبة لمحاربي الصحراء، على غرار لقاء دور ربع النهائي. روهر وظف 19 لاعبا في مصر ستكون مهمة الناخب الوطني جمال بلماضي صعبة للغاية، فيما يخص دراسة طريقة لعب نيجيريا، حيث اعتمد مدرب النسور الممتازة على 19 لاعبا في 5 مباريات، وكان يتعمد تغيير التشكيلة من مواجهة إلى أخرى، وهو ما يمنح هذا المنتخب حيوية بدنية، خاصة وأن لاعبيه تداولوا على لعب المباريات الخمسة السابقة.وقام المدرب روهر بتغييرات تمس الخطوط الثلاثة من مواجهة إلى أخرى، حيث لم يسبق له دخول اللقاء، بنفس تشكيلة المباراة الماضية حتى وإن فازت، وهو ما يؤكد أن الألماني لا يؤمن بمبدأ « لا يجب تغيير تشكيلة تفوز»، وبالعودة للمباريات الماضية، فإن 19 لاعبا من التشكيلة خاضوا مباريات متفرقة، حيث لم يشارك إلا 3 لاعبين وحارس، ورغم التنوع في خيارات المدرب، إلا أن المشاركات كانت متفاوتة، حيث يوجد لاعبين، وظفوا في جل المباريات على غرار الحارس أكيبي، المدافعين أوميريو وإيكونغ وإينا، أما في خط الوسط فإن اللاعب المعول عليه كثيرا من خلال المواجهات السابقة، هو لاعب ليستر سيتي نديدي، أما خط الهجوم فغالبا ما يكّونه إيوبي وإيغالو وأحمد موسى.