تعتبر شواطئ الخليج الغربي لشطايبي بولاية عنابة، من أروع وأجمل المناطق السياحية في العالم، بفضل توفرها على مقومات طبيعية هائلة وفريدة من نوعها، تتداخل معا لتنتج لوحة فنية ساحرة خصوصا عند غروب الشمس و شروقها من مكان واحد، ولذلك يصنف هذا الخليج كثاني أجمل منطقة بعد خليج ريو دي جانيرو بالبرازيل. ويعد شاطئ واد الغنم، الموجود ضمن الخليج الغربي، والذي يبعد بنحو 4 كلم على مقر بلدية شطايبي، من أجمل الشواطئ، حيث يقع عند نهاية منحدر صخري، هو شاطئ يمتاز برماله ذهبية و بكونه مفتوحا على مناظر غابية خلابة و لوحة طبيعية توقعها خصوصية الكهوف القريبة منه و التي يمكن الوصول إليها عبر زوارق النزهة، غير بعيد عن الموقع السياحي رأس الصيد، وهو موقع أثري يعرف بتمثال صخري نحتته أمواج البحر و أضافت له أشكالا هندسية رائعة و حسب بعض المختصين في عالم الآثار، فإنه مع مرور الزمن تشكل التمثال في هيئة «رأس أسد»و تقابله في الجهة الغربية لمدينة شطايبي، صخور جبلية من الغرانيت أبدعت في نحتها الأمواج المتلاطمة و شكلت منها فسيفساء رائعة، فانبثقت عن هذه الهندسة الطبيعية سبع مغارات صغيرة مرتبطة ببعضها البعض تصنع فيها الطيور المهاجرة بيوضها خلال مواسم التكاثر و تنشئ أعشاشها بالقرب من مداخلها في مختلف فصول السنة، وهي خصوصية طبيعية تمتد لتشمل كل السلسلة الجبلية المتاخمة لجبال الإيدوغ بمنطقة سرايدي بولاية عنابة. ولأهمية شاطئ واد الغنم، اختارت سيدة مستثمرة إنجاز قرية سياحية عند مدخل الشاطئ باعتباره موقعا استراتيجيا هاما من شأنه أن يكون منطقة جذب سياحي بامتياز، ونقطة استقطاب للزوار من داخل وخارج الوطن خاصة و أن شطايبي تتوفر على أحسن خليج من حيث الجمال الطبيعي. و قد افتتحت هذه القرية السياحية هذا الموسم، حيث تعد بمثابة قيمة مضافة للمنطقة، التي لا تتوفر على فنادق أو منتجعات سياحية مهيأة، وبالتالي فإن شاليهات القرية الجديدة ستوفر للمصطافين إقامة نوعية في هياكل حديثة وسط محيط طبيعي متميز. ويبلغ قيمة الاستثمار 200 مليار سنتيم، تم الشروع في إنجازه سنة 2016، و يتسع لأكثر من 140 إقامة تتمثل في شاليهات خشبية من ثلاث غرف مجهزة بأرقى مستلزمات الإقامة العائلية بالإضافة إلى هياكل خدماتية للإطعام والترفيه والاسترخاء كما أوضحته صاحبة المشروع سعاد سماتي، في تصريح سابق للنصر، وقد كان من المنتظر إنهاء المشروع خلال 2018 ، غير أن صاحبته واجهت عراقيل عدة تتعلق بالطبيعة الجغرافية للمنطقة وبعد الموقع وهو ما أخر افتتاحه إلى هذه السنة. ويعتبر المسؤولون بقطاع السياحة التدشين الرمزي لهذا المشروع الذي تعزز بحصة إيواء ثانية تتراوح ما بين 25 و 40 إقامة، تأكيدا على جدية مسعى تجسيد القرية السياحية، التي من شأنها أن تحول منطقة شطايبي إلى قطب سياحي بامتياز، فإلى جانب الشاليهات التي ستوفر أكثر من 700 سرير للسياح والمصطافين، تضم الهياكل المرافقة للقرية السياحية مسابح للأطفال وأخرى للكبار و فضاءات غابية مطلة على البحر، إلى جانب فضاءات للألعاب موجهة للصغار وأجنحة للتدليك والتجميل ومطعم يتسع ل 300 مقعد، بالإضافة إلى مسرح في الهواء الطلق وموقف للسيارات يتسع ل 220 مركبة. وإلى جانب ضمان شروط الصحة والنظافة، تؤكد صاحبة المشروع على توفير شروط الأمن بهذه القرية السياحية التي ستسلم أشغالها بصفة نهائية بحلول موسم الاصطياف المقبل. ويراهن أصحاب هذا المشروع على جعل القرية السياحية لمنطقة شطايبي فضاء لاستقطاب السياح والمصطافين بخدمات متكاملة وذات نوعية وذلك على مدار فصول السنة. هذا وقد قامت السلطات الولائية بعنابة، بتدعيم المنطقة عن طريق تعبيد طريق شاطئ واد الغنم، بعد انجاز شطر أولي على مسافة 3 كلم، كما جهزت التوسع بشبكتي المياه الشروب والإنارة العمومية، إلى جانب تحويل مسار الخط الكهربائي ذو التوتر العالي، لاستكمال أشغال التهيئة العامة للمنطقة.